لماذا يلجأ مرضى المحافظات إلى مشافي العاصمة؟

15-05-2008

لماذا يلجأ مرضى المحافظات إلى مشافي العاصمة؟

مازالت مسألة مستوى الخدمة الطبية في المشافي الحكومية تثير الكثير من الجدل والتساؤلات وخاصة مع ما نسمعه من قصص وشائعات تؤكد تدني مستوى الخدمات الطبية المقدمة فيها والمترافقة مع الأعداد والحشود الكبيرة التي تقصدها كل يوم ومن جهة أخرى تصريحات الجهات المعنية التي تتطرق دائماً إلى زيادة مستوى هذه الخدمات حتى إننا نلاحظ بأنها تأخذ طابع المثالية في كل مرة. 
 تجدر الإشارة إلى وجود تفاوت واضح في مستوى الخدمات في المشافي الحكومية بين العاصمة دمشق وبقية المحافظات السورية، بدليل أن أي مواطن في المحافظات حين يصاب بأي وعكة صحية يسارع بالتوجه إلى دمشق ومشافيها والأمثلة على ذلك كثيرة.
ومن المسائل التي تستمر بإثارة الجدل تلك المتعلقة بأسعار المشافي الخاصة التي باتت سياحية من فئة سبع نجوم كما أنها ما زالت تصيب المواطن بفقر مدى الحياة في حال استطاعت شفاءه من الأمراض التي يعاني منها في حال قصدها.
وهنا السؤال: أين وزارة الصحة من كل هذا؟
الدكتور ديب هزيمة معاون وزير الصحة لشؤون المشافي تحدث عن موضوع المشافي قائلاً:
يعتبر القطاع الصحي أحد أهم القطاعات في سورية وفي ظل خطة التحديث والتطوير كان له النصيب الأكبر منها حيث تم تأهيل المشافي القديمة من ناحية البناء والتجهيزات مع العمل على تأمين الكادر الطبي والفني في هذه المشافي والأمثلة على ذلك كثيرة. وأضاف: كما قمنا بإنشاء سلسلة مشاف بسعة 200 سرير في جميع المحافظات السورية ضمن إطار المشروع الوطني السوري لإنشاء المشافي كما تم تجهيزها بأحدث التجهيزات بالاعتماد على المنح والقروض المقدمة من بنك الاستثمار الأوروبي والمنظمات الدولية الطبية وقد بلغ عدد المشافي الجديدة 18 مشفى.
وقال هزيمة: نتجه من خلال خطتنا الاستراتيجية لإنشاء مجموعة من المشافي التخصصية. وفي هذا الإطار تم إنشاء مشفيي العيون والأطفال في حلب.
إضافة إلى مشفى أمراض القلب كذلك الأمر تم تجهيز ثلاثة مراكز طبية في الرستن وطرطوس واللاذقية ونقوم حالياً بإنشاء مركز متقدم لجراحة القلب في دير الزور، وبالنسبة لدمشق تم إنشاء عدة مشاف تخصصية فيها للجراحة العصبية والعظمية ومشفى للتوليد والنسائية.
وفيما يتعلق بمشافي معالجة الأورام السرطانية والكلام للدكتور هزيمة فقد تم إنشاء مشفى لمعالجة الأورام والسرطانات في حلب لتخديم المنطقتين الشمالية والشرقية وفي المستقبل سنقوم بإنشاء مركز مماثل في محافظة الحسكة.

وعن ظاهرة لجوء المرضى من جميع المحافظات إلى دمشق قال: إن هذه الظاهرة لا مبرر لها وخاصة أن المحافظات السورية بمجملها بات لديها الكثير من الأطباء الخبراء والبارعين في عملهم كما أنهم على المستوى المهني نفسه لأطباء دمشق الأمر الذي شجعنا على إنشاء هذا العدد من المشافي في المحافظات، وتجدر الإشارة إلى أن جزءاً كبيراً من المرضى الذين يلجؤون للعاصمة يقومون بهذا لسبب رئيسي يتمثل بعدم وجود مراكز تخصصية في محافظاتهم كمشفى الباسل لأمراض القلب إلا أن هذه المشكلة وكما ذكرت في مقدمة حديثي ستتم معالجتها في القريب العاجل من خلال المراكز التي ستفتتح قريباً والمثال على ذلك مشفى الأمراض القلبية في حلب الذي ساهم في تخفيف الضغط عن دمشق.

وتابع حديثه قائلاً: إن أهم ما ينغص علينا عملنا يتمثل بظاهرة هجرة الاطباء المتخصصين إلى الخارج نظراً للرواتب المجزية التي ينالونها هناك الأمر الذي دفعنا للعمل على إعداد قانون التفرغ الذي سيؤمن في المستقبل أجوراً أفضل للأطباء ما يجعلهم يبقون في بلدهم.

وعند سؤاله عن الآلية التي تتبعها المشافي للتخلص من نفاياتها قال: نطبق حالياً طريقة فعالة في هذا الشأن تم اعتمادها بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة كما استعنا بخبرة العديد من الدول المتطورة في هذا المجال وأكرر بأن الطريقة المتبعة حالياً هي في غاية الفعالية.

وعن الأجور المرتفعة للمشافي الخاصة قال: ثمة تسعيرة تم وضعها من قبل وزارة الصحة ونقابة الأطباء ولكن لا ننكر وجود بعض المخالفات وفي حال تلقينا لأي شكوى من أي مواطن فإننا نقوم بالتدخل بإعادة الأمور إلى نصابها، ونحن مستمرون في قمع هذه المخالفات إلا أن المشكلة تكمن بأننا لا نخطر بجميع المخالفات ومن هنا أتوجه إلى جميع المواطنين وأدعوهم لإخطارنا عن حالات كهذه لنقوم بمعالجتها بشكل فوري.

نورا حربا

المصدر: الوطن السورية


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...