مصر: قتلى في طوابير الخبز وفتاوى لمعالجة الأزمة

11-03-2008

مصر: قتلى في طوابير الخبز وفتاوى لمعالجة الأزمة

أزمة رغيف الخبز في مصر انتقلت من طوابير الانتظار الطويلة الى مجلس الشعب الذي قدم أحد اعضائه طلب إحاطة حول استمرار الظاهرة أمام المخابز منذ ساعات الفجر. وناشد النائب حمدي حسن رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف العمل على توفير رغيف الخبز للمصريين «بسهولة وبكرامة ومن دون معاناة مثل بقية دول العالم».

وكان الأسبوعان الماضيان شهدا سقوط نحو عشرة مصريين قتلى في طوابير الخبز، نتيجة عراك بالأيدي او طعن بسلاح ابيض او اطلاق نار، اوالإصابة بهبوط حاد في الدورة الدموية، أو دهساً تحت أقدام المتصارعين من أجل أولوية الحصول على الخبز. ودفعت أزمة الخبز أعضاء الحكومة إلى حشد الجهود وتكثيف اللقاءات والاجتماعات من اجل توفير «رغيف العيش» ودعمه وضمان وصوله الى المواطن، ومنع بيع الدقيق المدعوم في السوق السوداء. لكن غالبية الناس ما تزال تقف في الطابور، ما لا يترك وقتاً لمتابعة الجديد في الجهود الحكومية.

وفي محاولة لتقصير فترة الانتظار عمد أحد المواطنين الأسبوع الماضي إلى اقتراض ملابس سيدة منقبة وارتدائها على أمل الفوز بمكانة متقدمة في الطابور الحريمي، إلا أن افتضاح أمره أدى إلى نيله «علقة» ساخنة، وهي «العلقة» التي قام منها ليعاود محاولة الحصول على الخبز من الطابور الرجالي الذي بات يتسم بقدر غير قليل من العنف. ولا يكاد يمر يوم من دون أن تستقبل أقسام الشرطة حادثاً أو اثنين ناجمين عن التناحر في الطابور. فهذا قتل زميله عقب مشادة حول أولوية الوقوف في الطابور، وصاحب مخبز أطلق الرصاص على مواطن بسبب مشادة مشابهة. ومات رجل «على المعاش» لم يتحمل قلبه مرارة الانتظار وقسوة التناحر في طابور آخر. إلا أن أفظع هذه المآسي شهدته ضاحية حلوان جنوب القاهرة حين أصيب تسعة أشخاص بسبب الصراع ذاته في أحد المخابز.

وأطلق أحد المشايخ فتوى تعتبر قتلى طوابير الخبز شهداء، وهي الفتوى التي سبقتها أخرى صادرة عن أمانة الفتوى في دار الإفتاء في نهاية العام الماضي تحرم الاستيلاء على الخبز المدعوم بطرق غير مشروعة وحرمان المواطنين من الحصول على الغذاء الأساسي لحياتهم واستخدامه كعلف في تربية الدواجن والماشية، وكذلك الاتجار في الدقيق المدعوم المخصص لذوي الحاجة والفقراء واستخدامه في أعمال أخرى للاستفادة بفروق الدعم الكبير.

اللجوء إلى الدين وإطلاق الفتاوى في محاولة لحل الأزمة المتفاقمة، تزامناً مع اللجوء إلى طريق آخر غير معتاد، وهو لجوء المواطنين إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان للشكوى من صعوبة الحصول على الرغيف. وذكر تقرير صادر عن المكتب المتنقل للمجلس أن صعوبة الحصول على الخبز، وأحياناً استحالتها، تأتيان على رأس قائمة الشكاوى. واللافت أن الانتقادات التي كانت توجه إلى نوعية الرغيف واحتوائه على مواد غريبة مثل بقايا خشبية ومسامير حديدية وغيرها اختفت تماماً، لكنها لم تختف من أجندة وزارة التضامن الاجتماعي التي أصبح المصريون يطلقون عليها «وزارة العيش» إذ ما زالت تصر على تحديد مواصفات الرغيف الجيد بـ «أن يكون مستوياً ومكتمل الاختمار، ومحتفظاً بمظهره الطبيعي، وغير ملتصق الشطرين» وغيرها من المواصفات التي باتت لا تشغل بال المواطن كثيراً، بعد ما عز الحصول على الرغيف.

أمينة خيري

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...