منتجات الحيوانات المستنسخة.. خطر على صحة الإنسان

16-09-2015

منتجات الحيوانات المستنسخة.. خطر على صحة الإنسان

يسعى الاتحاد الأوروبي للوصول إلى اتّفاق حول منتجات الحيوانات المستنسخة، وبينما تحاول المفوضية الأوروبية السماح باستهلاكها، يعمل البرلمان على حظرها.
وحتى الآن يحظر استهلاك منتجات الحيوانات المستنسخة في دول الاتحاد الأوروبي، لكن يتم استيراد البيض والحيوانات المنوية والحليب من حيوانات مستنسخة، خصوصاً من الولايات المتحدة. ويتم إخصاب إناث الحيوانات بالحيوانات المنوية المستوردة، وحتى الآن لا توجد أيّ شروط لوضع علامات مميزة على لحوم نسل الحيوانات المستنسخة.
هل تختلف اللحوم المستنسخة عن بقية اللحوم؟
 اللحوم المستنسخة تنتج من حيوانات حيّة، وهي نسخ طبق الأصل من حيوانات أخرى، ولا يجب خلطها مع اللحوم الناتجة من خلايا عضلية، والتي تنمو في وسائط غذائية، كما لا يجب خلطها مع اللحوم المعدَّلة وراثياً. فالاستنساخ يعني إنتاج توأم لحيوان ما بطريقة اصطناعية، ويكون لهذا الحيوان المستنسخ الخريطة الجينية نفسها التي للحيوان الأصلي.
ويتم الاستنساخ عن طريق نقل نواة الحيوان المانح داخل بويضة منزوعة النواة من الأنثى، ويزرع هذا البيض باعتباره الجنين لدى أمّ مانحة. ولا يحصل المرء على لحوم الحيوانات المستنسخة في السوبرماركت، فهي مكلفة للغاية، لكن ما تحصل عليه هي لحوم نسل الحيوانات المستنسخة.
ووفقاً للأبحاث الحالية، فإنَّ هذه اللحوم مطابقة تماماً للحوم التقليديّة، وبالنسبة إلى المستهلك فلا توجد أيّ مخاطر معروفة. لكن كريستوف تين، من معهد «تست بويتك» المستقل للأبحاث الحيوية، يحذّر من أنّنا «نعرف القليل عن اللحوم المستنسخة»، ويدعو إلى انتظار نتائج جديدة للأبحاث، قبل البدء في أكل هذه اللحوم.
هل هناك مخاطر على الحيوانات؟
 هناك مخاطر على الحيوانات المستنسخة لأنَّها أكثر عرضة للأمراض، وغالباً ما تكون هناك مضاعفات في الولادة والعديد من التشوهات. منتقدو الاستنساخ مثل كريستوف تين، لديهم أيضاً تحفّظات أخلاقيّة على استهلاك اللحوم المستنسخة، لكن وفقاً لأبحاث المعهد الاتحادي لصحة الحيوان، لا يعاني نسل الحيوانات المستنسخة من مشاكل صحية معينة. وتبقى المسألة الأخلاقية مفتوحة: هل يجوز لنا القيام بهذه العملية؟
 لماذا يُشترط وضع علامات مميزة؟
 بوصول أعداد متزايدة من الحيوانات المنوية المستوردة الناتجة من حيوانات مستنسخة، تزيد تربية نسل الحيوانات المستنسخة في الاتحاد الأوروبي. فإذا لم توضع علامات مميّزة للحيوانات المستنسخة، لا يمكن تتبُّع أصل اللحوم بالضبط، وفي غضون سنوات قليلة، لن تكون على يقين ما إذا كانت قطعة اللحم التي تأكلها مستنسخة أم لا. لكن بيورن بترسين من المعهد الاتحادي لبحوث الصحة الحيوانية، يرفض وضع علامات مميزة، قائلاً: «لا معنى لوضع علامات لشيء ما، مع عدم وجود إمكانية للتأكد منه. لا يمكنني أبداً التحقق مما إذا كان العجل مولوداً من أم تم تخصيبها من حيوان طبيعي أو مستنسخ. إذا كنا غير قادرين على استبعاد التلاعب، فالعلامات المميزة لا معنى لها». ولأنه ليست هناك مخاطر صحية معروفة، فلا يرى المعهد الاتحادي ضرورة لاتخاذ خطوات في هذا الاتجاه.
لماذا الاستنساخ؟
 الاستنساخ ليس مربحاً بعد، وحتى الآن تعدّ هذه العملية غير فعالة إطلاقاً. والتكلفة التقنية للاستنساخ، أعلى كثيراً من تكلفة تربية الحيوانات طبيعياً، لذلك، فاللحوم الناتجة عن حيوانات مستنسخة لن تجد طريقاً للثلاجات قريباً. مع ذلك، هناك أسواق متخصّصة كما يوضح بيترسين: «هناك مربون يريدون مثلاً نسخاً احتياطية من أفضل ثيرانهم، أو يريدون تغطية احتياجات السوق من الحيوانات المنوية».
وتوفر التقنية أيضاً فرصة إحداث طفرة مستحدثة انتقائياً لتوفير حيوانات ذات كميّة أكبر من اللحوم مثلاً. وبرغم أنَّ هذه المزارع محظورة في الاتحاد الأوروبي، لكن من الصعب تتبّع الأمر، ومعرفة ما الذي يتم تربيته تقليدياً أو عن طريق التدخلات المستهدفة في الجينوم. ويعلق بيترسين على هذا الأمر، بالقول: «يقوم الباحثون من حيث المبدأ بنفس ما يقوم به المربون التقليديون منذ مئات السنين، لكن بشكل أسرع». وفي المستقبل، يجب على المرء أن يشغل نفسه في كيفية التعامل مع هذه الحيوانات، وما إذا كان سيُمسح باستهلاك لحومها أم لا. وإذا ما قامت المفوضية الأوروبية باتخاذ قرار ضدّ استهلاك هذه اللحوم، فسيكون من الصعب منع سيل الحيوانات المستنسخة الآتية من الولايات المتحدة والصين من الوصول إلى أطباق الأوروبيين.
ما الذي يجب القيام به؟
 على البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية أن يتوصلا إلى اتفاق، فبينما يطالب البرلمان بحظر واسع النطاق على منتجات الحيوانات المستنسخة وذريتها، والحيوانات المنوية والبويضات الناتجة منها، لا تريد المفوضية الأوروبية الحظر. وإذا تُرك الأمر للشعب، فستكون النتيجة واضحة.
وفقاً لمسح أجرته «أوروبارومتر»، فإنَّ هناك غالبية واضحة لمصلحة وضع علامات إلزامية على اللحوم المستنسخة. وهكذا، لن تكون اللحوم المستنسخة محظورة، لكن سيصبح في إمكان كلّ فرد أن يقرّر ما إذا كان يريد أم لا تناول طعام ناتج من حيوانات مستنسخة.

(«دويتشه فيلله»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...