مقديشو مدينة أشباح
باتت ضواحي العاصمة الصومالية مدن أشباح الأحد بعد أن هجرها السكّان، يوما فقط إثر مقتل 17 مدنيا بطريقة مرعبة في ضوء قتال عنيف بين القوات الإثيوبية التي تدعم القوات الحكومية الصومالية، ومسلّحين إسلاميين، وفقا لصحفيين وشهود عيان في مقديشو.
وقال شهود من ضاحية البركة إنّ من ضمن القتلى امرأة طاعنة في السنّ وأطفالا لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات.
وأضافوا أنّ جميع القتلى لم يكونوا مقاتلين ونحوا باللائمة على القوات الإثيوبية التي تدعم قوات الحكومة الانتقالية في محاولتها لدحر تمرد يقوده إسلاميون.
ويتهم سكّان في مقديشو القوات الإثيوبية باستهداف المدنيين ثأرا لمقتل جنودها.
وقال صحفيون وشهود عيان إنّ القوات الإثيوبية والصومالية تفتح النار بطريقة عشوائية على أيّ شخص من دون خشية أي محاسبة من الحكومة الانتقالية الضعيفة.
وكان من الواضح أنّ سوق البركة التي تعدّ أكبر أسواق البلاد باتت مهجورة الأحد يوما فقط بعد سيطرة القوات الإثيوبية على الشوارع والمناطق المفضية إليها.
ويشعر المتسوقون بالخوف بسبب إطلاق القوات الصومالية نيرانها في الهواء، وفقا لشهود عيان.
وفيما عاد الهدوء الأحد إلى المنطقة، مازال صدى إطلاق نار متقطع يسمع في أرجائها.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإنّ ما يصل إلى 100 ألف شخص غادروا العاصمة خلال الأسبوعين الماضيين فقط.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة، من تزايد مظاهر أزمة إنسانية في الصومال حيث أنّ مليونا ونصف مليون شخص باتوا بحاجة إلى المساعدات وهو ما يعني ارتفاعا بنسبة 50 بالمائة مقارنة مع بداية العام.
ووفقا للشهود فإنّه تمّ العثور على الجثث الـ17 السبت في البركة وكانت تحمل آثار الرصاص على مستوى الصدر والرأس، فيما بعض هؤلاء القتلى كان يحمل آثار الضرب المبرح فيما أياديهم كانت مقيدة مع بعضها البعض.
وأظهرت صور جموعا تقف حول جثث غطتها الدماء لفتيان بلباس مدنية وكانت مرمية على ناصية الطريق المغبّر.
وفي حادث منفصل، أصيب خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين عام واحد وسبعة أعوام في قصف نفذته القوات الإثيوبية وأصاب منزلهم فيما كانوا يتناولون فطور الصباح، وفقا لما أفاد به والدهم.
وتقول وسائل إعلام محلية إنّ ما بين 60 إلى 80 شخصا لقوا حتفهم منذ بدء القوات الإثيوبية حملتها بسبب سحل جثة جندي إثيوبي في الشوارع من قبل حشد غاضب الخميس.
وفي تكرار عنيف لما حدث أثناء معركة دارت عام 1993 بين القوات الأمريكية والمليشيات الصومالية، ردّدت جموع عبارة "الله أكبر" فيما كانت تسحل جثة خرّبها الرصاص لجندي إثيوبي في أحد أسواق مقديشو.
وغزت القوات الصومالية الصومال في ديسمبر/كانون الثاني 2006 لدحر اتحاد المحاكم الإسلامية خارج العاصمة وإعادة السلطة كاملة إلى الحكومة الانتقالية التي تدعمها الأمم المتحدة، بعد عقد ونيف من الفوضى.
وردّ الإسلاميون بحركة تمرد ضدّ الحكومة الصومالية والقوات الإثيوبية تستمر منذ نحو عام.
وقالت امرأة "إننا هدف للقوات الإثيوبية التي تريد الثأر. كل الفتيان يفرون بمجرد رؤية إثيوبيين في لباس عسكري."
وتمّ العثور على جثتي شقيقين يبلغان 30 و13 عاما، الثلاثاء بعد حملة دهم نفذتها القوات الإثيوبية.
وقالت والدتهما حليمة عبد الله عبدي إنّ القوات الإثيوبية أطلقت عليهما الرصاص عندما كانا يحاولان مغادرة منزلهما.
وكان أكثر من 50 شخصا قد لقوا مصرعهم أثناء محاولة القوات الإثيوبية استرداد جثة الجندي الذي تمّ سحله
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد