ما هو تأثير الكمبيوتر على ذكاء الطفل؟

19-08-2017

ما هو تأثير الكمبيوتر على ذكاء الطفل؟

هنالك سؤال يطرحه الأهل بشكل متكرر: هل الكمبيوتر آلة تعلّم هامّة فعلاً، أم أنه مجرّد مضيعة للوقت؟ما هو تأثير الكمبيوتر على ذكاء الطفل؟

قد يبدو هذا السؤال غريبا في عصر تجاوز فيه انتشار الكمبيوتر أي تصوّر، ولكن السؤال محق.

فكما أن الكمبيوتر انتشر بشكل كبير، فإن الألعاب الإلكترونية انتشرت وأصبحت إعلاناتها تباغتنا عند مطالعة أي موقع سواء كان سياسيّاً أو ثقافيّاً أو علميّاً.

وإذا كان بعض البالغين ينجرفون وراء هذه الألعاب، فهل نتوقّع من الطفل أن يقاوم تحميلها على جهازه عند تلقيه لعرض مجّاني لا يستلزم أي موافقة أو بطاقة اعتماد أو إذنا من الكبار؟

وأيضا، ماذا عن العوالم المظلمة للكمبيوتر والإنترنت؟ وهل بالإمكان أن نسمح للطفل أن يستفيد من الخصائص الفريدة للكمبيوتر دون أن ينجرف في تلك المنزلقات التي لا تنتهي؟

* أرقام ذات دلالة

بيّنت دراسات عديدة نشرت مؤخراً أن الأطفال الذين يستخدمون الكمبيوتر في مرحلة ما قبل المدرسة، هم أكثر ذكاءً وحنكة من أقرانهم الذين لا يستخدمونه.

هذه الدراسات إذاً حسمت الأمر، وهي أيضاً حدّدت اتجاه الأهل، فهي تقول إن:
- 60 % من العائلات تمتلك جهاز كمبيوتر.
- 85 % من أجهزة الكمبيوتر المنزلية فيها برمجيات مخصصة للأطفال.
- 30 % من الأطفال يستعملون جهازهم الكمبيوتري يوميا.
- 45 % منهم يستعملونه مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.
- 55 % من العائلات التي لا تمتلك هذا الجهاز، تتيح لأطفالها استعمال كمبيوتر تملكه عائلة صديقة أو مكتبة.

فالالتزام من قبل الأهل واضحٌ تماماً، فهم يعلمون الآن أن الكمبيوتر ليس لعبة يلهو بها الطفل وإنما هو جهاز تعلّم.

وتزداد أهمية هذا الجهاز بطبيعة الحال إذا تم اختيار الـبرمجيات المفيدة التعليمية، والتي بُذِل في الكثير منها جهدٌ تربويّ كبير يتيح للطفل أن يتعلّم بطريقة مسليّة وطريفة ومفيدة، وبالتالي فإن النتائج الإيجابية المتوخاة من الكمبيوتر تلعب فيها اختيارات الأهل دورا محوريا.

* ليس مربية

إن الوصول المبكر للكمبيوتر يساعد الأطفال على التعلّم، ولكن علينا ألا نستخدمه كمربية أو جليسة أطفال. 
فبعض الأهل يتركون طفلهم مع هذا الجهاز ليقوم بضغط الأزرار بشكل عشوائي، ويبتعدون ليمارسوا أعمالهم اليومية المعتادة، وهذا لا يحقق الهدف المطلوب، فالأمر المفيد هو أن يجلس الأهل مع أطفالهم أمام الكمبيوتر لوقت محدد ومن ثم يتم فتح البرمجيات المناسبة والمختارة بعناية للتعلّم.

* وسيلة تعليم فريدة

هذا الجهاز يمتلك الوسائل المدهشة من صوت وصورة وحركة، وهي التي تجذب انتباه الطفل وتقوم بتعليمه بشكل يجنّبه الملل.
والكمبيوتر يجعل الطفل في تماس مع العالم، فهو يستطيع أن يعلّمه الحروف والأرقام والأصوات، مما يزيد الثقة بالنفس لدى الطفل، فالمعرفة عنده هي من أهم مصادر احترام الذات، فما بالك إذا كانت هذه المعرفة هي معرفة الرؤية والسمع والتجربة.

منذ عشرين عاماً كان بإمكانك أن تخبر طفلك أنه في عصور غابرة وُجدت حيوانات تسمى الديناصورات، وكنت تستطيع بعد ذلك أن تسترسل في الحديث عن صفات هذه الحيوانات الغابرة وألوانها وأشكالها، وربما تمكنتَ من أن تريه رسوماً صمّاءَ لها، وبعد ذلك يسألك الطفل عن سرعتها في مشيها وعن طريقة تكاثرها وعن أصواتها وغير ذلك.

إن برنامجاً مخصصاً للطفل موجوداً على جهازك الكمبيوتري يمكن أن يعرض مقطع فيديو مدّته دقيقة واحدة أو دقيقتان، تختصر كل قصة الديناصورات بشكل محسوس، وبطريقة تلتصق فيها المعلومات في ذهنه إلى درجة أنها لا تمحى. 
ويضاف إلى ذلك أن الطفل بإمكانه أن يعيد عرض هذه المقاطع بقدر ما يشاء من مرّات.

* تعدد اللغات

لا يخفى أن هنالك تطوّرات قد طرأت على الكمبيوتر في السنوات القليلة الماضية قد ضاعفت فائدته بشكل كبير، فالكمبيوتر الآن هو جهاز متعدد اللغات، وبإمكان مستعمله أن يكتب مستخدماً إياه سواء كانت لغته الإنكليزية أو الصينية، وسواء كانت الحروف المستخدمة هي اللاتينية أو العربية.

ويضاف إلى ذلك إمكانية الوصول بالإنترنت إلى آفاق مدهشة وواسعة تتناسب مع أحلام الطفل وخياله المجنّح، فتتيح له التواصل مع أفراد عائلته الموسّعة وأصدقائه من خلال تبادل الصور ومشاهدة الأفلام المصورة، فتراه يعرف جده وجدته وأعمامه وأخواله وأقاربه، حتى وإن كانوا يعيشون في أماكن بعيدة، بشكل لم يكن ممكنا لولا هذا الجهاز الذي اختصر عدة أجهزة معاً.

* الحذر

إن هذا الجهاز السحري بطبيعة الحال لا يمكن أن يكون دون مساوئ، فهذا الخضم من الميزات العظيمة لا يمكن أن يكون إيجابيّات صرفة لا يعكّر صفوها شيء. 
فمع زيادة مدارك الطفل ونموّه وتطوّره، يستطيع أن ينطلق أيضا إلى الجوانب المظلمة والسيئة من عالم الكمبيوتر والشبكة العنكبوتية.
وهنا تأتي مهمة الأهل بفرض رقابة حازمة تؤدي إلى تجنّب هذه المساوئ:
- معرفة الأهل بالمواقع التي يسمح للطفل بالدخول إليها.
- يجب ألا يدخل الطفل إلى أي موقع على الإنترنت دون أن يكون أحد أفراد العائلة موجودا معه.
- تبادل أي بريد إلكتروني يجب أن يكون بمراقبة الأهل وإذنهم وإشرافهم الكامل، فالمشاكل التي نسمع عنها كل يوم في هذا المجال لا تحتاج إلى تعريف.

إن هذا الجهاز السحري الذي يوسّع المدارك، يوسّع المخاطر أيضا. وهو دون شك سيف ذو حدّين.

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...