مواطن يساوي أربعة.. خمسة.. وزراء!

02-04-2008

مواطن يساوي أربعة.. خمسة.. وزراء!

الجمل- د. عمار سليمان علي: بما أن الاعتراف بالخطأ فضيلة كما يقولون, فسوف أعترف أمامكم بخطئي.
أنا الموقع أدناه كاتب هذه السطور أقر أنني أخطأت في العام الماضي عندما كتبت مقالة بعنوان "الوزير يساوي خمسة مواطنين" نشرت في عدة مواقع الكترونية وقد كانت تعقيباً على مقابلة صحفية للسيد وزير الكهرباء مع صحيفة تشرين, قال فيها جواباً على أحد الأسئلة: إن فاتورته الكهربائية للدورة الواحدة هي بحدود 2500 ـ 3000 ليرة سورية, وذلك بعدما استمر طيلة تلك المقابلة يمطرنا بنصائحه وتوجيهاته ومحاضراته حول ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية, جازماً بأن المواطن الرشيد و"المرشّد" (بالشدة والكسرة على الشين) سوف لن تتجاوز فاتورته حاجز الـ 600 ليرة سورية. وبمقارنة الرقمين استنتجت أنا العبد الخاطئ المعترف أمامكم اليوم أن الوزير يساوي خمسة مواطنين!. ولكني اليوم بعد مرور سنة ونيف على ذلك الكلام وبعد أن عركتني الحياة وأغرقتني "بفواتيرها" أقرّ وأعترف, عن طيب خاطر وبدون ضغط أو إكراه, بأنني تسرّعت في إطلاق الأحكام والاستنتاجات, وكان عليّ التروي قليلاً أو كثيراً.. أو على الأقل عدم التعميم. أما الأمر الذي غيّر حالي وقلب فكري و"شقلب" مفاهيمي فسوف أرويه لكم باختصار.. وبالأرقام:
منذ بدأ العمل بنظام الشرائح الجديد للفواتير الكهربائية أي في الأول من أيلول 2007 واظبت على مراقبة عداد الكهرباء الخاص بمنزلي وتسجيل أرقام المؤشر كل عدة أيام, مع العلم أن استهلاكي من الكهرباء كان دوماً في السابق ـ بحسب الفواتير التي بحوزتي ـ تتراوح بين 400 ـ 800 كيلو واط ساعي (ك. و. س) حيث كنت أحاول جهدي أن أكون مواطناً رشيداً و"مرشّداً" كما يطلب منا السيد الوزير والحكومة الكريمة. فإذا قد سكنت منزلي في بداية الشهر 11/2006 وكان مؤشري 4590 ك. و. س في 1/11/2007 وأصبح 6445 ك. و. س في 1/1/2008 , ثم  7985 ك. و. س في 1/3/2008 , ثم 8450 ك. و. س في 1/4/2008. أي إن استهلاكي كان 1855 ك. و. س في الدورة السادسة للعام 2007, وكان 1540 ك. و. س في الدورة الأولى للعام 2008, وهو في هاتين الدورتين تحديداً زاد عن المعتاد بحكم وجود مولود جديد في البيت يحتاج لتدفئة مكثفة (فالأمر استثنائي وليس قاعدة والدليل أنه خلال نصف الدورة الأخير لم يتجاوز 465 ك. و. س كما يتضح من الأرقام أعلاه). ولكن المفاجأة الصاعقة كانت عندما استلمت منذ أيام الإشعار الخاص بالدورة السادسة للعام 2007 وقد سجل فيه أن قيمة الاستهلاك هي 9604 ليرة سورية أي أن مقدار الاستهلاك هو 2401 ك. و. س (أرجو أن تلاحظوا معي هذا الواحد الذي يوحي بالدقة والعدالة والذي يمكن لفرط أهميته أن يكون سبباً في مضاعفة الفاتورة أربعة أضعاف!). إذن هناك زيادة 556 ك. و. س عن الرقم الحقيقي المسجل لدي والذي أنا ـ محسوبكم المقر بخطئه والمعترف بخطاياه ـ متأكد منه كما أنا متأكد من اسمي. ولكن كل هذا غير مهم, فالمهم الآن هو أن فاتورتي لتلك الدورة ـ بعد إضافة الرسوم الخمس نجوم طبعاً ـ هي بحدود اثنا عشر ألف ليرة سورية, وهذا يعني أمرين اثنين لا ثالث لهما: يعني أولاً أنني بالدليل القاطع وبالتجربة الأكيدة مواطن غير رشيد وغير "مرشّد". ويعني ثانياً ـ وهنا بيت القصيد ـ أن فاتورتي أكبر من فاتورة السيد الوزير آنف الذكر أعلاه بأربعة أو خمسة أضعاف (حسب الرقم 2500 ـ 3000 ليرة سورية) وهنا يصح تماماً القول: مواطن يساوي أربعة.. خمسة.. وزراء!.
والحمد للـه.. الحمد للـه .... أنه لا يساوي أكثر!.

الجمل


   

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...