نازحوا صيدا وجزين والبقاع الأوسط

أعلن رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري ان الإحصاءات الإجمالية لأعداد النازحين من الجنوب الى صيدا حتى صباح امس بلغ اكثر من 30 الف مهجر في المدينة وحدها عدا الذين توافدوا الى محيطها وشرقي صيدا، اما في جزين فوصل عدد المهجرين اليها .4500 ولفت الى ان 7 ? منهم مسنون، و30 ? أطفال، و6 ? يعانون أمراضا مزمنة، و2 ? حوامل، و0.5 يعانون من إعاقات. وتساءل البزري عن سبب غياب المساعدات الخارجية من الجمعيات الدولية او المؤسسات الأهلية وخصوصا الصليب الاحمر الدولي، الذي لم نسمع عنه او نراه حتى هذه اللحظة.
كلام البزري جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في بلدية صيدا وخصصه للحديث عما تقدمه صيدا ومحيطها وشرقها للمهجرين وقال لقد وضعت المدينة نفسها بحالة تأهب واستنفار من أجل استيعاب الأعداد المتزايدة، كما تم تأليف لجنة متابعة تنسيق أنشطة الإغاثة، وتأمين المواد التموينية والمحروقات فضلاً عن الاهتمام بالصحة والاستشفاء والاعلام وتلقي المساعدات والحفاظ على استمرارية جميع المؤسسات الحيوية وإبقائها عاملة تلبيةً لاحتياجات المواطنين والاهالي النازحين وعقد اجتماعات مع أصحاب محطات المحروقات ومستودعات الغاز والمستشفيات وبائعي ومستوردي المواد التموينية إضافة إلى رابطة الأطباء ومديري المصارف.
ولفت البزري الى ما توجهه أعمال اغاثة النازحين من عقبات، من بينها: ضرب الطرقات وتدمير الجسور وعزلها عن العاصمة. وقصف محطات المحروقات ومخازن مواد غذائية وصعوبة الوصول إلى العديد منها. النقص الشديد في بعض مستلزمات الايواء للنازحين خصوصاً لناحية الفرش. وتأخر أو عدم وصول المساعدات من وزارات الخدمات ومن الهيئة العليا للإغاثة وعدم وضع آلية مناسبة لأعمال الهيئة في المناطق. مشيرا الى عدم وصول اية مساعدات مالية باستثناء هيئة المساعدات السويدية والنروجية التي قدمت مساعدات غذائية سريعة بقيمة 24 مليون ليرة لبنانية، وقال انه تمت حتى اليوم 5 ولادات بين النازحين. فضلاً عن وجود أكثر من 70 إمرأة حاملا.
من جهتها تابعت مؤسسة الحريري بإشراف رئيستها النائب بهية الحريري أعمال الاغاثة في منطقتي صيدا وجزين وذلك بتقديم المساعدات العينية لهم، ووضعت بتصرفهم فريقاً من جهاز المتطوعين لتلبية الخدمات الأساسية سيما الجانبين الانساني والصحي وقد بلغ عدد الحصص التموينية التي قامت المؤسسة بتوزيعها حتى أمس الخميس 7000 حصة و3000 شرشف و2000 فرشة توزعت على النازحين في صيدا وجزين بالاضافة الى حوالي 47.700 وجبة غذائية بين فطور وغداء وعشاء.
وكشف رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين سعيد بوعقل ان المساعدات الغذائية المتوفرة في جزين لاغاثة 4500 مهجر كافية لمدة يومين فقط مناشدا تأمين 2000 فرشة لان اعدادا من النازحين ينامون على البلاط وان المنازل والمدارس ضاقت بالمهجرين مشيرا الى ان جزين لم يعد باستطاعتها تحمل اية اعباء اضافية ولم يعد هناك اي مكان شاغر فيها خصوصا بعد استحداث مركزين في عين مجدلين وصيدون واعلن عن تشكيل لجنة طوارىء لادارة هذه الازمة برعاية البلدية وبمشاركة كاهن رعية جزين ورئيس دير مار انطونيوس. وكان نائب جزين سمير عازار قد تفقد مراكز المهجرين في جزين وقضائها.

