مصر: العنف يسابق تظاهرات ذكرى الثورة اليوم
عشية الذكرى الثانية للثورة المصرية، تكرر المشهد مجدداً أمس، اذ وقعت مواجهات بين قوات الأمن وجموع من المتظاهرين في محيط ميدان التحرير في القاهرة، الأمر الذي عزز المخاوف من وقوع عنف على خلفية المواجهة بين الحكم ومعارضيه.
وكانت الاشتباكات بدأت بعدما حاول عشرات المتظاهرين إزالة صخور كانت السلطة أقامتها في وسط شارع القصر العيني المؤدي إلى التحرير، للحؤول دون وصول المحتجين إلى مقر البرلمان والحكومة، قبل أن تشتبك معهم الشرطة وتطلق قنابل الغاز لمحاولة إبعادهم، الأمر الذي قوبل بإصرار أكبر من المحتجين الذين نجحوا بالفعل في إزالة الصخور الخرسانية، ليصبحوا في مواجهة مباشرة مع قوات الشرطة. ودارت معارك كر وفر بين الطرفين، زاد اشتعالها مع الساعات الأولى للمساء، الأمر الذي أدى إلى سقوط عشرات الجرحى. وقالت وزارة الداخلية إن بينهم قادة أمنيين أصيبوا بطلقات خرطوش.
ويأتي ذلك في وقت تستقبل الميادين المصرية اليوم آلاف المتظاهرين المناوئين لحكم الرئيس محمد مرسي، للضغط باتجاه «استكمال أهداف الثورة». وتكتسب تظاهرات اليوم زخماً كبيراً لا سيما أنها تأتي قبل يوم من جلسة مرتقبة لمحاكمة متهمين في قضية مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 70 شخصاً وجُرح العشرات، على خلفية مباراة كرة قدم. وينظر مصريون إلى المحاكمة بمزيج من الترقب والخوف من أعمال عنف ترافقها، ودعت رابطة مشجعي النادي الأهلي (ألتراس) أعضاءها إلى الزحف على أكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس (شرق القاهرة) حيث مقر المحاكمة. وقالت في بيان إن الرابطة ليست محسوبة على أحزاب أو تيارات، ولوّحت بأن «السبت (أي يوم غد، هو) لمن رأى الموت ومن ثم لا يهابه».
وكانت قوى المعارضة المصرية دعت المصريين إلى التظاهر «في كل ميادين التحرير في البلاد». لكن لوحظ تباين في شعارات المشاركين في التظاهرات، إذ تبدأ بإطاحة حكومة هشام قنديل وتغييرات جوهرية في السياسات الاقتصادية التي تنتهجها السلطة، وصولاً إلى اسقاط الدستور الجديد الذي صاغته جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون. كما أن هناك قوى ثورية ترى أن لا مناص من «إسقاط حكم الإخوان». ويتوقع أن تشهد تظاهرات اليوم حضوراً لافتاً لنساء مصر، إذ دعت منظمات نسائية إلى الخروج في ثلاث مسيرات إلى ميدان التحرير، تحمل شعارات: «يسقط دستور الجماعة»، و «عاش نضال المرأة المصرية»، و «ثورتنا مستمرة»، و «لا لدولة الإخوان». كما ينتظر ألا يغيب عن المشهد الإعلاميون والصحافيون بعد حملات التضييق على حرية الرأي في الفترة الأخيرة، إذ ستخرج مسيرة من مقر نقابة الصحافيين في شارع عبد الخالق ثروت (قلب العاصمة)، كما أعلنت قوى عمالية مشاركتها في هذه التحركات.
وسيقود قادة المعارضة عدداً من التظاهرات، إذ سيكون مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي على رأس مسيرة ستخرج من مسجد مصطفى محمود في ضاحية المهندسين (غرب القاهرة) وصولاً إلى التحرير، فيما سيقود مؤسس حزب «مصر القوية» عبدالمنعم أبو الفتوح مسيرة أخرى ستبدأ من مسجد الاستقامة في الجيزة، الأمر نفسه بالنسبة للمرشح الرئاسي السابق خالد علي. كما سيشارك رؤساء الأحزاب المنضوية في «جبهة الإنقاذ» في التحركات الشعبية اليوم.
ولن يغيب الإسلاميون عن المشهد، إذ ستحتشد تيارات سلفية بقيادة المحامي المثير للجدل حازم صلاح أبو إسماعيل أمام مدينة الانتاج الإعلامي في ضاحية 6 أكتوبر، فيما ستكتفي جماعة «الإخوان المسلمين» والدعوة السلفية بتدشين حملات خدمية في المحافظات يُنظر إليها بوصفها خطوة للترويج لمرشحيها في الانتخابات النيابية المقبلة. وعلمت «الحياة» أن الجماعة أصدرت تعليمات إلى قواعدها بالاحتشاد في المساجد الرئيسية خلال صلاة الجمعة لتخفض زخم المسيرات التي ستخرج من المساجد، وهو ما يرجّح وقوع اشتباكات بين المعارضين والموالاة.
وكان مجهولون أضرموا النار في مقر الموقع الرسمي لـ «الإخوان» على الانترنت «إخوان أون لاين» في ضاحية المنيل. فيما شهدت محافظة الإسماعيلية (إحدى مدن القناة) تظاهرات مناوئة للرئيس مرسي رافقت حضوره لافتتاح مشاريع تابعة لهيئة قناة السويس، اذ أوقف عشرات المعارضين حركة القطارات، اعتراضاً على زيارة مرسي.
محمد صلاح
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد