مرض غامض يهدد أشجار الفستق بحماة
المواسم الزراعية لهذا العام تضررت في محافظة حماة بسبب الظروف الجوية التي اجتاحت المنطقة من أمطار متأخرة ورطوبة عالية وفيضانات فكانت الأقماح بالدرجة الأولى كموسم شتوي والآن الفستق الحلبي كموسم صيفي حيث فوجىء المزارعون بذبول أوراق الشجر وعناقيد الثمار على مساحات واسعة ومن خلال جولات مكتب الفستق الحلبي والوحدات الارشادية في حماة وصوران تبين مدى الاصابة بالشجر ولدى سؤالهم مكتب إدلب وحلب, ظهر أن شجر الفستق غير مصاب إلا بالحدود الدنيا ما يعني عدم وجود جائحة على موسم هذا العام فشكل مكتب حماة للفستق الحلبي لجنة للتقصي مع العلم أن حشرة البسيلا هي العدو الأول لهذه الشجرة وهي التي هاجمت الثمار والاوراق لكن كثافتها بهذا الشكل هي الأمر الملفت الذي أصاب نسبة 40% من المحصول.
وذكر المهندس حسن ابراهيم مدير مكتب الفستق الحلبي بحماة: أن حماة تزرع 22 ألف هكتارا منها 21 الف هكتار في صوران ومورك ومن المعروف أن شجر هذه المناطق يعتمد على السقاية ومنذ ستين عاما يزرعون ويسقون لكن تزامن الري مع الرطوبة الزائدة ما نشط الحشرة بسرعة كبيرة وشكل ما يسمى (بالندوة العسلية) وانتشرت بكثافة على الاغصان والثمار ما سيؤثر لاحقا على التسويق بسبب شكل الثمرة ولونها وسيؤثر على الحمل القادم.
زميلنا في المكتب مزارع وأرضه مزروعة بالكامل بهذا المحصول قال: إن حشرة البسيلا لا تسبب تموت الاشجار ولا تستدعي الرش بأي مبيد حشري لأن رشها يعني القضاء على العدو الحيوي الذي يقضي عليها.
المزارع ع.ج من مورك قال: حتى الآن ماتت لديه 160 شجرة بينما كانت العام الماضي 140 شجرة ويضيف: إن حشرة البسيلا بريئة ولا تتسبب في تموت الاشجار.
ويقول أحد المزارعين: بعد معرفة الوحدة الإرشادية باصابات موت الاشجار في مورك أجرت اتصالاتها بالمعنيين وأرسلت لنا لجنة من المهندسين لمعرفة الاسباب وطلبت مني سمادا عربيا مخمرا محروقا- كيس كبريت 50 كيلو- كيس متوازن- كيلو شلات الحديد وخلطوها جميعا ووزعوها على 10 اشجار وأعطوا لكل شجرة رقماً.
ثم بدأ القطاع الخاص يجري تجاربه أيضا وهي تجارب شبيهة بالأولى وطلبوا مني تقليم 6 أشجار بالاضافة الى طلباتهم من سواد دجاج مخمر وغيرها وخلطها مع رمل نبكة بعد 15 يوما وبعد شهر كانت النتائج سلبية.
حفرت لهم جذور الشجر وفتشوا عن حشرات -ربما- تمتص الجذور فلم يجدوا.
ويضيف هذا المزارع: لم نعد نريد تجارب في حقولنا, وسأقوم بتجارب عشوائية بنفسي يمكن أن تكون افضل, وضعت خلال الفترة الماضية مبلغا بلغ خسارة 800 الف ليرة على 200 دونم مقابل تجارب فاشلة.
واتفق عدد من المزارعين ليصرحوا بحاجاتهم الى لجنة مختصة من إيران أو تركيا وهم يتكفلون بدفع أجورها على أن تعرف سبب موت اشجارهم.
لدى العودة الى مدير مكتب الفستق الحلبي المهندس حسن ابراهيم ومواجهته بتصريحات المزارعين وتشكيكهم -بل سخريتهم- من تقرير اللجنة الذي اتهم حشرة البسيلا باصابات الشجرة ولم يصرح التقرير بموت أي شجرة وقتذاك فقط ذكر المهندس أن هناك أشجارا تموت في الأراضي الفقيرة وعمر الشجرة يتأثر بمجموعة من العوامل الجوية, لكن كم عمر شجرة الفستق الحلبي قال: آلاف السنين.
إذاً: ستون عاماً ما زالت شجرة مورك صغيرة العمر وأفاد أن الاصابات تبلغ 30%, أضاف: بصراحة اللجنة لم تتوصل إلى نتيجة ولابد من حل.
وقدم نصيحة مفادها: أن الموضوع لا يستحق كل هذه الهالة لكنه من ناحية ثانية ذكر أنها ظاهرة تستحق الاهتمام هل لأن المساحة المزروعة من الفستق في حماه 22 ألف هكتار في صوران ومورك ومعان 21 ألف هكتار ومورك تزرع نسبة 97% وهي البلدة الأولى من قرى دول العالم التي تختص بزراعة كامل المساحة بصنف واحد هو الفستق ومساحتها 65 ألف دونم مغروسة كاملة بهذا المحصول? أم لا تستحق الاهتمام لأن هذه الشجرة مصدر رزق أهل البلدة.
وقدر إنتاجها لعام 2005 قرابة 5 آلاف طن ونصف ومن المفترض أن تصل إلى تسعة آلاف إلا أن موجة صقيع ضربت الموسم في العام الذي قبله.
لماذا لا تستحق هالة كبيرة? لأنها لا تصدر إلى الدول المجاورة والنوعية المتميزة في ثمارها, والزيت الفوسفوري الذي يحتويه اللب يساوي ضعف أمثاله في اللب الإيراني أو التركي إضافة لتشكيلها دعماً للاقتصاد الوطني وتصديرها 60% وأكثر بالقطع الأجنبي.
في آخر الموضوع لا نريد أن نوجه عتباً خجولاً إلى اللجنة التي تتابع الموضوع منذ سنتين ومستمرة فيه لمدة أربع سنوات دون نتيجة لكن العتب على الوزارة التي كلفت كادراً فنياً وكان من الأجدر أن تستدعي لجنة من مراكز البحوث العلمية والاستعانة بخبرات أجنبية لدراسة الظاهرة بشكلها العلمي الدقيق دون إجراء تجارب كلفت المزارعين الكثير وما زالت تكلف ومن المعروف أن هذه المراكز هي التي تبحث في استنباط أصناف جديدة وتعالج مشكلات إصابات الأشجار وتموتها.. لكن أن تستمر هذه اللجنة بما هي مستمرة عليه فهذا عائد إلى تخطيط وزارة الزراعة التي لم تبل حسناً على الاطلاق في ظاهرة معالجة تموت أشجار الفستق الحلبي في مورك.
أيدا المولي
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد