هجوم يهز قلب واشنطن: 13 قتيلاً

17-09-2013

هجوم يهز قلب واشنطن: 13 قتيلاً

اهتز الأمن الأميركي بقوة امس. فإذا كان الاميركيون يشهدون حوادث إطلاق نار جماعية متكررة، إلا ان تعرض «قاعدة واشنطن البحرية»، وهي مقر قيادة الانظمة التابعة لسلاح البحرية في العاصمة واشنطن، لهجوم مسلح، ليس حادثا عاديا، خصوصا انه أدى الى مقتل 13 شخصاً، وعلى مسافة كيلومترات قليلة من البيت الابيض والكونغرس.
وعلى الرغم من الغموض الذي اكتنف الكثير من تفاصيل الهجوم حتى ساعة متأخرة من الليل، وتضارب الأنباء حوله، خصوصا هوية المهاجم ــ أو المهاجمين - وأهدافه، وكيفية تنفيذ العملية التي استمرت تفاصيلها تتوالى طوال ساعات، إلا انه يعكس درجة عالية من التخطيط. طوافة تنقل قناصة للانتشار على أسطح أحد أبنية القاعدة في واشنطن أمس (أ ف ب)
وفي وقت قد يطرح الهجوم على المقر العسكري الذي يعتبر من بين أهم خمسة مقار بحرية في الولايات المتحدة، العديد من الأسئلة في الأيام المقبلة، فاتحا المجال أمام مروحة من الاحتمالات حول أهدافه وطبيعته، فإنّ من بين العناصر اللافتة للانتباه هي أن الهجوم جاء بعد أقل من ثلاثة أسابيع على إصدار حكم بحق الطبيب المجند في الجيش الأميركي نضال حسن بالإعدام لقتله 13 شخصاً في «قاعدة فورت هود» العسكرية في تكساس في العام 2009.
وفي أول تعليق للرئاسة الأميركية، قال باراك أوباما، في بداية كلمة تتعلق بالأزمة المالية: «اليوم نواجه حالة إطلاق نار جماعي أخرى وقعت في منشأة عسكرية أخرى في عاصمتنا»، مضيفاً «إنهم (العسكريين) يعرفون مخاطر الخدمة في الخارج، ولكن اليوم فإنهم يواجهون العنف الذي لم يكونوا ليتصوروه هنا في الوطن»، مندداً بالعمل «الجبان».
ومع مرور الوقت، كانت الأنباء تتضارب حول أعداد قتلى وجرحى الحادثة، التي وقعت عند الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي، الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت غرينتش، وعلى بعد خمسة كيلومترات من البيت الأبيض، وبالتالي القريبة من مبنى الكونغرس الأميركي.
وفي وقت متأخر من ليل أمس، أعلن عمدة واشنطن فنسنت غراي أنّ «13 قتيلاً بينهم المسلح هم حصيلة الهجوم على القاعدة»، فيما تردد أن المهاجم يدعى آرون أليكسس، وهو من أصول أفريقية، ويعتقد أنه يبلغ من العمر 34 عاما.
وكانت قائدة شرطة واشنطن كاثي لانيير قد قالت في وقت سابق إن «12 شخصا قتلوا في إطلاق النار في مقر البحرية في واشنطن بينهم المهاجم»، مضيفة أن «الدافع وراء الحادث غير معلوم».
وتابعت لانيير «ربما لدينا شخصان آخران أطلقا النار ولم يتم تحديد مكانهما حتى الآن»، مشيرة إلى أن هذا الأمر يثير «قلقا كبيرا لدينا». وأضافت أن أحد الرجلين الفارين هو أبيض يرتدي زيا كاكي اللون وقبعة وكان مزودا بسلاح صغير وشوهد للمرة الأخيرة في الساعة 8,58، موضحة أن الآخر رجل أسود في الخمسينيات من عمره كان مزوداً «بسلاح طويل» ويرتدي زيا أخضر. وأوردت قائدة الشرطة «ليس لدينا أي معلومة تتيح لنا القول إن هذين الشخصين هما عسكريان».
وفيما أكد مسؤول في البحرية الأميركية أن واحدا على الأقل ممن أطلقوا النار قتل، أضاف أن أكثر من مسلح شاركوا في الهجوم، دون تأكيد عدد الثلاثة.
ويعود مبنى مقر البحرية إلى القرن الثامن عشر وهو أقدم منشأة تابعة للبحرية. ويضم متحفا ومقر إقامة رئيس العمليات البحرية الأميرال جوناتان غرينارت، وهو مسؤول عن تصميم وبناء وصيانة السفن الحربية والغواصات، ويعمل بداخل «المبنى 197»، الذي وقع فيه الهجوم، حوالي ثلاثة آلاف شخص، وفقاً لخريطة نشرتها «واشنطن بوست».
وبعيد وقوع الهجوم، تم تطويق المنطقة كما سدت المنافذ إلى المدارس الواقعة في المحيط وحظر دخول أو خروج أي شخص. وحلقت طوافات فوق المنطقة حيث كانت سيارات الشرطة والإسعاف تجوب المكان، بينما قامت سفن بدوريات في نهر اناكوستيا القريب. وتمركز شرطيون وجنود عند كل مفترق طرق. وفي الصباح، شـــوهدت طوافـــة للشـــرطة مرات عدة ينزل منها شرطـــيون ثم يصعــد آخــرون بمساعدة سلـــة منطاد مربــوطة بكابــل.
وفي وقت لاحق، أشار مسؤول اتحادي الى أن فريقاً من مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية، يضم حوالي 20 شخصاً، تم إرساله إلى الموقع، وهو المكتب نفسه الذي ساعد الشرطة في وقت سابق على كشف هوية منفذ تفجيرات بوسطن الشيشاني جوهر تسارناييف.
وبرغم أن الأمر يتعلق على الأرجح بـ«حادث معزول»، كما قال عمدة واشنطن فنسنت غراي، في أول تعليقاته، فإن مقر وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون عزز تدابيره الأمنية على سبيل «الاحتياط»، وفق ما أعلنه المتحدث باسمه جورج ليتل. كما تم إيقاف الرحلات، لفترة قصيرة، في «مطار رونالد ريغن» الواقـع على بعـــد كيلومـــترات قليلة من مكان الحـــادثة.
وحول وقائع الحادثة، قالت إحدى اللواتي يعملن في المقر باتريسيا يارد إنها سمعت ثلاث طلقات نارية تبعها أربع بعد توقف لفترة بسيطة، مضيفة أنّ «الجميع كان في حالة هلع ويحاولون معرفة أي مخرج يجب أن يسلكوا». وتابعت أنّ «رجال الأمن كانوا يطلــبون من النــاس أن يركــضوا».
في المقابل، وصف شهود آخرون وقائع الحادثة بطريقة مغايرة، حيث قالوا إنّ مسلحاً كان يطلق النار من طابق علوي على الكافيتيريا في المبنى، وأضاف آخرون أنّ مسلحاً يرتدي ثياباً زرقاء اللون كان يطلق النار في أحد الممرات في طابق آخر.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...