مقتل 49 جنديا أوكرانيا في لوغانسك
قتل 49 جنديا أوكرانيا جراء إسقاط قوات لجان الدفاع الشعبي في لوغانسك طائرة نقل عسكرية أوكرانية أثناء هبوطها في مطار لوغانسك شرق البلاد فجر اليوم.
ونقلت وكالة أنباء ايتارتاس الروسية عن وزارة الدفاع الأوكرانية قولها إن الطائرة وهي من طراز ايلوشين 76 التابعة للجيش الأوكراني كانت تقل جنودا في عملية التبديل وعلى وشك الهبوط في المطار عندما تم إسقاطها ما أدى إلى مقتل مالا يقل عن 49 شخصا كانوا على متنها هم 9 من أفرد الطاقم و40 مظليا.
وأضافت الوزارة أن الطائرة كانت تحمل إضافة إلى الجنود معدات وتجهيزات وأغذية.
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية أعلنت في وقت سابق اليوم عن وقوع قتلى نتيجة إسقاط الطائرة دون أن تحدد عددهم.
وطائرة إيلوشين76 هي طائرة ثقيلة للنقل العسكري ويتألف طاقمها عادة من سبعة أفراد وتستطيع نقل 167 عنصرا مع أسلحتهم الفردية.
إلى ذلك واصلت القوات الأوكرانية قصف أطراف مدينة لوغانسك بالمدفعية في إطار العملية التنكيلية القمعية التي تشنها سلطات كييف ضد المحتجين في المقاطعات الشرقية لأوكرانيا.
وأفاد موقع روسيا اليوم أن القوات بدأت منذ الصباح الباكر قصف أطراف مدينة لوغانسك بالمدفعية التي تتعرض لقصف مستمر منذ عدة أيام ما أسفر عن سقوط قتيل واحد على الأقل في صفوف قوات الدفاع الشعبي.
وفي سياق متصل أفاد المكتب الصحفي لحرس الحدود الأوكراني أن 3 جنود أوكرانيين قتلوا وأصيب 4 آخرون نتيجة إطلاق النار على قافلة سيارات تابعة لحرس الحدود في مدينة ماريوبل بمقاطعة دونيتسك.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن متحدث باسم هيئة أركان جمهورية دونيتسك الشعبية قوله ان قوات الدفاع الشعبي في ماريوبل أطلقوا النار على شاحنة تقل عناصر حرس الحدود مضيفة أن اثنين منهم قتلا وأصيب آخرون.
يذكر أن القوات الأوكرانية تجري عملية عسكرية خاصة في ماريوبل منذ صباح امس أسفرت عن مقتل 3 أفراد من قوات الدفاع الشعبي واحتجاز 31 آخرين.
في غضون ذلك نددت روسيا باستخدام شعارات مكافحة الإرهاب للتغطية على ارتكاب الجرائم بحق الشعب مؤكدة أن قمع الاحتجاجات في أوكرانيا أمر غير مقبول ويؤدي إلى نشوب "حرب أهلية شاملة".
وقال الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ألكسندر زمييفسكي في بيان له نشر على موقع وزارة الخارجية الروسية اليوم أوردته روسيا اليوم: "إن استخدام القوات ضد المدنيين اعتمادا على القوميين المتطرفين تحت شعار مكافحة الإرهاب مثلما يحدث في أوكرانيا هو شكل غير مقبول للعنف وطريق نحو حرب واسعة النطاق كما أنه جريمة ضد الشعب".
ونفى زمييفسكي الاتهامات التي وجهت إلى روسيا في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي كرست لاستراتيجية المنظمة في مجال مكافحة الإرهاب مشددا على عدم وجود أي أدلة على التصريحات التي تطلق عن تورط روسيا في "تصعيد التوتر" في أوكرانيا وقال: "لا نقبل تأكيدات لا أدلة عليها حول تدخل روسيا في الوضع في أوكرانيا وتوجيه الوحدات العسكرية والأسلحة إليها وسأرد على ذلك بكلمات الرئيس فلاديمير بوتين أنه لم تكن ولا وجود الآن في جنوب شرق أوكرانيا لأي قوات روسية وأي مدربين عسكريين".
وحول حادث انتهاك الحدود الروسية من قبل ناقلتي جند أوكرانيتين أمس أشار زمييفسكي إلى أن موسكو تقيم الحادث كانتهاك للقوانين الدولية وأنه لن يساعد على تسوية النزاع في جنوب شرق أوكرانيا بطرق سلمية داعيا "إلى وقف الاستفزازات المماثلة التي تعقد عملية استئناف الحوار الروسي الأوكراني".
