مصر: الإسلاميون في الشارع ضد «الفلول»

14-04-2012

مصر: الإسلاميون في الشارع ضد «الفلول»

تظاهر عشرات الآلاف في ميدان التحرير في القاهرة وعدة محافظات تحت شعار «جمعة حماية الثورة»، وذلك تلبية لدعوة القوى الإسلامية، للمطالبة بمنع ترشح المسؤولين السابقين في نظام حسني مبارك، وعلى رأسهم نائب الرئيس السابق اللواء عمر سليمان ورئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق.
وطالب المتظاهرون بالتصدي لما سموه محاولة قفز رموز النظام السابق على الثورة وسرقتها والعمل على وقف عودة النظام السابق إلى الحكم مرة أخرى، كما طالبوا أيضا بإلغاء المادة 28 من الدستور التي تحصن قرارات اللجنة القضائية العليا المشرفة على انتخابات الرئاسة وتجعلها بمنأى عن أي طعن. اسلاميون في ميدان التحرير في القاهرة امس (د ب ا)
وردد المتظاهرون هتافات من بينها «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«يسقط يسقط حكم العسكر» و«يا سليمان يا سليمان أنت فاكرها زي زمان».
وقال خطيب الجمعة الداعية الإسلامي صفوت حجازي «جئنا نقول للجميع إننا يد واحدة، وسنعود الجمعة المقبلة مع من رفض هذه الجمعة، ونسامحه ونقول له أنت معنا بقلبك وإن كنت لم تكن معنا بجسدك ونحن سنكون معك الجمعة المقبلة بقلوبنا وأجسادنا».
وأشار حجازي إلى أن التظاهرة ليست موجهة ضد عمر سليمان وحده، بل ضد كل «الفلول» الذين ترشحوا أيضا.
وشارك في التظاهرة النائبان البرلمانيان محـمد البلتاجي («الإخوان المسلمون») وعصام سلطان («حزب الوسط»). وطالب البلتاجي اللجنة العليا للانتخابات برفض أوراق ترشيح عمر سليمان وأحمد شفيق وعمرو موسى لانتخابات الرئاسة، فيما رأى سلطان أن ترشيح سليمان إهانة للثورة، داعيا إلى تسريع محاكمات النظام السابق وتطهير المؤسسات الحكومية والإعلامية.
وفي مدينة الإسكندرية، تظاهر المئات أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، حيث رددوا هتافات مناوئة لسليمان وشفيق والمجلس العسكري.
وفي مدينة السويس، تظاهر العشرات في ميدان الأربعين احتجاجا على ترشح عمر سليمان وأحمد شفيق لانتخابات الرئاسة، وطالبوا بتفعيل قانون العزل السياسي. وردد المتظاهرون هتافات من بينها «يسقط يسقط الفلول»، و«لا تصالح مع النظام اللي قتل الثوار»، و«يسقط يسقط حكم العسكر»، «وعايزين رئيس حر يكون داء المر».
وشملت فعالية «جمعة حماية الثورة» وقفات احتجاجية شارك فيها المئات في سوهاج والمنيا وقنا وشمال سيناء.
وبرغم معارضتها عودة رموز النظام السابق إلى الساحة السياسية، رفضت معظم الأحزاب الليبرالية واليسارية والمدنية وائتلافات الثورة المشاركة في تظاهرة يوم أمس، ودعت الى تظاهرة مليونية في العشرين من نيسان تنديدا باحتكار الإسلاميين للساحة السياسية منذ الثورة.
وأعلن عدد من الشيوخ الأزهريين تضامنهم الكامل مع مطالب المتظاهرين، محذرين من استمرار أتباع النظام السابق في المنافسة على رئاسة الجمهورية، ومؤكدين أن ذلك يعد انقلابا على الثورة.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم «الإخوان» المسلمين محمود غزلان عن ثقته بأن عمر سليمان لن يحصل على أكثر من 0,1 في المئة من أصوات الشعب المصري، مضيفا: «لكننا ما زلنا نخشى التزوير، خصوصا أن اللجنة العليا للانتخابات بها شخصيات لها باع طويل في تعويق انتخابات النقابات ولن نذكر أسماءهم فهم يعرفون أنفسهم جيدا».
بدوره، قال الشيخ المتحدث باسم الجماعة الإسلامية مصطفى الشبراوي «أقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا هو ألا يصل عمر سليمان إلى حكم مصر إلا على جثة آخر رجل في الجماعة الإسلامية»، معتبراً أن ترشح سليمان يعني إعادة نظام مبارك بالضبط وهو ما لا يقبله عاقل أبدا بعد الثورة.
في المقابل، شن عمر سليمان هجوماً عنيفاً على «الإخوان» متهماً إياهم بأنهم «خطفوا الثورة من الشباب».
ونقلت صحيفة «الأهرام» عن سليمان أن «الإخوان» جهزوا قانون العزل السياسي على «مقاس عمر سليمان» بعدما قرر الترشح لانتخابات الرئاسة «لينزع العمامة عن رأس مصر»، مضيفا أن مثل القانون يسيء لمصر وللبرلمان أمام العالم ويتنافي مع الحقوق السياسية لكل مواطن. وتابع «الإخوان خطفوا الثورة من الشباب، وكان لديهم غل وحقد شديدان وأرادوا الانتقام فقط وحرق البلد».
وأكد سليمان انه سيستمر في السباق الانتخابي لأن «هناك مطلبا شعبيا لترشحي مهما بلغت الصعوبات».
في هذا الوقت، وجه المرشح السلفي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل تحذيراً شديدًا للجنة الانتخابات الرئاسية «من استخدام مستندات لا قيمة لها» أو الاستناد إلى مستند لا يتم إخطاره به وإطلاعه عليه أولاً أو إصدار قرار في غيبته بناء عليه.
وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية قالت قبل أيام إنها تلقت من مصلحة الهجرة والجوازات ما يفيد أن وزارة الخارجية الأميركية ذكرت أن والدة أبو إسماعيل حملت الجنسية الأميركية اعتبارا من العام 2006 وحتى وفاتها عام 2010.
وذكرت صحيفة «الأهرام» أن مناصري أبو إسماعيل أجروا اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية المستشار حاتم بجاتو لمطالبته بقبول أوراق ترشحه للانتخابات. وتوجه عدد من أنصار أبو إسماعيل إلى مقر لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر الجديدة للاحتجاج على محاولات استبعاد مرشحهم عن سباق الرئاسة.
إلى ذلك، قال الأمين العام السابق للجامعة العربية والمرشح الرئاسي البارز عمرو موسى إنه لن يفرض على الشعب حكما أو توجها أو قرارا لا يرضاه أو لم يشارك في صنعه.
وأشار موسى، خلال جولة انتخابية في محافظة المنوفية، إلى أن «الثورة المصرية هي ثورة الجميع ضد الظلم والفساد، وهي النقلة من الخمول إلى النشاط ومن السلبية إلى الإيجابية».
وأكد موسى أن ما نحن مقبلون عليه ليس مجرد انتخابات رئاسة وتنافس بين مرشحين بل هو نقل لسلطة مدنية منتخبة وإقامة للجمهورية المصرية الثانية.
وقال موسى «إننا نواجه أزمة حياة ولا يمكن أن نعبرها بدون أن نتكاتف جميعا»، مشيرا إلى أن الفرقة والتشرذم والتناحر هي أعداء مصر الحقيقيون. 

المصدر: السفير+ وكالات  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...