"مجزرة" مروّعة تهزّ ليل بيروت

19-09-2011

"مجزرة" مروّعة تهزّ ليل بيروت

هي جريمة مروّعة هزّت العاصمة اللبنانية بيروت ليل هذا الأحد، فلم يبقَ لبنانيّ إلا واقشعرّ بدنه من هولها..
أمّ خمسينية وأولادها الستّة، الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين، هم "ضحايا" الجريمة الرهيبة، التي بدا أنّ "ربّ العائلة" هو "الناجي" الوحيد منها، وهو الذي عاد إلى منزله ليكتشف "المجزرة" التي حصلت في غيابه.
ولأنّ اللبنانيين لا يكتفون بـ"التعاطف"، تحوّل موقع الجريمة بسرعة البرق إلى مركز "عمليات" قرّر فيه "الجيران"، ومن مرّ بالمكان "صدفةً"، أن يلعبوا دور "المحقّقين"، فبدأ جمع "المعلومات" لينتهي الليل بـ"حقيقة" لا يوجد سواها.
تقول هذه "الحقيقة" أنّ هادي، الابن الأكبر، هو القاتل، وأنّ الوالد، الرجل ذي السمعة الحسنة، كان في فرن المناقيش الذي يملكه لدى وقوع الجريمة. ووفقاً لهذه "الحقيقة"، فإنّ هادي، الذي سارع الاعلام للحديث عن "إعاقة" يعاني منها وذهب البعض لحدّ الحديث سريعاً عن "إدمانه" دون أيّ تدقيق"، أقدم على قتل أمّه وإخوته ثمّ انتقل إلى غرفة مجاورة حيث... انتحر!

 هكذا إذاً، وقعت جريمة قتل مأساوية في منطقة رأس النبع، ليل أمس، أدت إلى مقتل سبعة أفراد من عائلة واحدة، باستثناء علي الحاج ديب (الأب)، هم كل من نوال يونس (55 عاما)، وأبنائها هادي (25 عاماً)، وأمين (23 عاماً)، ومهى (20 عاماً) ومنال (18 عاماً)، وزهراء (15 عاماً) وزاهر (15 عاماً).
وفيما لا تزال وقائع الجريمة التي وقعت في منزل العائلة غامضة، إذ استمرت التحقيقات الأولية حتى فجر اليوم، سارعت وسائل الاعلام، وعلى جري عادتها، لاصدار "الحكم المبرَم" وفحواه أنّ النجل الأكبر هادي (25 عاماً) هو الذي أقدم على قتل إخوته وأمه من سلاح من نوع "بومب أكشن" عثِر عليه بالقرب منه، وبدا موقعه "الدليل" الذي استندت إليه وسائل الاعلام لتدعيم "الحكم" الذي لم يبدُ قابلاً للتمييز بالنسبة إليها.
سرعة الاعلام في إصدار الأحكام التهويلية كان محطّ استنكار، دون أدنى شك، من قبل أقارب العائلة "المفجوعين" بالجريمة التي أخذت معها ثمانية من الأحبّة دفعة واحدة، وبشكلٍ لا يتمناه أحد لـ"عدوّه"، علماً أنّ أحد هؤلاء الأقارب عبّر عن غضبه من وسائل الاعلام التي لم تنتظر نتائج التحقيقات، "حتى بدأت تنسج القصص الخيالية"، علماً أنه بدا محقاً في نظريته، نسبة إلى كمّ الروايات التي حفلت بها وسائل الاعلام، حتى أنّ وسيلة إعلام واحدة نسجت "روايتين" مختلفتين إذ اعتبرت أنّ سبب الجريمة هو "المخدرات"، فإذا بمراسلة يتحدث عن "إعاقة فكرية" يعاني منها "القاتل" وحسم أنّها سبب الجريمة.
يبقى أنّ اللافت ما نقلته صحيفة "السفير" عن أحد أقرباء الزوجة الذي هرع إلى مدخل المبني عند الثانية عشرة والربع ليلاً، أي بعد مرور حوالى أربع ساعات على وقوع الجريمة، مردداً بصوت عال: "لديّ تفاصيل مهمة، جرت وقائعها قبل أيام من الجريمة، وأريد الإدلاء بها الآن"، فاستدعته الأجهزة الأمنية فوراً لسماع اقواله، التي رفض الافصاح عنها أمام الاعلام.

النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...