مقتل 224 شخصا بتحطم طائرة روسية في سيناء و"داعش" يتبنى المسؤولية.. وموسكو والقاهرة تشككان

قتل 224 شخصا من ركاب طائرة روسية تحطمت فوق سيناء. وذلك بحسب تأكيدات للسفارة الروسية في العاصمة المصرية إضافة لمصادر طبية. وفيما أعلنت "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – "داعش" المسؤولية عن إسقاط الطائرة. نفى وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف هذا الإدعاء قائلا إن " لا يمكن اعتباره دقيقا". كذلك أشارت مصادر أخرى في الطيران الروسي إلى أنه لا أدلة تفيد حتى الآن بأن تحطم الطائرة يعود إلى عطل فني أو خطأ الطاقم أو عمل خارجي. ولاحقا تم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، بحسب ما أعلنت رئاسة الوزراء المصرية، التي لفتت الانتباه إلى أن معرفة أسباب سقوط الطائرة ستظهر بعد فحص بيانات الصندوقين.
وأكدت السفارة الروسية في القاهرة، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي مقتل جميع الركاب قائلة: "للأسف، قتل جميع ركاب رحلة شركة كوغاليمافيا رقم 9268 من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ"، بدون ذكر مصير أفراد الطاقم.
وتحطمت الطائرة فوق العريش أثناء توجّهها من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ وعلى متنها 224 راكباً أغلبهم من الجنسية الروسية. وأشارت هيئة الطيران الروسية إلى أن الطائرة من نوع "ايرباص 321" تابعة لشركة "كوغاليمافيا"، أقلعت عند الساعة 6:21 دقيقة بتوقيت موسكو وفُقد الاتصال بها بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ. لكن شركة "ايرباص" لصناعة الطائرات أكدت أن طائرة من طراز ايه321-200 تشغلها شركة "متروجيت" للطيران، معبرة عن استعدادها  لتقديم الدعم الكامل والمساعدة الفنية لهيئة التحقيقات الفرنسية والسلطات المسؤولة عن التحقيق.وقالت إيرباص في بيان إن الطائرة تعمل منذ 18 عاما وتشغلها شركة "متروجيت" منذ عام 2012.
وأتمت الطائرة نحو 56 ألف ساعة طيران في نحو 21 ألف رحلة. والطائرة مزودة بمحركات "آي.ايه.ئي-في2500".
وبحسب الهيئة الروسية فقد عثر على حطام الطائرة بالقرب الحسنة في منطقة جبلية وسط سيناء.
وبدأت فرق الإنقاذ بانتشال جثث عدد من الركاب بينهم خمسة أطفال على الأقل.
وأمل ضابط ضمن فريق البحث والإنقاذ المصري بالعثور على أحياء بعد سماع أصوات أشخاص "يتألّمون داخل الطائرة".
وذكرت مصادر ملاحية مصرية أن الطيار اتصل بالمراقب الجوي في مطار القاهرة الدولي وطلب الهبوط الاضطراري إثر تعطّل أجهزة الاتصال في الطائرة. فيما قالت الأرصاد الروسية إن الأجواء في منطقة تحطّم الطائرة كانت مستقرة والرؤية جيدة.
خبراء يشككون
 وفي بيان على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر"، أكدت ولاية سيناء تمكن "جنود الخلافة من إسقاط طائرة روسية فوق ولاية سيناء" مضيفة: "لتعلموا أيها الروس ومن حالفكم أن لا أمان لكم في أراضي المسلمين ولا أجوائهم وان قتل العشرات على ارض الشام بقصف طائراتكم سيجر عليكم الويلات".
لكن العديد من الخبراء العسكريين قالوا إن ولاية سيناء، التي تعد منطقة شمال سيناء معقلها، لا تملك صواريخ قادرة على استهداف طائرة على ارتفاع 30 ألف قدم ولكنهم لم يستبعدوا إمكان وجود قنبلة على متن الطائرة أو أنها أصيبت بصاروخ أو بقذيفة أثناء محاولة الطائرة الهبوط اثر عطل فني.
السيسي يتصل ببوتين
 وكلّف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تلقى اتصالا من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي حول الحادثة،  رئيس الوزراء ديميتري ميدفيديف بتشكيل لجنة حكومية لفتح تحقيق جنائي في حيثيات تحطّم الطائرة، كما أمر بإرسال طائرات إنقاذ بشكل عاجل إلى مصر بالتنسيق مع القاهرة.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف إلى أن الرئيسين بوتين والسيسي "اتفقا على مواصلة التنسيق بين الجانبين المصري والروسي في الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى كشف ملابسات الحادث وتحديد أسباب وقوعه".