وفي موضوع متصل طالب زمييفسكي الأمم المتحدة بإجراء تحقيق دقيق في الأنباء المتعلقة باستخدام السلطات الأوكرانية أسلحة محرمة معتبرا أن على الأمم المتحدة إضافة إلى وقف العنف والعمليات الإنسانية أن تقوم بدراسة مسألة وقف انتشار الأمزجة المتطرفة التي تؤدي إلى العنف والإرهاب.
وكان وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف جدد أمس دعوته لسلطات كييف الإسراع بتنفيذ خريطة الطريق ووقف العملية العسكرية شرق أوكرانيا.
من جهته انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشدة السلطات الحاكمة في اوكرانيا بسبب اعتبارها سكان جنوب شرق أوكرانيا "إرهابيين لا يمكن الحوار معهم".
وأكد لافروف في حديث للتلفزيون الروسي اليوم وجود تناقضات واضحة في تصريحات الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو الذي يؤكد ضرورة الحوار مع جنوب شرق البلاد وفي الوقت ذاته يدعو إلى "القضاء على من يسميهم بالانفصاليين والإرهابيين" متسائلا "كيف يمكن وصف الأشخاص الذين يدافعون عن منازلهم وبلداتهم من المسلحين التابعين للجيش والحرس الوطنيط بالإرهابيين" مذكرا بأن جزءا كبيرا من الحرس الوطني الأوكراني "يتكون من عناصر القطاع الأيمن والجناة".
وأوضح لافروف أن قانون العفو الذي تبناه الرادا البرلمان الأوكراني في 6 أيار دون أي ضجة إعلامية يتضمن العديد من القضايا الجنائية الخطيرة بما فيها القضايا التي لم يكتمل التحقيق فيها بعد حيث شمل هذا العفو نحو 15 ألف شخص تم الإفراج عنهم بشرط غير معلن يتمثل بأن ينضموا إلى صفوف الحرس الوطني.
وأكد لافروف أن دول الغرب تحاول تشويه مضمون النزاع في أوكرانيا وتصويره وكأنه نزاع بين أوكرانيا وروسيا وقال "إنهم يغضون النظر عن ارتباط محور القضية بعجز سلطات كييف عن بدء الحوار مع سكان جنوب شرق أوكرانيا الذين رفضوا الانقلاب واحتجوا على محاولات إقرار القوانين الموجهة ضد استخدام اللغة الروسية والتي تنتهك حقوق الروس والناطقين باللغة الروسية".
وشدد لافروف على ضرورة إطلاق الحوار الأوكراني الداخلي اعتمادا على بيان جنيف لحل الازمة الاوكرانية الصادر يوم 17 نيسان الماضي و"خريطة الطريق" التي قدمها ديديه بورغهالتر رئيس سويسرا التي تترأس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حاليا لافتا الى إن "البند الأول من هذه الخطة ينص على ضرورة وقف جميع أشكال العنف ووجوب وقف استخدام الجيش ضد المدنيين وإطلاق الحوار بين جميع أقاليم أوكرانيا بهدف إحراز التوافق لإعادة تنظيم البلاد على اساس اللامركزية كي يتمكن سكان كل الأقاليم من انتخاب المحافظين واستخدام اللغة التي يريدون والتصرف بجزء من الضرائب المحصلة في محافظاتهم".
وكان لافروف جدد خلال اتصال هاتفى مع نظيره الأوكراني أندريه ديشيتسا موقف بلاده "المبدئي الداعى إلى الإسراع فى تنفيذ خريطة الطريق" التى وضعتها منظمة الأمن.
من جانب آخر استهجن لافروف تصريحات نظيره البولوني رادوسلاف سيكورسكي التي قال فيها إن " الأفضل لروسيا أن تكون حليفة للغرب من أن تكون تابعة للصين" واصفا هذه التصريحات بغير اللائقة.
ولم يستبعد لافروف أن تكون تصريحات الوزير البولندي مرتبطة بالمشاركة في السباق نحو مركز رسمي في الاتحاد الأوروبي مذكرا بأن اسمه ورد عند الحديث عن التغييرات المحتملة في الاتحاد وفي حلف الناتو.
وقال "لا استثني أن تكون محاولاته في استغلال مثل هذه التصريحات مرتبطة بلفت الانتباه إلى شخصه".
وكان وزير الخارجية البولندي أطلق تصريحات في وقت سابق تبنى فيها مواقف الغرب بالنسبة لأوكرانيا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد