مجلس الأمن منقسم حيال أوسيتيا وفرنسا تقود وساطة أوروبية

10-08-2008

مجلس الأمن منقسم حيال أوسيتيا وفرنسا تقود وساطة أوروبية

فشل مجلس الأمن في إصدار بيان يدعو إلى وقف إطلاق النار في إقليم أوسيتيا الجنوبية مع تصاعد النزاع المسلح بين روسيا وجورجيا. وقالت الأخيرة إنها تواجه اجتياحا روسيا، وطلبت مساعدة دولية عاجلة. وشرعت فرنسا بوساطة أوروبية لإنهاء القتال في الإقليم.

وقال دبلوماسيون أمميون إن مجلس الأمن منقسم على نفسه بشكل كبير إلى حد لا يتيح له إصدار نداء بإجماع الآراء لوقف النار، وذلك في ثالث اجتماع طارئ له بشان الأزمة خلال عدة أيام.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي غربي قوله "لقد تخلينا بشكل كبير عن فكرة إصدار أي نوع من البيانات في هذه المرحلة". وأضاف أنه من غير المرجح أن يحاول المجلس القيام بأي عمل في الوقت الحالي.

ودعا الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي إلى وقف القتال فورا، وطلب من المجتمع الدولي التحرّك بالفعل "وليس الكلام" لمساعدة بلاده.

وقالت وزيرة الخارجية إيكا تكيشيلا شفيلي إن بلادها تواجه "اجتياحا روسيا" مؤكدة أنها "تحتاج الى مساعدة عاجلة". وأضافت "نحتاج الى مساعدة عاجلة، علينا أن نوقف الاجتياح الروسي ونوقف العنف".

واقترحت فرنسا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي خطة من ثلاث نقاط لإنهاء القتال في أوسيتيا الجنوبية، تتضمن دعوة القوات الروسية والجورجية للانسحاب لمواقعهما السابقة. ووافقت باريس على اقتراح بولندا الدعوة لقمة استثنائية لقادة الاتحاد.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي يقترح خطة للخروج من الأزمة محورها ثلاث نقاط "وقف فوري للأعمال الحربية والاحترام الكامل لسيادة جورجيا ووحدة أراضيها وإعادة الوضع الميداني إلى ما كان عليه سابقا".

كما أعلنت باريس أن وزير الخارجية برنار كوشنر سيتوجه الأحد إلى منطقة القوقاز لاقتراح "مخرج للأزمة" بين موسكو وتبليسي. وحذرت من أن استمرار الأعمال العسكرية من جانب روسيا "قد يؤثر" على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. ووصف كوشنر النزاع الدائر بأنه "حرب رهيبة ومخيفة".

وفي المقابل أعلنت موسكو على لسان سفيرها لدى حلف شمال الأطلسي أن أي مفاوضات لا يمكن أن تبدأ قبل انسحاب القوات الجورجية الكامل إلى مواقع ما قبل بدء الصراع. 

وقال ديمتري روغوزين "قبل أن تبدأ المفاوضات، على جورجيا أن تسحب  قواتها من مناطق النزاع في أوسيتيا الجنوبية وتعيد الوضع إلى ما كان عليه".واتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين جورجيا بالسعي لمغامرات دموية ومحاولة توريط بلدان أخرى في صراع عسكري في أوسيتيا الجنوبية. ودافع عن توغل بلاده في أوسيتيا الجنوبية، ودعا جورجيا لوقف "العدوان" على الإقليم الانفصالي.

وقال بوتين أثناء اجتماع في منطقة القوقاز الروسية القريبة من الحدود مع أوسيتيا الجنوبية "طموح جورجيا للانضمام لحلف الأطلسي محكوم بسعيها لتوريط دول وشعوب أخرى في مغامراتها الدموية". واتهم تبليسي باقتراف ما أسماه "إبادة جماعية".

وكرر حلف شمال الأطلسي (ناتو) دعوته لإجراء مفاوضات  مباشرة لوقف المعارك بين الروس والجورجيين، مشترطا أن تستند هذه المفاوضات إلى  الحفاظ على وحدة أراضي جورجيا.

ونفت المتحدثة باسم الناتو كارمن روميرو عزم الحلف إرسال مبعوث إلى المنطقة. وقالت إن الناتو أجرى اتصالات مع جورجيا وروسيا لكن ليس لديه تفويض للقيام بدور وساطة في المنطقة.

وأعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمعون الأربعاء للتباحث في الأزمة الجورجية.

واستمرّ القتال بين القوات الروسية والجورجية في أوسيتيا الجنوبية رغم إعلان الجيش الروسي سيطرته على العاصمة تسخينفالي.

وكانت القوات الجورجية قد هاجمت الخميس أوسيتيا الجنوبية الواقعة ضمن أراضيها والتي تطالب بالانفصال عنها, بعد شهور من التوتر بين الدولتين على خلفية دعم موسكو للانفصاليين هناك ومساعي تبليسي -التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي سابقا- للانضمام إلى حلف الناتو.

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

العامل الأمريكي في انفجار القوقاز


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...