هل الجامعة تعلم الحب أيضاً؟

04-10-2006

هل الجامعة تعلم الحب أيضاً؟

الجامعة واحدة من حيث الأماكن التي يلتقي بها الشبان والشابات بشكل طبيعي وحميمي.. فسن الدراسة الجامعية هو سن تأمين المستقبل والتحصيل العلمي من جهة وسن تأجج العواطف والرغبات والبحث عن رفيق الدرب من جهة أخرى.

تتأرجح العلاقات العاطفية بين الفتيان والفتيات في جامعة تشرين بين الأبيض والأسود بدرجات كثيرة التفاوت تعكس التربية البيتية والبيئة الاجتماعية السليمة.‏

فبينما نجد الحب الطاهر النقي الذي يتطلع إلى الزواج نتيجة الوعي المكتسب من الحياة والتربية الصحيحة نرى آخرين من الطرفين ينفثون عن عقدهم باللعب بعواطف الآخرين, حيث يغلب على علاقات هؤلاء أنها غير ناضجة فهي من الناحية السلوكية تتصف بالاستعراضية, وتبدو أقرب إلى سلوك المراهقة, ومن الناحية النفسية تكشف عن اعتلال نفسي ولا تتمتع بالصحة التي ينبغي أن تتصف بها العلاقات العاطفية في مرحلة الشباب, كما يتواجد في الوسط الجامعي في تشرين حالات من العلاقات العاطفية المدانة والمنافية للأخلاق أو أنها ناجمة عن تعميم خاطىء من حالات محدودة لعلاقات عاطفية غير سليمة.‏

وللوقوف على واقع العلاقات العاطفية في جامعة تشرين كانت لنا لقاءات عدة. وصف عينة منها أن العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي ذات أساس سليم وناجحة كون أطرافها في سن مناسبة وذوي سوية ثقافية متقاربة, ويرون أن الحرم الجامعي حقل خصب لكثير من العلاقات الإنسانية الراقية التي تتنوع بين الاحترام المتبادل والصداقة والثقة والحب والذي عموماً ما تنتهي بالزواج.. نبدأ بقصة رائعة وهادئة تعبر عن حب اتقد من النظرة الأولى بين ماهر وسهيلة حيث أحسا بشيء غريب بينهما عندما التقيا بالجامعة وشعرا بأن الله خلقهما لبعضهما وبرغم كل الظروف القاسية استمر هذا الحب وأثمر فتاتين جميلتين (شمس وهيفاء), وأكد ماهر وسهيلة أن الحب الصادق يجب أن يحمل ضمنه معاني كثيرة منها الصداقة.. ويتساءلا كيف يمكن لحبيبين ألا يكونا صديقين بنفس الوقت يتبادلان الأفكار والمشاعر والأخبار عن حياتهما اليومية وأن يكون لهما الأصدقاء المشتركون وأن يكون كل واحد منهما ملجأ آمناً للآخر.. قد يختلف ماهر وسهيلة أحياناً لكنهما تعاهدا ألا يمضي ليل وهما في حالة زعل, وما زالا محافظين على ذلك العهد منذ عشرين سنة.‏

وأوضحت آراء أخرى أن واقع العلاقات العاطفية في تشرين سلبي وفيه ثلاثة أوجه هي: ضعف النضج العاطفي ومفسدة للأخلاق والوجه الثالث الطمع المادي في الآخر.‏

فالطالب ح.خ الذي تربى في بيئة ريفية لا تعرف إلا البساطة والصدق والعفوية عندما التقى بفتاة من المدينة لا تعرف إلا العبث والانتقال من غصن لآخر.. فكانت السبب في تحويله من طالب متفوق في كلية الطب إلى خريج عيادات نفسية.. وآل بها الزمن إلى الخطيئة..!!‏

والطالبة م.ق التي أحبت بكل جوارحها زميلاً لها.. وتركها في ذروة عواطفها تقاتل القدر الذي جمعها به.. ونتساءل بأي ذنب قتلت.‏

أما رائد فهو طالب من دولة غنية مجاورة لا عمل له إلا رواية بطولاته وكيف أنه يصطاد الفتيات بإغرائهن بالمال والهدايا الثمينة ليحصل على ما يريد ثم يرميهن كما فضلات الطعام.‏

مع اعترافنا بحق هؤلاء الشباب من الجنسين بالتعارف والترافق والتحابب إلا أننا لابد أن ندين تلك المظاهر والمناظر التي تخدش الحياء في الزوايا المظلمة, وخلف أبنية جامعة تشرين وتحت الأشجار, حيث إن البعض لا يقيم للعادات والتقاليد أي اعتبار ولا يحترم الحرم الجامعي بالإضافة إلى غياب الرقابة الجامعية أو عدم وجود فقرة في قانون الجامعات تدين هذه التصرفات.‏

لذلك لابد للأهل من توعية أبنائهم وتثقيفهم أخلاقياً وعدم حصر هؤلاء بزوايا التعصب والتزمت الأخلاقي, والإكثار من النشاطات الثقافية والفنية الهادفة, واستثمارها بالترويج لما ينبغي أن تتصف به العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي, من حيث الإخلاص والمسؤولية والنضج, وتصحيح المفاهيم المشوهة والتصرفات السلبية.‏

لمى يوسف

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...