من يقف خلف تحطم الطائرة الإثيوبية

11-02-2010

من يقف خلف تحطم الطائرة الإثيوبية

الجمل: شهدت أمسية 25 كانون الثاني (يناير) 2010م الماضي, تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية بوينغ(737-800), وذلك بعد بضع دقائق من لحظة إقلاعها من مدرج مطار بيروت الدولي: فما هي حقيقة هذا الحادثاللوحة بريشة الفنان ستافرو وإن كانت العديد من الأطراف تسعى إلى التعاطي والتعامل معه باعتباره حادث طيران عادي؟
توصيف المعلومات:
تقول المعلومات الميدانية, بأن توصيف المعطيات والوقائع التي حدثت حتى الآن, يتضمن الآتي:
• أقلعت الطائرة وعلى متنها 92 راكبا, منهم 54 لبنانيا, والبقية أغلبهم من الإثيوبيين, إضافة إلى زوجة السفير في لبنان.
• الطائرة من طراز بوينغ(737-800), وطاقمها من الإثيوبيين, إضافة إلى أنها من طائرات الأسطول التابع لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية.
• أكدت المصادر المعنية في مطار بيروت, بأن برج المراقبة قد تابع حركة الطائرة منذ لحظة إقلاعها وحتى لحظة اختفائها.
• أكد شهود عيان بأنهم سمعوا صوت الانفجار القوي وشاهدوا الطائرة وهي تتحول إلى كتلة من اللهب في الجو.
ثم بعد ذلك تواترت المعلومات, وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• بدأت السلطات اللبنانية عملية إنقاذ واسعة, لم تفلح في العثور على أي أحد من الأحياء وفقط تم العثور على بعض الجثث.
• أصدرت البحرية الأميركية تعميما لقواتها وقطعها البحرية الموجودة في منطقة شرق المتوسط, بضرورة تقديم الدعم والمساعدات اللازمة من أجل الحصول على حطام الطائرة, وانتشال الجثث أو أي من الركاب الأحياء.
• أرسلت البحرية الأميركية إحدى غواصاتها إلى المنطقة للمساعدة في تحديد مكان حطام الطائرة, وتقديم المساعدات الأخرى.
• أقامت أجهزة المخابرات الأميركية غرفة عمليات في مرفأ بيروت من أجل المتابعة وتنسيق الجهود البحرية الساعية لانتشال حطام الطائرة, والجثث الغارقة.
• تم انتشال بعض الجثث, إضافة إلى انتشال بعض أجزاء حطام الطائرة, بما في ذلك الصندوق الأسود الأول, ولاحقا الصندوق الأسود الثاني.
حتى الآن, لم يصدر أي تقرير رسمي يؤكد أسباب حادثة انفجار الطائرة الإثيوبية, ولا حتى مجرد إشارات تفصيلية أولية لطبيعة ما كان يحدث ويجري داخل الطائرة خلال الدقائق الفاصلة بين لحظة إقلاع الطائرة ولحظة تحطمها.
ماذا تقول التفسيرات المحتملة؟
بعد أن تحطمت الطائرة الإثيوبية, وغرق ركابها مع حطامها بعد بضع دقائق من إقلاعها من مطار بيروت, وعلى بعد بضعة أميال من بيروت, فقد كانت الاحتمالات مفتوحة أمام كل الآراء ووجهات النظر:
• اتجاه نظر إلى الحادثة باعتبارها بفعل الأحوال الجوية السيئة في ذلك الوقت, وكانت الأغلبية تساند هذا الرأي.
• اتجاه نظر إلى الحادثة باعتبارها بفعل خطأ كابتن الطائرة, والذي زعمت بعض الأطراف, بأنه خالف تعليمات برج المراقبة وتوجه بالطائرة في الاتجاه الخاطئ, وكان عدد قليل يساند هذا الرأي.
• اتجاه نظر إلى الحادثة باعتبارها بفعل فاعل, وسعى إلى الربط بين حادثة الانفجار وملف الإرهاب في المنطقة.