وأضاف يوسف أنه، وبحسب رئاسة الوزراء المصرية، كان على متن الطائرة 214 راكبا من روسيا و3 من أوكرانيا منهم 138 سيدة و62 رجلا و17 طفلا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة" المؤلف من سبعة اشخاص.
العثور على الصندوقين الأسودين
 ومساء عثر على الصندوق الأسود للطائرة ، بحسب بيان لرئاسة الوزراء المصرية، التي أكدت أنه "تم انتشال الصندوق من ذيل الطائرة، وجرى نقله لتحليل البيانات الخاصة بالحادث بواسطة خبراء الطيران المدني (المصريون) والخبراء الدوليين الروس وخبراء الشركة المصنعة للطائرة، وذلك وفقا للاتفاقيات الدولية المتعارف عليها".
وقال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل في مؤتمر صحافي لاحقا أن تحديد أسباب سقوط الطائرة سيتم بناء على تحليل بيانات الصندوق الأسود مؤكدا أن الخبراء "سيبدأون في تفريغ هذه البيانات وبناء عليه تتم الدراسة الخاصة بأسباب سقوط الطائرة".
وردا على سؤال حول ما إذا كان عمل إرهابي وراء تحطم الطائرة اكتفى بالقول إن "الخبراء أكدوا أنه فنيا لا يتم إسقاط الطائرة من هذا الارتفاع وأن الصندوق الأسود هو من يحدد سبب سقوط الطائرة، وفي الوقت الحالي هناك تقييم فني وفق الأسس المتعارف عليها".
واستبعد رئيس الوزراء المصري وجود ناجين من بين ركاب الطائرة مؤكدا انه تم حتى الآن "انتشال 129 من جثامين" الضحايا مشيرا إلى أن عمليات البحث مستمرة.
وأكد أن حطام الطائرة "منتشر في دائرة قطرها من 6 إلى 8 كيلومترات" موضحا أن فريقا من روسيا متخصصا في عمليات البحث سيشارك بالتحقيق.
بدوره، أعلن وزير الطيران المدني في مؤتمر صحافي أن مصر عثرت على الصندوقين الأسودين للطائرة.
وعادة ما يوجد صندوقين أسودين للطائرة احدهما لتسجيلات الصوت في قمرة القيادة والآخر لتسجيل بيانات الرحلة.
مباشرة التحقيقات
 وأمر النائب العام المصري نبيل صادق بفتح تحقيق في أسباب تحطم الطائرة، وتشكيل فريق من النيابة للتوجه إلى مكان تحطم الطائرة وفحص حطامها. كذلك سمح لجهة حكومية روسية بالمشاركة في التحقيق.
وعلى الأثر  قررت نيابة شمال سيناء الكلية استدعاء مسؤولي أبراج المراقبة الأرضية ومراقب الانطلاق للطائرة الروسية المنكوبة ومراقب المنطقة لسماع أقوالهم.
وفي روسيا، قامت لجنة التحقيق بفحص عينات وقود من آخر مكان توقفت فيه الطائرة التي تحطمت في مصر للتزود بالوقود وهو مدينة سمارا الروسية.
وقال المتحدث باسم اللجنة فلاديمير ماركين إن المحققين يستجوبون الأشخاص الذين شاركوا في توفير الخدمات الأرضية للطائرة وطاقمها وينفذون عمليات بحث في مطار دوموديدوفو في موسكو حيث يوجد مقر الشركة التي تدير الطائرة.
"لوفتهانزا" و"اير فرانس"
وقررت اثنتان من كبرى شركات الخطوط الجوية في أوروبا، هما "لوفتهانزا" الألمانية، و"اير فرانس" الفرنسية، عدم التحليق فوق شبه جزيرة سيناء انتظارا لمعرفة سبب تحطم الطائرة الروسية.
وقالت متحدثتان باسم الشركتين إنهما قررتا تجنب المنطقة لأسباب تتعلق بالسلامة.
وقالت المتحدثة باسم "لوفتهانزا" إنه تم اتخاذ القرار "لتجنب المنطقة بسبب الوضع كما أن أسباب تحطم (الطائرة الروسية) ليست واضحة..سنستمر في تجنب المنطقة إلى أن يتضح سبب التحطم."
وأضافت أن رحلات "لوفتهانزا" التي تعبر المنطقة يوميا أقل من 10 رحلات.
من جهتها، أشارت المتحدثة باسم "اير فرانس" إلى أن القرار اتخذ، من منطلق الحيطة، إجراءات لتجنب الطيران فوق منطقة سيناء.

المصدر: وكالات