هل تتحول مديرية المسارح الى هيئة عامة؟

الجمل- أحمد الخليل:    بعد يوم فقط من صدور مرسوم تحويل دار الاسد للثقافة والفنون الى هيئة عامة، عقدت ادارة مديرية المسارح الجديدة اجتماعا موسعا في مسرح القباني ظهر يوم ( 26-12-2006 ) لمناقشة مشروع تحويل مديرية المسارح الى هيئة عامة أسوة بدار الاسد ضمن مشروع كبير تخطط له وزارة الثقافة لتحويل أغلب مديرياتها الى هيئات عامة (تصريح وزير الثقافة) سانا وكلنا شركاء.
ا وزعت مسودة المشروع موظفات المديرية الانيقات المنتشرات في أروقة القباني على الحضور (ممثلون ومخرجون مسرحيون ومهتمون وصحفيون..)
أدار الاجتماع فؤاد بلاط المستشار الاعلامي لوزير الثقافة وجلس بجانبه على المنصة كل من هشام كفارنة مدير المسرح القومي وبسام ديوب مدير المسارح والموسيقا وجيانا عيد رئيسة مكتب الدراما في نقابة الفنانين ود.حنان قصاب حسن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية والفنان صباح فخري كممثل عن الموسيقيين في سورية ومدير الشؤون القانونية في الوزارة احسان حريب.
جلسة مناقشة المشروع تحولت الى نقاش عام عن المسرح وهمومه وأزمته خاصة في سياق تبدل الادارات خلال السنوات الست الاخيرة وتعمق الازمة واستعصائها على الحل، فهل الازمة أزمة مدراء أم أزمة أنظمة وقوانين معيقة أم أزمة ثقافة بشكل عام مرتبطة بتأزم عام يشمل جميع المؤسسات ؟
الكل يعرف الجواب لكن لا أحد يعرف السؤال!!
طالبت د.حنان قصاب حسن بتأسيس مسرح قومي خاص بالشباب حتى لايتسول شباب المسرح الفرص الابداعية على أبواب المراكز الثقافية الاجنبية.
جيانا عيد تحارب العولمة
جيانا عيد أبدت سعادتها بهذا اللقاء معتبرة بأن هناك (هارموني) بين الموجودين على المنصة وفي الصالة، وتساءلت عن سبب تأخر وصول المشروع (الهيئة) اليها لكي تشبعه درسا وقراءة، وتمنت لو أن وزير الثقافة حضر هذا الاجتماع كونه فنانا وانسانا ذو تجربة ابداعية مهمة، كما قرظت فؤاد بلاط كأول الداعمين لخريجي المعهد المسرحي.
وانتقدت عيد انتشار ثقافة الالغاء في البلد فكل واحد يريد الغاء الآخر ، وأكدت على غياب مفهوم الثقافة  حيث اعتقدت أن الندوة هي لمناقشة سبل تفعيل دور الثقافة، التي هي سلاح العصر لمحاربة العولمة وعرجت على عدة أمور كورقة مطروحة للنقاش منها: مفهوم الاختلاف وعدم الغاء الآخر، احترام جهد الآخرين والاحترام الهرمي، الثقافة والارتواء من مختلف المعارف لدعم الوطن والابتعاد عن الذاتي والشخصي حيث سادت المصالح الشخصية في المؤسسات الثقافية وتحولت الى مزارع للبعض، وركزت عيد على دور المؤسسة في تقييم (اعمالنا) معتبرة أن نقابة الفنانين كمؤسسة هي الناظم لكل المهن الابداعية وعلينا اعادة الاعتبار لدورها واحترامها فلا بد من ناظم للفنان في عمله، منتقدة عدم احترام البعض لهذه المؤسسة تحت عنوان الديمقراطية، وطالبت عيد باعطاء مساحة كبيرة للمبدع للمشاركة في القرار وابداء الرأي والحوار، وانتقدت منح أهمية زائدة لحملة شهادات الدكتوراه وتسلمهم مهمات قيادية وكأن من لا يحمل شهادة عالية تنتفي عنه صفة الابداع ..
