مجموعة معاصرة ترتقي بالذوق الفني في غاليري أيام
أقام غاليري أيام معرضاً استعاد فيه لوحات لكبار الفنانين الذين تعاقدت معهم بالإضافة إلى «شباب أيام» والذين قدموا لوحات حملت تنوعا واختلافا عن الأعمال التي قدمت سابقا وربما كان الفنان الشاب تمام عزام قد تجاوز الاختلاف إلى درجة المفاجأة لإغراقه فيما يسمى الحداثة أو التجريد أو التعبيرية أو أي اسم أو مدرسة فنية قد يصنف تحته عنوان هذه اللوحة التي قدمها، خاصة أن ما عرضه كان مختلفا عن باقي الأعمال واستطاع أن يجذب به العديد من المتلقين للبساطة التي طرح فيها فكرته
حيث استعان بالأدوات المهملة وغير اللافتة للانتباه ليحولها إلى عمل فني وليبدع منها رؤية خاصة فيه لاسيما أن عزام لم يعتمد على مفهوم واحد في الرسم وإنما عمل وفقا لما يرشده إليه إحساسه وهذا ما لاحظناه في لوحات سابقة سماها «الأفق» وقد رسم عليها مجموعة من الخطوط البيضاء والسوداء وبعضا من اللون الأحمر على حين أخضع أعماله الفنية السابقة إلى الكثير من البحث والدراسة والذي ظهر في معرضه الفردي الذي أقيم سابقا في غاليري أتاسي، لكنه اليوم يختلف كثيراً في رؤيته حيث يبتعد عن تجريد الطبيعة ليقدم المشهد الذي يريده كما هو، دون معالجة فنية سوى إضفاء اللون الأبيض على «الحبال وملاقط الغسيل والقماش المتدلي» وهو لم يبتعد كثيراً عن الأسلوب الذي يتبعه سوى أنه اعتمد على المباشرة والوضوح ببساطة الحياة اليومية، وأما الفنان نهاد الترك فقد اعتمد أيضاً على كائناته الوحشية مع بعض المفردات التشكيلية الأخرى بمعالجة مختلفة كإدخال الكولاج إلى جسم الكائن واستخدام لغة لونية تميل إلى البنيات والأحمر، وكذلك استعاد المعرض صورة فوتوغرافية للمصور عمار البيك الذي التقط فيها صورة لطفل يرتدي لباس «الميلوية» وهو يشير بيديه إلى السماء على سطح المنزل، وفي هذه الصورة تعبير عن المستوى الديني والثقافي الذي تعيشه شريحة من مجتمعنا الشرقي وأما الفنان عبد الكريم مجدل البيك فقد عاد مرة أخرى إلى مفهوم الجدار وأثر الزمن عليه من خلال لوحتين استعان فيها بعضا من رسوم الأطفال لينقل لنا الحالة المجتمعية في معظم المناطق، وأما الفنان حسام بلان فقد اعتمد على الواقعية التعبيرية في أعماله جاعلا من الأطفال أبطالا لأعماله الفنية والتي استمدها أيضاً من الحياة الواقعية بلغة فنية تدل على قوة هذا الفنان في العمل الفني، كما قدم غاليري أيام لوحات أخرى لمجموعة من الشباب والذين عملوا على بحث مستمر ومتجدد في مسيرتهم الفنية، ومن الجيل السابق من الفنانين شارك الفنان صفوان داحول بمجموعة من لوحاته ذات المقاسات الصغيرة والتي رسم فيها الفتاة المنطوية على ذاتها باللون الأبيض والأسود وكذلك قام الفنان أسعد عرابي بعرض لوحة له إلى جاتب الفنانة سامية حلبي والتي تعتمد على لغة الخط والضوء والتجريد الهندسي وأما الفنان يوسف عبدلكي فقد عاد مرة أخرى إلى مفرداته التشكيلية وسط اللوحة بالفحم الأسود على حين عمل الفنان عبد اللـه مراد على لغة لونية مختلفة مجردا فيه الأشكال والشخوص وأما الفنان فادي يازجي فقد لجأ أيضاً إلى اللون في لوحاته خاصة الأحمر الذي أضافه على شخوصه المتداخلة والتي حررها من القيود المربعة ومن اللونين الأبيض والأسود وكذلك قدم غاليري أيام لوحة للفنان خالد تكريت والتي رسم فيها فتاتين الأولى جالسة وتحمل فراشة في يدها على حين تقف الأولى وتمسك بضفائر شعرها معتمدا على الألوان الفاتحة والخطوط البسيطة أيضاً إلى جانب الفنانة أسماء فيومي والتي لا يمكن إلا أن تعمل على كسب اللوحة الكثير من المشاعر..
و بذلك استطاع غاليري أيام بعد افتتاح غاليري جديد له في دبي أن يعمل على عرض مجموعة من الأعمال لباقة من الفنانين الذين عملت على تقديمهم في مختلف المناسبات.
رامان آل رشي
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد