ما هو مستقبل الصراع الفلسطيني- الفلسطيني وتأثيره على حكومة الوحدة

07-04-2007

ما هو مستقبل الصراع الفلسطيني- الفلسطيني وتأثيره على حكومة الوحدة

الجمل:   وافق المجلس التشريعي الفلسطيني بتاريخ 18 آذار الماضي على حكومة الوحدة الوطنية بأغلبية 83 صوتاً مقابل ثلاثة فقط.
ويقول المراقبون بأن نتيجة التصويت على هذا لا تعكس وجود إجماع حقيقي بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة، وذلك لأن التوترات والصراعات ماتزال موجودة، وماتزال العلاقات البينية الفلسطينية- الفلسطينية أكثر احتقاناً بالخلافات والعداوات.
• معسكر حركة فتح:
منذ لحظة فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني 2006 أصبحت حركة فتح منقسمة بين تيارين:
- تيار يطالب بالشروع في إجراءات ترتيب الوحدة مع حماس باعتبارها جاءت إلى السلطة بإرادة الشعب الفلسطيني الانتخابية الحرة.. ويضم هذا التيار جماعة مروان البرغوثي، وزعماء لجنة فتح المركزية (الحرس القديم) والذين من بينهم: أبو علاء أحمد قرعي، هاني الحسن، عباس زاكي، وفاروق القدومي (المقيم في تونس والمنافس لمحمود عباس في زعامة حركة فتح).
- تيار يفضل المواجهة ضد حماس، ويضم هذا التيار الجيل الثاني من زعماء حركة فتح، الذين يفضلون أن تبقى حركة فتح في موقع المعارضة، ومواصلة الضغط على حماس لكي تقبل بشروط اللجنة الرباعية الدولية (أمريكا، روسيا، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة)، حتى يتم تحقيق العقوبات والمقاطعة الاقتصادية والسياسية المفروضة على الفلسطينيين، ومن أبرز زعماء هذا التيار: محمد دحلان، ومعظم أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح: صائب عريقات، نبيل عمر، عزام الأحمد، إضافة إلى قادة أجهزة الأمن والمخابرات الفلسطينية.
• معسكر حركة حماس:
أوضح محمود الزهار أحد زعماء حماس، بأن المتشددين داخل حركة حماس لا يؤيدون اتفاق مكة، وحدد الزهار ثلاثة أسس لحكومة الوحدة الوطنية، وهي:
- ان حماس لن تقبل بتمديد وقف إطلاق النار مع إسرائيل ليشمل الضفة الغربية، إلا إذا انسحبت إسرائيل بالكامل من الأراضي التي احتلتها في عام 1967م.
- سوف تقبل حماس بدولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة (طالما أن ذلك لا يتضمن اتفاقية سلام مع إسرائيل)، وترفض دولة دائمة ضمن حدود 1967م، كمقابل للاعتراف بإسرائيل.
- ترفض وتعارض حركة حماس إعطاء منظمة التحرير الفلسطينية في ولاية وصلاحية التفاوض مع إسرائيل، حتى يتم تمثيل كل الفصائل الفلسطينية ضمن المنظمة، بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
يشير حديث الزهار إلى بعض الملاحظات حول مستقبل حكومة الوحدة الوطنية، ومن أبرزها:
- الإبقاء على حق حماس في إنهاء الاتفاق إذا رفضت وعارضت حركة فتح القيام بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وإدماج حركة حماس ضمن الإدارة العليا للسلطة الفلسطينية.
- الإبقاء على حق حماس في موقفها المستقل ورؤيتها الخاصة حول بنود الهدنة مع إسرائيل.
- يعكس اهتمام زعماء حماس بأن الجناح العسكري للحركة سوف يحول ولاءه إلى المجموعات الأكثر تطرفاً، إذا حاولت قيادة حماس اتخاذ مواقف أكثر تساهلاً وليونة مع إسرائيل وفتح.
توجد ثلاثة مجالات تحاول حالياً حركة حماس تمديد نفوذها وسيطرتها عليها، وذلك بما يعزز قدرتها في القضاء نهائياً على حركة فتح، وهذه المجالات هي:
- قوات الأمن.
- مؤسسات وأجهزة السلطة الفلسطينية.
- منظمة التحرير الفلسطينية.
وبالمقابل، بعد أن فقدت حركة فتح الشارع الفلسطيني، أصبحت قياداتها تحتمي بهذه المؤسسات الثلاث باعتبارها الخنادق الأخيرة، والتي إذا سقطت في يد حماس، فإن ذلك معناه اندحار فتح وهزيمتها النهائية.
وعموماً نقول: تتفاوت التحليلات والتقييمات إزاء مستقبل موضوع الاستقرار في العلاقات الفلسطينية- الفلسطينية:
• المنظور الجزئي: تنظر بعض التحليلات إلى الصراع الفلسطيني- الفلسطيني ضمن منظور الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، الذي يدور حصراً في الأراضي الفلسطينية.. وتقول هذه التحليلات بالسيناريو المتشائم، وذلك على أساس اعتبارات أن الاستقرار في العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية، رهين بالاستقرار في العلاقات الفلسطينية- الفلسطينية، وهذا الأخير يرتبط حصراً باستمرارية واستدامة حكومة الوحدة الوطنية، وهي استمرارية واستدامة تعتبر مستحيلة في ظل وجود (محمد دحلان وجماعته) و(متطرفي حماس).
• المنظور الكلي: تنظر بعض التحليلات إلى الصراع الفلسطيني- الفلسطيني ضمن منظور الصراع العربي- الإسرائيلي، الذي يضم كل الأطراف: سوريا، حزب الله، الفلسطينيين... وغيرهم. وتقول هذه التحليلات بالسيناريو المتفائل، وذلك على أساس اعتبارات أن الاستقرار في العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية، والفلسطينية- الفلسطينية، رهين حصراً بالاستقرار الكلي في العلاقات العربية- الإسرائيلية وهو أمر لا يمكن إنجازه بالاتفاقيات الجزئية، وإنما باتفاقيات السلام الشاملة التي تتصدى لحل الصراع العربي- الإسرائيلي.
سوف تبقى الأزمة متفجرة داخل المناطق الفلسطينية، وذلك لأن حركة فتح تريد الاحتفاظ بالسلطة وبحق التفاوض والتمثيل الشرعي عن الشعب الفلسطيني، الذي أعطى أصواته في الانتخابات لحركة حماس، وأسقط حركة فتح، وما كان ذلك ليحدث لو التزمت حركة فتح بالثوابت المبدئية العربية في إدارة الصراع ضد إسرائيل.. ولكن عندما تخلت فتح عن الثوابت المبدئية العربية، ودخل قادتها ووقعوا على اتفاق أوسلو، وفك الارتباط، فاجأتهم إسرائيل بخطتها المقابلة التي عرفت بـ(فك الارتباط عن طريق الارتباط)، وأصبحت كما قال أحد خبراء اللوبي الإسرائيلي بأنها خارطة طريق لطريق يؤدي إلى اللاشيء وليس إلى الدولة الفلسطينية في نهاية الأمر.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...