وطالبت عيد خلال مداخلتها المسهبة بالحد من البيروقراطية المتحفية التي لاتنسجم مع روح العصر، مؤكدة على دور السياحة في نشر الثقافة فالسياحة حسب عيد لاتعني الفنادق والمطاعم فقط، وطالبت جميع الفنانين بمساعدة النقابة لتفعيل دورها المهني وابعاد الاميين عنها ووضع منهج عمل وذهنية مختلفة لخلق التطوير الحقيقي ....
ارتباك المدير الجديد
رحب مدير المسارح الجديد بالموجودين قائلا بأنه خريج حقوق!! ومنذ تسلمه ادارة المسارح وجد الكثير من الهموم والمشاكل والتخبط الاداري وبعدم وجود التوثيق للعاملين والمسرحيين في المديرية، فعندما أقول اسم فنان يعني اسمه فلان الاب وزارة الثقافة الام مديرية المسارح وتحدث بشكل مقتضب عن مشاكل المديرية ودعا الى التشاركية في ادارة المسارح وتشكيل اللجان...وقال أنا لاأريد تنظير!
حديث المدير الجديد بدا مرتبكا مشتتا وكأنه زج نفسه في معركة هو سلفا مهزوم فيها لذلك لم يذكر اسم مديرية المسارح بشكل صحيح على الاطلاق فمرة يقول مديرية الموسيقا ومرة يقول المديرية العامة للمسارح ومرة يذكر المديرية العامة للاثار ...
نضال السيجري والتفكير بصوت عال
تحدث نضال سيجري بجرأة عن ايجابيات وسلبيات الهيئة وتساءل هل الهيئة ستكون خدمية أم ربحية وكيف سيكون الدخول الى العروض وسعر البطاقة وأجور الممثلين خاصة وأن الاجور حاليا مضحكة فحلقة تلفزيونية واحدة أهم من عمل سنة بالمسرح وجل ما أخشاه أن تصبح هيئة المسارح مثل التلفزيون سبعة آلاف موظف يعمل منهم مئات فقط.
وتمنى سيجري لو حضر الاجتماع الوزراء السابقون واللاحقون والمدراء السابقون واللاحقون أيضا كما في بلدان أخرى، نحن عندنا المبدأهو أنا ومن بعدي الطوفان، وحمّل نضال الحكومة مسؤلية الالية التي يتم بها انتقاء المدراء والوزراء  وكيفية توريط الحكومة للمسؤولين بمناصب لايعرفون كيف يغادرونها وبعضهم يعتبر منصبه الى الابد، وعرج نضال على طرفة (تليفون من فوق) قائلا أتحدى أحد يقول لي من هو صاحب التليفون من فوق وطالب نضال بألا يبقى المدير أكثر من أربع سنوات في منصبه بدون تمديد كما طالب بعدم تجديد المدراء لفرش مكاتبهم ودهانها وتحدث عن الايفاد وضعف مبالغه فقال نحن نخجل أمام الوفود العربية فنحن لانستطيع حتى شرب نسكافه ونبدو كالشحادين في الفنادق ورغم ذلك دائما ينال المسرحيون السوريون جوائز أكثر من الجميع.
البلخي والصدأ
الممثل بهاء البلخي قال بأنه تخرج عام 1983 وأصبح بعد هذه المدة كالصحن الصدىء لانه بدون عمل والمخرجون يأتون بممثلين من الشارع ويقدمون أعمال هابطة...
واعتبر البلخي أن مرسوم الهيئة جاهز وهذا الاجتماع مضيعة للوقت وكل الكلام سيذهب هباء منثورا
الفنان عمر حجو للحكومة (حلوا عنا)
طالب عمر حجو بأن يكون لدينا مدير عام واحد وعدة موظفين في الديوان فقط كما طالب بوقف الضرائب (ضرائب المسكرات والملح والملاهي) المهم الان أن تحل عنا الحكومة ويتركوا شباك التذاكر لنا وذكر حجو مثال أنه في أحد العروض أرسله دريد لحام الى وزير المالية من أجل مسألة الاعفاء فأعفانا وزير المالية من الضرائب أربعين يوما فقط.