كما تفاقمت مشكلة النازحين في البقاع الأوسط وترافقت مع موجة تهجير بفعل القصف الصهيوني اليومي على قرى وبلدات البقاع الاوسط.
وتتأزم المشكلة مع العجز عن التواصل مع القرى والمدن وغياب أجهزة الدولة وخاصة الهيئة العليا للاغاثة و تعذر عبور قوافل المساعدات العربية التي بدأت بالوصول الى الحدود اللبنانية السورية لفقان الغطاء او الضمانات الدولية.
وتكتظ المدارس الرسمية والخاصة بالنازحين. وتعاني مراكز الايواء من نقص في الادوية والمؤن الغذائية والفرش.
تقول الهام عبدالله النازحة من بلدة الخيام مع ذويها: هربنا أولاً من الضاحية إلى الخيام، إلى بيتنا، ومن ثم هربنا إلى زحلة وأتينا إلى دار الصداقة مع عائلاتنا والأطفال. نتمنى فقط أن يتوقف إطلاق النار وكل شيء يهون، مستعدون أن نعيش على الطرقات لا يهم، المهم أن تقف النار. شعرنا بالأمان في زحلة وبين أهلها.
ويتمنى الطفلان حسن عبد الله وكارين: إن تخلص الحرب بلبنان ويكون عنّا حرية نعيش ويكون في سلام. أما محمد عبدالله فيقول: معي بطاقة معوّق وأحتاج شهرياً إلى أكثر من مئة ألف ليرة أدوية، وكذلك زوجتي. نحن في مأساة حقيقية وفي الذل والتشرد. كيف يمكن أن نعيش وإلى أين نهرب؟.
نديم كركي النازح من الكرك الى دار الصداقة يربط نزوحه بقصف الطريق العام والشاحنات عليها. إضافة إلى ذلك فهناك سكان منتمون إلى حزب الله وصور وأعلام، ويبدو أن القصف لا يميز، لذا هربنا مع العائلة إلى دار الصداقة ونأمل العودة بسلامة.
مدير دار الصداقة الاب عبدو رعد اشار الى مشكلة نقص الادوية نحاول أن نساعد بما نملك من إمكانيات لأننا نعرف الصعوبة الكبرى المستجدة. حاولنا التفتيش عن بعض الأدوية مثل MAG 2 فلم نجد ولم تستطع هيئات الإغاثة تلبية طلبنا. نأمل ألاّ تطول الحال قبل نفاد ما لدينا من طعام.
و بلغت التهجير من قرى العرقوب بلغت 95 ? فالآلاف قصدوا حاصبيا ومرج الزهور والبقاع وهم يعيشون في حالة مأساوية بعدما تأخر وصول المساعدات بسبب قطع الطرقات واستهداف الطيران المعادي لشاحنات التموين. ومن بلدة كفرشوبا مثلاً هجر الجميع وبقي فقط عجوزان هما محمد عبدالله خبيز 80 عاماً وإسماعيل حسن اللقيس 90 عاماً وفي حلتا بقي 5 عجزة، في الهبارية بقيت 7 عائلات، في كفرحمام 3 عائلات وفي راشيا الفخار بقي عدة افراد وفي شبعا صمد الأهالي ونسبة التهجير لا تتعدى ال50 ? فقط.
مهجرو العرقوب توزعوا بين سوق الخان مرج الزهور حاصبيا أبو قمحة والبقاع. آخر إحصاء أجرته اللجنة المكلفة برعاية المهجرين في حاصبيا أشار الى حوالي 1600 مهجر لجأوا الى المدارس والى مراكز بعض الجمعيات الإنسانية وتتكثف في حاصبيا أعمال الإغاثة والمساعدة التي تصطدم بقطع الطرقات. ويشير وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي الدكتور أكرم أبو عمر الى أن الحزب نشر 120 عنصراً يتناوبون على مدار الساعة في تقديم كل ما يحتاجه المهجر وقد استحدثت في مركز الحزب عيادة تستقبل المرضى وتقدم الأدوية مجاناً ويتم توزيع الفرش والبطانيات حسب لوائح أعدها الحزب وتشمل أفراد كل عائلة ومكان تواجدها.
