نشيد عشتار
إليان مسعد: النشيد قديم جداً، وهو موجود في كتاب قديم وباطني يدعى كتاب الرعد أو باليونانية القديمة Pistis Sophia وهو كتاب غنوصي النزعة مما يدلّ على أنه كتاب سوري لأن الغنوصية "المعرفة العليا" حركة فلسفية روحية نشأت في سوريا قبل وبعد المسيحية، ودخلت مع اليهود والديانة اليهودية في حرب طويلة، وأعلنت أن المسيحية ديانة سورية
ومن أكبر وجوه الغنوصية السورية في القرن الأول بعد المسيحية المفكر السوري الكبير (مارقيان) الذي نبذ اليهودية واعتبرها خطأً شنيعاً، وأن "يهوه" أفسد الخليقة بشرائعه.
في هذا الكتاب تدعى عشتار "صوفيا"، أي الحكمة.
ونجد في نص النشيد صورة المرأة السورية المؤلّهة كما رسمتها الكتابات القديمة الدينية والفلسفية السورية، والتي تجمع في ذاتها كل المتناقضات وتجعلها واحدة ومتماثلة. يعني كل شيء يحتوي على نقيضه وهو توأمه في الوقت ذاته، فيكون أجدادنا السوريون أهل الهلال لخصيب- سوريا الطبيعية وما بين النهرين/ العراق- أول من ابتكر الجدلية والديالكتيك في الفلسفة. حيث كلّ يناقض الآخر ويماثله في الوقت نفسه ليكتمل، وهي فكرة فلسفية نعثر على أصولها في نصّ سومري قديم، الألف الثالث ق.م، يقول إن كل شئ على الأرض له ما يقابله في السماء وبالعكس.
ونص النشيد مدوّن بلغة باطنية خفية ككل النصوص السورية الغنوصية، وعباراته حافلة بالرموز والدلالات الغامضة، لذلك ففي النفوذ إلى مراميه صعوبة لا تُنكر.
النص على لسان عشتار :
أنا الأولى وانا الأخيرة
أنا المكرّمة و انا الذليلة
أنا البغي وأنا المقدسة
أنا الزوجة وأنا البكر
أنا الأمّ وأنا البنت
أنا العاقر و أولادي كثيرون
يحتفلون بعرسي ولا زوج لي
أنا العروس وأنا العريس
زوجي وضعني وأنا أمّ أبي
وأنا أخت زوجي وابني هو زوجي.
أنا المعرفة وأنا الجهل
أنا العار والخزي
أنا القوية وأنا الضعيفة
أنا الحرب وأنا السلام
أنا الغريبة وأنا أهل البيت
أنا أكون وانا لا أكون
القريبون مني لم يعرفوني
عندما أكون بالقرب منكم فأنا بعيدة
وعندما أكون بعيدة عنكم فأنا قريبة منكم
أنا النزول وصعود سوى إليّ
أنا القصاص وأنا المغفرة
أنا الذنب وأنا جذر الخطيئة
أنا الحكمة وأنا المعرفة
أنا الأمّ المصطفاة التي لم تعرف السقطة
وأنا الحكمة التي سقطت
أنا العقل وأنا الكلمة وأنا الصمت وأنا الصوت
وحدي أكون ولا أحد يحكم عليّ.
إضافة تعليق جديد