الفنانة مها الصالح تمنت ألا تتحول الهيئة لمؤسسة اقتصادية.
صباح فخري تساءل من المسؤول عنا كوسيقيين طالبا انشاء دائرة خاصة بالموسيقا لكي تعنى بخريجي المعهد العالي للموسيقا فلايتحولوا للعمل في المواخير الليلية.
مدير الجلسة فؤاد بلاط قال المشكلة أن السوريين يعرفون مالا يريدون لكن لا يعرفون أبدا مايريدون.
منصور السلطي اعتبر أن الامور معدة سلفا ولا حاجة للنقاش
رمزي شقير صرخ قائلا (ياأخي خصخصوها لوزارة الثقافة وخلصونا بقى) هل نحن في دولة اشتراكية؟!.
بلا ط أجاب شقير: يا أخي أنت قفزت في خيالك كثيرا لا أحد من القطاع الخاص يستطيع انشاء مسارح..
دريد لحام فشة خلق
الفنان دريد لحام اعتبر أن الاجتماعات هي فشة خلق فقط واقترح اختيار خمسة أشخاص من الموجودين ليدرسوا المشروع ويقدموا تصورهم وتعديلاتهم فنحن ندرس بناء السقف قبل دراسة الاساسات، ونتساءل هل مهمة الهيئة رعاية الحركة المسرحية أم انتاج عروض مسرحية! وقال لو أن المديرية اكتفت بالرعاية لكان الان المسرح بألف خير حيث ألغت المديرية الجميع وحولت الفن الى وظيفة.
مدير قومي حلب أسامة السيد يوسف قال: نحن نعرف مشاكلنا ولن نتوصل لحل أبدا. نريد لجنة تجول علينا لتعرف احتياجاتنا ليس لنا علاقة بمشاكل الادارة والى أية وزارة تتبع..
د.حنان قصاب حسن اعترضت على مسألة توظيف الممثل وقالت لايوجد أية دولة في العالم توظف الممثل لانه بذلك يتكاسل واقترحت صيغة العقود مع الفرق المسرحية مما يؤدي لالتزام الممثل بالعمل وعدم هروبه من العرض كما أن توظيف الممثلين يأتي على حساب ميزانية العروض.
مشادة كلامية
ثم بدأت مشادة كلامية بين بهاء البلخي وفؤاد بلاط كون البلخي نهض ليتكلم من جديد وأجلسه بلاط بحزم.
اعترضت جيانا عيد على مصطلح مسرح الشباب فالشباب حالة موجودة دائما والمسألة مسألة أجيال فقط ودعت الى احترام الاجيال السابقة .
فائق عرقسوسي حدد أزمة المسرح بالقوانين والانظنة النافذة.
الشاب أسامة حلال انتقد المهرجان الاخير نافيا عنه صفة الشباب داعيا الى تخصيص دائرة أو أي مديرية للمسرحيين الشباب كما انتقد عدم حضور المسؤولين العروض المسرحية، واعتبر حلال أن أهم العروض هي عروض الشباب، الامر الذي استفز جيانا عيد معتبرة كلامه الغاء للاخرين، بينما رد هشام كفارنة على حلال بأن كلامه غير موثق ولا يعتمد ثبوتيات ومجرد مشاكسة فكثير من العروض في المهرجان كانت لشباب كما أنه شرح ماذا يعنى مسرح شباب مبديا اعتراضه على المصطلح ..
موسى أسود عارض اقتراح دريد لحام (اختيار لجنة خماسية) وطالب الجميع بقراءة المشروع وقال أسود إننا نعيش مأزقا حضاريا وتساءل أسود متى يتحقق المجتمع المدني، ووعده فؤاد بلاط بتحقيقه في بداية عام 2007 .
بعد انفضاض الاجتماع أكمل بعض الفنانين مناقشة مشروع الهيئة في مقهى الروضة ومنهم (فايز قزق- قاسم ملحو- ماهر صليبي- مأمون الخطيب- أسامة حلال- بهاء البلخي- منصور السلطي- رشاد كوكش- أحمد الخليل ...
وسننشر التعديلات المقترحة من قبل المجموعة لاحقا.    

الجمل