مكتب النائب أنور الخليل شكل فريق عمل لتقديم المساعدة ويعمل على تخصيص وجبات طعام لحوالي 300 عائلة ويقدم الأدوية المزمنة والضرورية لأكثر من 400 حالة ووزع كميات من الطحين ويحاول المكتب إيصال 1000 فراش من الأسفنج مقدمة من الهيئة العليا للأغاثة لمنطقة حاصبيا ومرجعيون لا تزال متوقفة في راشيا بسبب خوف الشاحنات من تعرضها للقصف وإنقطاع بعض الطرقات.
إقليم الخروب 
وتعيش  المنطقة  حالا من الخوف والارباك بفعل تحليق الطائرات الإسرائيلية المتواصل ليلا نهارا في سماء المنطقة ونتيجة استمرار الغارات الاسرائليلة وقصف البوارج للمرافق والجسور فيما تحولت إلى ملجأ للنازحين من الجنوب والضاحية عبر احدى الطرقات الفرعية الموصلة للإقليم.
وفي الوقت عينه تعاني المنطقة من انقطاع للتيار الكهربائي لليوم الخامس على التوالي وهذا الأمر يترك انعكاسات سلبية كبيرة على العديد من المؤسسات الغذائية والمستشفيات والمرافق. وما يزيد من تفاقم الأوضاع ان المستشفيات والمؤسسات باتت مهددة بالتوقف عن العمل لعدم توفر المازوت لتشغيل المولدات الكهربائية.
وتبدو الحركة في قرى وبلدات الاقليم معدومة كليا على طريق البلدات الساحلية التي تركها معظم سكانها بفعل الغارات. وأما على طرقات بلدات الوسط فيسجل حركة خفيفة وإقفال لمعظم المحال والمؤسسات، فيما تقتصر الحركة صعودا على قوافل النازحين من الجنوب الذين يعبرون الاقليم عبر احدى الطرقات الفرعية.
والملفت ان السيارات القادمة من الجنوب تضع المناديل والشارات البيضاء بشكل لافت لتكون علامة واضحة للطائرات لعدم استهدافها.
النبطية
ومن النبطية و الهدوء الذي عرفته المنطقة نهار أمس لم يحل دون استمرار الكثير من المواطنين في النزوح إلى مناطق صيدا وبيروت وجبل لبنان والأماكن البعيدة. وذكرت بعض المصادر أن نسبة النازحين من الأهالي وصلت إلى 70 في المئة، لا سيما مع تردي الأوضاع المعيشية والخدماتية والاجتماعية وإقفال الأفران والمحال والمؤسسات التجارية والصيدليات وانقطاع المحروقات، في حين تواصل الانقطاع في التيار الكهربائي ومياه الشفة والأعطال الهاتفية وفقدان المواد التموينية والغذائية، وعدم توفر المساعدات الغذائية والتموينية التي لم يصل منها سوى القليل إلى المنطقة، فيما لجأ المئات من المواطنين إلى عدد من المدارس الرسمية والخاصة في المنطقة المزودة بالملاجئ والقاعات الأرضية لا سيما في مدينة النبطية لشعورهم بالأمان فيها.
بعلبك
أصدرت هيئة الاغاثة في البقاع بيانا بينت فيه الخسائر والاضرار التي وقعت خلال العدوان الاسرائيلي واشارت الى تدمير 300 منزل تدميرا كاملا والحاق أضرار بحوالى الف منزل وتدمير خمس محطات بنزين وعشرين جسرا وعبارة و مسمكتين والحاق خسائر بخمس مزارع للمواشي.
واشارت الهيئة في بيانها الى تشكيل 12 فريق انقاذ مختصا ومجهزا بآليات وجرافات مهمته الانقاذ الفوري وانتشال الجثث والمصابين من تحت الانقاض وفتح الطرقات. وكذلك تجهيز 22 طاقم دفاع مدني موزعين على كل المحاور من الهرمل حتى شتورة. والتنسيق بين مستشفيات المنطقة (15 مستشفى) وتشكيل 15 فريق عمل ميدانيا لرعاية المصابين والمهجرين ومتابعة اوضاعهم في المستشفيات واماكن سكنهم. ولجان في القرى والبلدات وتم استقبال 3921 عائلة (12030 شخصا) قادمة من بيروت والجنوب تم توزيعهم على المنطقة.

المصدر: السفير