من المسؤول عن عدوانية الأطفال؟

18-06-2008

من المسؤول عن عدوانية الأطفال؟

عدوانية الأطفاللا نتمكن غالباً من السيطرة على ثورة غضب أو عدوانية أطفالنا.. لماذا؟ هذا لا يعني أننا عاجزون أمام قوتهم وشراستهم، لكن السبب يكمن هنا بأننا نشكو ونتأفف ونتهمهم بأنهم يفقدوننا أعصابنا، ولكن السبب الحقيقي وراء هذا كله في عادات وسلوك الأهل التي لها الدور الأكبر في عدوانية أبنائهم. هناك طرق شتى يظهر فيها الأطفال عدوانيتهم وهي مختلفة من طفل لآخر ومن سن إلى آخر، الطفل الصغير تكون شراسته وعدوانيته أقل من عدوانية شاب في سن المراهقة، لأن الشاب في سن المراهقة تكون عدوانيته أقوى وأشرس.
 - عدوانية الذكور تتمثل بالصراخ، البكاء، الرفض، الاحتجاج على أهلهم. أما التعبير عن العدوانية في المحيط الخارجي فيبدو بالسكوت، الرفض، الضرب، الرفض للطرف المقابل، والعدوانية تمر بمراحل مختلفة من عمر الطفل، حتى يصبح شاباً ففي الصغر حتى سن الخامسة يعبر الطفل عنها بالبكاء والصراخ وهناك الكثير من الأطفال يتعرضون للمرض ويقومون بحركات مزعجة داخل البيت كالتكسير مثلاً أما الأطفال الذي يصبحون في سن المدرسة من العام السادس فتكون عدوانيتهم من خلال التعبير بالجسم.. الركل.. إيذاء الجسم- محاولة عدم البكاء.
أما عدوانية البنات فتكون بالبكاء بصوت عال- الشكوى- التحدي- شد ملابس الأم- الحرد أمام الباب. وقد استمعنا إلى آراء عدد من السيدات حول هذا الموضوع حيث قالت الآنسة عليا وهي معاونة مديرة في مدرسة وبدأت من بيتها وتربيتها حيث قالت أنا أنزعج من أولادي لكثرة حنانهم وعطفهم على رفاقهم فأنا أتمنى أن يكون لدى كل الأمهات مثل أولادي أما موضوع العدوانية بشكل عام فأنا أرجعه إلى التربية والتنشئة الاجتماعية لأن الطفل في سن الصغر يكتسب الكثير من السلوكيات والعادات السيئة من الوسط والمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه لأنه خامة أو عجينة هشة، يتأثر بكل ما يشاهد وما يراه، فدور الأهل هنا الانتباه إلى كيفية توظيف هذه العادات بالشكل الصحيح والأمثل، وكذلك لا نهمل دور الآباء وأثرهم في الأبناء لأن المجتمع الذي نعيشه ذكوري، فالأبناء يتأثرون كثيراً بسلوك الآباء ويأخذون من طباعهم الكثير الكثير وحول هذا التأثير يقول د. نزار عيون السود الأستاذ في كلية التربية إن عدوانية الأطفال كثيرة وسببها التنشئة الاجتماعية ثم المناخ الدراسي بعد ذلك يأتي دور رفاق السوء لأنه من الممكن أن يكون لدى الطفل استعداد نظري وميول عدوانية أساسية، لكن هذا لا يعني أن يصبح الطفل عدوانياً ما لم يعززه الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه، حيث يجب على الأسرة الانتباه لردود الأفعال والتعامل بهدوء معه.
أما رانية الغنيم اختصاصية تأهيل تربوي فتقول أنا لست مع الضرب لأنه يزيد من العدوانية والانتقام لدى الأطفال، فأنا كمدرسة لغة إنكليزية يمكن أن أنتبه للطفل العدواني وأتعاون معه بطريقة تخفف من حدة عصبيته وأتعاون مع المرشد النفسي لمعالجة هذه الحالة المرضية حيث يمكن أن أهتم به بتجاهل سلوكه العدواني السلبي وأعزز السلوك الإيجابي لديه كتعيينه عريفاً للصف مثلاً.
أما رنا حسن ماجستير تربية فقالت أنا لا أوافق الضرب أيضاً لأن الطفل العدواني طفل ذكي ويستطيع أن يفهم ما أقوله، لذلك يمكن أن أكلمه وأن أربيه على السلوك الإيجابي وأعزز من قدراته الإيجابية لكي يبرز هذه الجوانب الإيجابية عندها أستطيع أن أخفف من حدة الصراع والعدوانية لديه.

فردوس محمود سليمان

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...