نيويورك تايمز: تعاظم نفوذ دعاة التطرف الممولين من السعودية مع بداية الأزمة السورية
لا يقتصر دور بعض الدول الخليجية في دعم الإرهاب وتطوير أدواته، ونشر الفكر الوهابي في المنطقة وحسب، بل يتعداه إلى أي منطقة في العالم والشواهد على ذلك كثيرة، كما أن نفوذ الدعاة المتطرفين الذين يحصلون على تمويلهم من النظام السعودي وصل إلى ذروته بعد أن بدأت الأزمة في سورية حيث كثف هؤلاء الدعاة عملهم لجذب مئات من الشبان وإرسالهم من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية.
هذا ما أكدته الكاتبة في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية كارلوتا غال من أن أنظمة خليجية عدة، على رأسها النظام السعودي، حولت كوسوفو إلى معقل للإرهاب والتطرف، من خلال إنشائها شبكات سرية ومؤسسات تتخذ من الأعمال الخيرية غطاء لها، بهدف نشر الفكر الوهابي المتطرف سواء داخل هذا البلد أو في أنحاء أوروبا، وفق ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
وأوضحت غال، في تقرير نشرته الصحيفة، أن النظام السعودي وغيره من الأنظمة الخليجية عملوا على ضخ ملايين الدولارات وتمويل دعاة وشبكات سرية، بعضها يعمل تحت ستار المراكز الدينية أو المساجد أو الجمعيات الخيرية، من أجل جذب الشباب في كوسوفو، وحرفهم إلى التطرف، وتحويلهم إلى إرهابيين ثم نشرهم في أنحاء العالم لارتكاب جرائم مروعة.
وأشارت غال إلى أن النظام السعودي وحلفاءه، حولوا كوسوفو إلى منبع للإرهاب ومصنع لتجنيد الإرهابيين والمتطرفين، بعلم ومساعدة الولايات المتحدة، لافتة إلى أن نفوذ الدعاة المتطرفين الذين يحصلون على تمويلهم من هذا النظام وصل إلى ذروته بعد أن بدأت الأزمة في سورية حيث كثف هؤلاء الدعاة عملهم لجذب مئات من الشبان وإرسالهم من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية.
وأوضحت غال أن بعض هؤلاء الأشخاص المتطرفين مثل الداعية زكريا كاظمي، الذي صدر بحقه مؤخراً حكما بالسجن لمدة 10 سنوات، تمكنوا من تنظيم معسكرات صيفية لأتباعهم الإرهابيين.
وذكرت بعض التقارير أن دولاً خليجية وعلى رأسها السعودية وقطر تضخ سنوياً مليون يورو من أجل تعزيز مواقع المتطرفين في كوسوفو.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من 314 شخصاً غادروا كوسوفو وانضموا إلى تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، ويعد هذا الرقم الأكبر في أوروبا من حيث نسبته إلى عدد السكان.
ويعتبر النظام السعودي الداعم والناشر الأساسي للفكر الوهابي المتطرف الذي يقوم عليه تنظيم داعش والتنظيمات التكفيرية الأخرى، وهو استثمر وفق العديد من التقارير على مدى العقود الماضية أكثر من عشرة مليارات دولار في مؤسسات خيرية مزعومة في محاولة لنشر الإيديولوجيا الوهابية التي تتسم بالتعصب والتطرف والقسوة.
وكالات
إضافة تعليق جديد