على خلفية هذه الاتجاهات الافتراضية, والاستناد إلى المعطيات الجديدة, التي برزت لاحقا بعد حادثة تحطم الطائرة, برزت الشكوك والتساؤلات الآتية:
• الجثث التي تم العثور عليها, كانت مشوهة, وعلى وجه الخصوص في أجزاء الرأس والأرجل والأيدي, ومن المعروف أن جثث ضحايا الانفجارات تتضمن تشوهات الأطراف, المتمثلة في الرأس والأيدي والأرجل, وقد عززت حالة الجثث التي تم انتشالها من فكرة أن انفجارا قد حدث داخل الطائرة.البحرية التابعة للأمم المتحدة تبحث عن بقايا وحطام الطائرة المنكوبة
• تتميز طائرات البوينغ بكبر الحجم, ولا يحتاج العثور على حطامها كثير عناء, ولما كانت الطائرة قد تحطمت بعد بضع دقائق, وإحداثيات مكان تحطمها معروفة بشكل واضح, إضافة إلى أن المنطقة البحرية التي غرق فيها الحطام, لا تتميز بالعمق, فإن انتشال حطام الطائرة والجثث ما كان يجب أن يستغرق كل هذا الوقت.
• تستطيع الأقمار الصناعية الأميركية والفرنسية وغيرها, رصد ما يحدث في باطن الأرض, فكيف عجزت أقمار التجسس الأميركية والفرنسية ليس عن تحديد مكان الحطام داخل المياه, وإنما عن التقاط الإشارات اللاسلكية التي ظل الصندوقان الأسودان يرسلانها, علما بان الأقمار الصناعية الأميركية والفرنسية قادرة على التقاط الإشارات القادمة من الفضاء الكوني, والتي تنبعث من مصادر تبعد عنا بملايين السنين الضوئية "السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام كامل, علما بأن شعاع الضوء يستطيع أن يدور حول الكرة الأرضية ثمانية مرات في الثانية الواحدة!."
• أعدت واشنطن خطة يتم بموجبها إعادة تركيب حطام الطائرة الإثيوبية, بما يساعد في معرفة الملامح الرئيسية لسيناريو تحطم الطائرة.
هذا, وأضافت المعلومات, أن الخبراء والمحللين, قد لاحظوا امتناع المسئولين الأميركيين عن القيام بالإدلاء بأي تعليقات, أو تصريحات حول ملف تحطم الطائرة الإثيوبية, وكانوا يعتمدون التهرب من الرد على الأسئلة والاستفسارات, وبرغم ذلك, فقد برزت بعض التلميحات الخافتة القائلة بأن تحطم الطائرة الإثيوبية كان بسبب عمل إرهابي.
أبرز الحلقات المثيرة للريبة في حادثة الطائرة:
تشير المعلومات, إلى أن الطائرة الإثيوبية, كانت تقل زوجة السفير الفرنسي السيدة ماريا سانشيز بيتون, إضافة إلى بعض العناصر ذات الصلة والعلاقة بالمخابرات الفرنسية, وأضافت هذه المعلومات بأن زوجة السفير الفرنسي نفسها كانت تحوم حولها الشكوك إزاء علاقتها بالمخابرات الفرنسية.
أشارت معلومات أخرى إلى أن بعضا من عناصر حزب الله اللبناني, كان يفترض أن يكونوا من بين ركاب الطائرة الإثيوبية, ولكن في اللحظات الأخيرة, تم تغيير سفرهم, ولم يستقلوا الطائرة.
وتقول بعض المعلومات الصادرة اليوم بأن الصندوق الأسود الثاني الخاص بالطائرة, قد تم العثور عليه وانتشاله من البحر, ولكن تبين أنه ناقص "وطبعا بفعل فاعل" علما بأن الصندوق الأسود الأول الذي تم انتشاله قبل بضعة أيام, قد تم فحصه بواسطة الفرنسيين, وأكدت الجهات المعنية بالفحص بأنه توجد معالم تفيد لجهة أن تحطم الطائرة قد حدث من جراء خطأ بشري.
تحليل الوقائع والمعطيات الجارية المتعلقة بملف تحطم الطائرة الإثيوبية, أصبح ينطوي على قدر أكبر من الشكوك والريبة وذلك على النحو الذي أثار المزيد من المفاعيل لجهة اللجوء إلى معطيات نظرية المؤامرة القائلة:
• إن الطائرة الإثيوبية قد تحطمت بسبب وجود قنبلة زمنية, كانت موضوعة داخل الطائرة.
