مخاوف من غرق نواكشوط

11-10-2013

مخاوف من غرق نواكشوط

يعيش سكان العاصمة الموريتانية نواكشوط مشاعر خوف من مخاطر بيئية محدقة بمدينتهم، بسبب الارتفاع المتزايد في مستوى مياه البحر وسيول الأمطار، حيث تسعى الحكومة إلى تبني استراتيجيات لمواجهة المخاطر المحدقة بالمدينة.
وتعيش نواكشوط منذ بداية خريف هذا العام وضعية لا تحسد عليها، جراء غرق عدد من الأحياء السكنية بسبب سقوط أمطار غزيرة ومحاصرة السيول العديد من السكان داخل تلك الأحياء. وقد أدت الفيضانات إلى تشرد العديد من الأسر، كما حدثت خسائر كبيرة على مستوى البنية التحتية للطرق ولشبكة الصرف الصحي، حيث هناك أزمة خانقة في حركة السير خلال الشهرين الأخيرين وعدم القدرة على مواجهة تلك التحديات.
يأتي ذلك في ظل الحديث عن نتائج دراسات صادرة عن مراكز أبحاث دولية وإقليمية متخصصة، كشفت عن احتمال اندثار مدينة نواكشوط في غضون سنوات قليلة، بسبب المد البحري المتزايد لمياه المحيط الأطلسي والتقلبات الجوية التي تؤدي إلى سقوط أمطار غزيرة وبالتالي إلى فيضانات في المدينة التي تقع فوق بحيرة جوفية، حيث هناك تخوفات من ارتفاع تصاعد مياهها وبالتالي إغراق المدينة.
وفي السادس من أيلول الماضي ذكر موقع صحراء «ميديا» الموريتاني أن مركز «أكريتن» الإقليمي للاستشعار نشر دراسة عن دول شمال افريقيا تفيد بأن «التهديد الكامن وراء المحيط الأطلسي بغمر مدينة نواكشوط وبعض المناطق القريبة حقيقي»، فيما اعتبر البنك الدولي أن مدينة نواكشوط تعد من ضمن أكثر عشر مدن في العالم تضررا من الاحتباس الحراري الناجم عن أي ارتفاع محتمل لمستوى مياه البحر.
الخبراء الموريتانيون والجهات المحلية المختصة لم تستبعد فرضية غرق المدينة، وإن كان الأمر مجرد احتمال.
لكن مدير «التنبؤات في الهيئة الموريتانية للأرصاد الجوية» سيدي ولد محمد الأمين أكد انه «لا يمكنه الحديث عن غرق نواكشوط بالمطلق خلال سنوات محددة. التخوف الحقيقي والملموس يكمن في حدوث شلل لحركة الاقتصاد جراء ضعف البنية التحتية، بما في ذلك شبكة الصرف الصحي، وعندما تشل الحركة الاقتصادية سيتوقف كل شيء ولذا لا بد من العمل على تقوية تلك البنية وإنشاء شبكة صرف صحية معقولة».
غير أن أحمد ولد السنهوري، الخبير البيئي الدولي ومدير الشراكة الإقليمية لحماية المنطقة الشاطئية والبحرية في غرب افريقيا، كشف عن مخاطر أخرى تهدد أجزاء كاملة من مدينة نواكشوط على المدى القريب مثل الفيضانات، لكنه استبعد هو الآخر «احتمال اختفاء مدينة نواكشوط في غضون سبع سنوات مقبلة نظرا لكون ذلك غير واقعي جدا» على حد قوله.
ومهما تكن طبيعة المخاطر التي كشفت عنها الدراسات وتحدث بشأنها الخبراء والناشطون المدنيون، فإن الحكومة الموريتانية ترى بعض المبالغة في مناقشة هذا الموضوع الذي «يقوم على الشائعات» كما يقول مدير المحميات والشاطئ بوزارة البيئة الموريتانية سيدي محمد ولد لحلو.
وقال ولد لحلو إن الحكومة الموريتانية أخذت جميع الاحتياطات لتفادي ما قد يحدث بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، حيث «تبنت الدولة استراتيجية لحماية نواكشوط من التصحر والمد البحري، في إطار مشروع تأقلم المدن الشاطئية مع التغيرات المناخية والذي يهدف إلى إعادة تأهيل الحاجز الرملي وحماية الشاطئ من السيارات الرباعية الدفع، وقد تم بالفعل رفع علو الحاجز من متر ونصف إلى مترين في بعض المناطق، وتم تحديد جميع الفتحات المنخفضة ونحن نعمل على سدها بحلول السنة المقبلة». وأعلن ان الحكومة بصدد تشييد شبكة صرف صحي في نواكشوط قادرة على ملاءمة الظروف البيئية المحتملة.

(عن «دويتشه فيلله»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...