مخترعو حلب يصنعون جهازاً لتوليد الطاقة الكهربائية من نهر قويق

يبدو أن مشكلة الطاقة الكهربائية وانقطاعها المستمر عن معظم المحافظات السورية دفعا السوريين إلى البحث عن بدائل جديدة توفر لهم الحد الأدنى من الإنارة ولاسيما بعد الارتفاع الشديد في سعر بطاريات ومولدات الطاقة الكهربائية نتيجة استغلال التجار لحاجة المواطن إلى هذه الأدوات البسيطة التي يستخدمها كبديل للطاقة شبه المفقودة.

محافظة حلب نموذج يتحذى به لما تعانيه من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي تحت أعذار وتسميات عديدة ولذلك كان لابد لأهلها البحث عن توفير الطاقة من مصادر جديدة بعيداً عن وعود الحكومة ووزارة الكهرباء.

مدير مركز رعاية المبدعين والمخترعين في حلب منذر البوش كشف  أن المركز بالتعاون مع عدد من أساتذة جامعة حلب توصلوا إلى اختراع جهاز بسيط لتوليد الطاقة الكهربائية وضخ المياه حيث تم تركيبه على نهر قويق الذي يمر من وسط مدينة حلب وذلك بعد جهود كبيرة أفضت إلى وجوده، مشيراً إلى أن طبيعة مياه نهر قويق ساعدت الباحثين في اختراعه حيث إن عمق المياه بلغت نحو 90 سم في حين عرض النهر تجاوز المتر ونص المتر ما ساعد ذلك في تسهيل مهمة اختراع الجهاز بشكل كبير.

وبين البوش أن الجهاز هو عبارة عن دولاب يحتوي على مجموعة من الألواح لها شكل دائري على شكل ناعورة مصغرة تدور في وسط المياه وتزداد سرعتها كلما ازدادت غزارتها بحيث يستطيع الجهاز الصغير توليد ما يقارب 2 كيلو واط في الساعة أي إنه في حال اختراع جهاز أكبر من الجهاز الحالي فإنه يستطيع توليد الطاقة الكهربائية بحيث تنير شوارع المدينة المحيطة بالنهر إضافة إلى إنارة العديد من المباني القريبة، مؤكداً كلما ازداد حجم الجهاز أعطى طاقة كهربائية أكبر وأنه باستطاعة الجهاز توليد الطاقة الكهربائية لأكبر مساحة في مدينة حلب.

وأضاف البوش إلى أن الجهاز قادر على أن يعطي ما يقارب 100 متر مكعب من الماء وهذا كاف لسقاية 17 هكتاراً بما في ذلك الحديقة العامة التي يمر بوسطها نهر قويق لافتاً إلى أن التكلفة الاقتصادية له بسيطة جداً لم تتجاوز 600 ألف ليرة سورية وهذا الرقم يعد بسيطاً جداً في حال كان هناك دعم من قبل الحكومة لتطوير آلية عمل الجهاز السالف الذكر.

ولفت البوش إلى أن الجهاز سيساهم إلى حد كبير في القضاء على أزمة الكهرباء في المحافظة وحتى على المستوى القطر في حال توافر الدعم الكامل من قبل الحكومة داعياً الحكومة بشكل عام ومحافظ حلب بشكل خاص إلى توفير كافة الدعم اللازم للمخترعين الحلبيين ولاسيما أنهم قادرون بشكل كبير على إيجاد الحلول المناسبة، وخاصة أن هناك العديد منهم عاد إلى مدينة حلب وأن مركز المبدعين والمخترعين سيعود إلى العمل من جديد وذلك خلال فترة قريبة جداً.

محمد منار حميجو

المصدر: الوطن