• إن الطائرة الإثيوبية تحطمت بسبب وجود شخص قام بتنفيذ عملية تفجير انتحاري داخل الطائرة.
تؤدي هذه التفسيرات بشكل مباشر إلى الربط بين حادثة اغتيال زعيم حركة حماس المبحوح الذي اعترف الإسرائيليون بعملية اغتياله, والذي أكدت المعلومات, بأن مجموعة من عشرة أشخاص, من بينهم 3 نساء, قامت بتنفيذ عملية الاغتيال, فقد طرقت باب غرفته في فندق البستان امرأة ترتدي زي عاملات الفندق, وعندما فتح الباب, اندفع إلى داخل الغرفة بقية المجموعة, وقاموا بحقنه بالمادة القاتلة, وقد تم العثور على جثته في اليوم الثاني, وذلك بعد أن ظلت زوجته تتصل به مرارا وتكرارا, دون أن يرد, الأمر الذي أثار شكوكها.
تعتبر إسرائيل الطرف الأكثر احتمالا لجهة التورط في ملف تحطم الطائرة الإثيوبية, وتزداد الشكوك أكثر فأكثر من خلال وجود العديد من الإثيوبيين داخل الطائرة, خاصة وأن أجهزة المخابرات الإسرائيلية قد درجت على استخدام بعض عناصر يهود الفلاشا الإثيوبيين, وإرسالهم للعمل في بعض البلدان العربية والأفريقية, فهل يا ترى تم استخدام أحد يهود الفلاشا في هذه العملية, ومن الذي قام بإنقاص بعض أجزاء الصندوق الأسود الثاني, وهل يا ترى تم ذلك بواسطة الغواصة الأميركية, التي ظلت ل"بضعة أيام" عاجزة عن تحديد مكان حطام الطائرة, برغم أنها غواصة تستخدم المزيد من الوسائط التكنولوجية المتطورة, وضمن مسافة في حدود 60 إلى 70 كم مربع.
وإضافة لذلك, هل ظلت غواصات البحرية الإسرائيلية الموجودة في المنطقة وتحديدا في قاعدة حيفا البحرية الإسرائيلية تقف موقف المتفرج, علما بأن قطع المسافة بين ميناء حيفا, ومكان غرق حطام الطائرة لا يستغرق سوى بضع ساعات.
وعلى خلفية ما سبق يبقى الافتراض المثير القائل بأن الأجهزة الإسرائيلية قد سعت إلى تفجير الطائرة الإثيوبية, بالتفاهم مع الأجهزة الأميركية, وذلك بما يتيح الآتي:
• تصفية عناصر حزب الله اللبناني, بما يؤدي إلى توتير العلاقات السنية-الشيعية.
• تصفية الفرنسيين بما يؤدي إلى إغضاب الرأي العام الفرنسي, ودفع الحكومة الفرنسية باتجاه المزيد من التورط في مشروع الحرب ضد الإرهاب.
• تصفية الإثيوبيين وتحطيم الطائرة, بما يؤدي إلى إثارة الرأي العام الإثيوبي والحكومة الإثيوبية وتحفيزها إزاء التعاون في ملف الحرب الصومالية, وتحديدا إرسال القوات الإثيوبية للمشاركة في الحرب ضد حركة الشباب الصومالية, التي تمثل فرع تنظيم القاعدة في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي.
• تحفيز الإدارة الأميركية باتجاه المزيد من التفعيل لمشروع الحرب ضد الإرهاب.
حتى الآن, لم تكتمل عناصر سردية ملف تحطم الطائرة الإثيوبية, ولكن, على ما يبدو, فقد بدأت بعض الدوائر الإسرائيلية والأميركية في إظهار المزاعم التي تسعى إلى تمهيد المسرح من أجل إكمال سيناريو إلقاء المسئولية على تنظيم القاعدة, وذلك ضمن توزيع أدوار يجعل من اللبنانيين والإثيوبيين والفرنسيين يقومون بدور الضحية, ومن تنظيم القاعدة يقوم بدور الجلاد, وعلى الأغلب أن نشهد خلال الأيام القليلة القادمة, المشاهد الأولى من سيناريو الضحية والجلاد المرتقب!!.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...