مسلحون صوماليون يهاجمون قوات الاحتلال الإثيوبي
قال مقيمون في مقديشو ان مسلحين هاجموا القوات الاثيوبية في العاصمة الصومالية يوم الاحد في حين تعهد مسؤولون صوماليون وأمريكيون بالعمل معا من أجل إرساء دعائم الاستقرار في هذا البلد الذي تسوده الفوضى.
وفي ثاني يوم من أعمال العنف التي تستهدف الجنود الاثيوبيين في مقديشو فتح مسلحون صوماليون النار على القوات الاثيوبية التي تساند الحكومة الصومالية المؤقتة.
وقال مقيم في المدينة طلب عدم نشر اسمه ويسكن قريبا من موقع الهجوم "استمر القتال الضاري لمدة 15 دقيقة. وسمعت دوي اصوات الرشاشات الثقيلة." ومضي يقول ان القتال كان عنيفا لدرجة انه اضاء المنطقة كلها.
وقال شاهد عيان إن فتاة صغيرة قتلت بينما قال مقيم اخر بالمنطقة انه اصيب في تبادل اطلاق النيران بالموقع الذي شهد قبل بضعة أيام القاء قنبلة يدوية على جنود اثيوبيين.
وقال مصدر حكومي "جاء المسلحون بمركبتين وفتحوا النار على القوات الحكومية التي تتولى الدفاع خارج مجمع يقيم فيه جنود اثيوبيون."
واضاف "الاثيوبيون كانوا بالداخل. نشب قتال. ووقع تبادل لاطلاق مكثف للنيران واطلق المسلحون صاروخا مضادا للدبابات."
وقال سائق سيارة أجرة في المنطقة ان ثلاث شاحنات تقل جنودا اثيوبيين تعرضت للهجوم في باديء الامر. وأضاف "كان تبادلا كثيفا جدا لاطلاق النار. اضطررت للرقود على الارض حتى أتجنب الاصابة."
وتابع ان المسلحين لاذوا بالفرار بينما قال شاهد عيان اخر ان الجنود توجهوا في وقت لاحق الى الميناء.
وجاءت أحداث العنف بعد اجتماع عقد في نيروبي بين رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي وجينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية.
وبعد لقائه مع فريزر قال جيدي "نحن بصدد العمل معا من أجل تحقيق الاستقرار في الصومال."
وتقوم فريزر بجولة مكوكية في المنطقة فيما يبحث دبلوماسيون غربيون وافارقة تشكيل قوة افريقية لحفظ السلام في الصومال بعد اسبوعين من حرب طردت خلالها القوات الاثيوبية وقوات الحكومة الصومالية الاسلاميين الذين كانوا قد سيطروا على معظم جنوب البلاد.
وقالت فريزر ان واشنطن تقدم 16 مليون دولار للمساعدة على تمويل القوة المقترحة ودعت الى فتح حوار بين المجموعات الصومالية.
وقالت للصحفيين "كنا نمد يدنا بالفعل للاعضاء المعتدلين في المحاكم الاسلامية."
واضافت "اوضحنا اننا نرى دورا في مستقبل الصومال لكل من ينبذون العنف والتطرف."
وقالت انها كانت ستتوجه الى مقديشو يوم الاحد ولكن الزيارة الغيت.
ونقل عن وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي قوله ان بعض الزعماء الاسلاميين وصلوا الى اليمن.
وتعهد الاسلاميون بمواصلة القتال. ويقول سكان ان الاسلاميين اختفوا في تلال منطقة نائية بجنوب الصومال حيث تطاردهم القوات الاثيوبية والحكومية بالقرب من الحدود الكينية المغلقة.
وفي مشاهد تعيد للاذهان الفوضى التي ارتبطت بمقديشو والتي توقفت الى حد بعيد خلال ستة شهور من حكم الاسلاميين للعاصمة ألقت حشود حجارة وأشعلت النيران في اطارات يوم السبت للتظاهر ضد القوات التي خلعت الاسلاميين.
وذكر شهود عيان أن ثلاثة أشخاص قتلوا عندما تبادلت القوات الاثيوبية والمحتجون اطلاق النيران. وصرح مصدر حكومي بأن شخصا واحدا فقط قتل في تبادل اطلاق النيران بين المحتجين والشرطة. ويوم الاحد قام مئات من الجنود التابعين للحكومة الصومالية بدوريات في الشوارع التي جرت فيها الاحتجاجات.
وفي بلدة بلدوين بوسط جنوب البلاد خرج مئات من السكان الى الشورع لمطالبة القوات الاثيوبية بالافراج عن قائد عسكري احتجز لرفضه تسليم أحد الاسلاميين بسبب عفو حكومي عن الحركة المهزومة.
وتريد الحكومة الان اعادة تنصيب نفسها في العاصمة التي تعد واحدة من أخطر المدن في العالم.
وخلال ساعات من فرار الاٍسلاميين ظهرت من جديد الميليشيات الموالية لقادة الحرب عند نقاط التفتيش في المدينة حيث اعتادت الميليشيات ترويع المدنيين وسرقتهم.
وقالت فريزر "لا نريد العودة الى ظاهرة امراء الحرب في الصومال. نحن لا ندعمها..نحن لا نريدها..والشعب لا يريدها. يجب ان يذهبوا بميليشياتهم بعيدا او ينضموا الى مؤسسات الحكومة" داعية اياهم الى نزع سلاحهم.
وقال التلفزيون الاثيوبي ان الرئيس الصومالي عبد الله يوسف طلب يوم السبت من أديس أبابا تدريب القوات الصومالية بعد أن التقى برئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي. وكان ملس قال ان قواته ستغادر الصومال خلال بضعة أسابيع.
ومن شأن أي تمديد لانتشار القوات الاثيوبية أن يغضب على الارجح كثيرا من الصوماليين الذين يشعرون بالاستياء لوجود تلك القوات التي غزت البلاد عدة مرات فيما وصفته أديس أبابا بمهام دفاعية.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد