واشنطن قلقة بشأن السنيورة و عرب يتوسطون لانهاء حصار السراي

02-12-2006

واشنطن قلقة بشأن السنيورة و عرب يتوسطون لانهاء حصار السراي

أعربت الإدارة الأميركية عن قلقها الشديد إزاء التظاهرة الضخمة التي نظمتها أحزاب وقوى المعارضة اللبنانية في بيروت أمس.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، توم كايسي، في إيجازه الصحافي: «سنراقب تلك الأحداث عن كثب، ونحن جد قلقين من أن حزب الله وحلفاءه يتلقون الدعم من سوريا والحكومة الإيرانية ويواصلون العمل لزعزعة استقرار لبنان». وأضاف أن «التظاهرات تهدف إلى إطاحة الحكومة اللبنانية الشرعية المنتخبة ديموقراطياً، والتهديد باستخدام العنف والتخويف لا يعتبر آلية ديموقراطية أو دستورية لتغيير الحكومة، ونحن ملتزمون مواصلة دعم حكومة فؤاد السنيورة وفريقه، في الوقت الذي نبني فيه سيادة لبنان عن طريق تطبيق القرارات الدولية 1701 و 1559».
ورأى كايسي أنه «في ضوء اغتيال الوزير بيار الجميل، هناك نمط وجهود تبذل لتخويف كل القوى المتحالفة مع الحكومة اللبنانية».
ومازال وسط ابيروت يغص بأعداد كبيرة من أنصار المعارضة اللبنانية الذين توافدوا بمئات الآلاف للتظاهر والاعتصام تلبية لدعوات قيادة المعارضة بهدف الضغط لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
 وقد توافد المعتصمون من مناطق مختلفة من البلاد حاملين الأعلام اللبنانية فقط استجابة لمطلب قوى المعارضة. كما رددوا هتافات تطالب برحيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. ورافق هذا التجمع انتشار كثيف للجيش اللبناني والقوى الأمنية.
 وقد نصب المعتصمون خيما على طريقين يؤديان إلى السراي الحكومي مقر رئيس الوزراء اللبناني. الذي يمكث فيه إضافة إلى السنيورة عدد من الوزراء.
 وبدأ الاعتصام بتظاهرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من أنصار المعارضة. وبدأ كلمات التنديد بالحكومة زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشيل عون الذي دعا الحكومة اللبنانية في كلمته إلى الاستقالة تلبية لمصلحة الشعب الذي قال إنه خرج اليوم للتعبير عن استيائه من أداء الحكومة.
وقال عون إن تيار المعارضة لا يسعى للإطاحة بالحكومة من أجل الاستئثار بها. وأضاف أن الحكومة الحالية تسعى إلى تصادم بين القوى السياسية اللبنانية, مشددا على أن السنيورة يجب أن يستقيل من أجل أن يأتي بدله "سني آخر أكثر قدرة ومعرفة بنسيج الشعب اللبناني". كما قال عون إن الحكومة أصبحت غير دستورية وفاقدة للشرعية, مشيرا إلى أن خرق الدستور يعتبر مخالفة تحيل صاحبها
إلى القضاء. وشن عون هجوما لاذعا على محطات تلفزة لم يسمها, قائلا إن "لديها عدادات طائفية تقدم إحصاءات دقيقة لأعداد ونسب الطوائف في لبنان".وفي ختام كلمته دعا عون المتظاهرين -الذين كانوا يهتفون بحماس كبير- إلى الاستمرار بالاعتصام الذي قال إنه سيكون مفتوحا حتى الإطاحة بحكومة السنيورة.
من جانبه قال وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديمقراطي، إن فريق 14 آذار والحكومة سيواجهان قرار المعارضة بالاعتصام والمظاهرات بكل هدوء.
 وأشار إلى أن الأزمة الحالية في لبنان لا تحل إلا عن طريق الحوار. وجدد رفض ما وصفها بالوصاية السورية الإيرانية على لبنان, مشيرا إلى أن السلاح لا يزال يدخل إلى لبنان عبر الحدود السورية.
كما جدّد النائب الحريري اتهامه الرئيس السوري بشار الأسد بـ“تعطيل المحكمة الدولية بإعطائه الأوامر الى الرئيس لحود، وقصف طاولة الحوار بعد ثلاثة أيام من انعقادها في محاولة منه لإحداث انقلاب سياسي في لبنان”، وقال إن عدد المتظاهرين “تراوح ما بين 200 و300 ألف، تذكّروا بيروت المقاومة فجأة”، وأكد أن السنيورة “لن يسقط، مهما فعلوا”، موجّهاً رسالة إلى “حزب الله” مفادها: “كفاكم دفع فواتير في دفاعكم عن قتلة الحريري”.
 وقد عبر المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون عن قلق الولايات المتحدة بشأن المظاهرات التي نظمتها قوى المعارضة لأنها جزء مما وصفه بالانقلاب المدبر من قبل سوريا وإيران ضد الحكومة اللبنانية.
وقد جاء رد فعل قوى السلطة من خلال قراءة لافتة للحشد واعتباره أقل مما كان متوقعاً وحصره بالشيعة دون غيرهم، والسعي إلى استنفار له بعده الطائفي لحماية السرايا الحكومية بعدما وضعت خيم أمام الطريق المؤدية إليه، متوسطاً قيادات عربية ودولية بينها ملكا السعودية والأردن وقوى أخرى تدخلت لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقائد الجيش العماد ميشال سليمان.وتلقى بري اتصالات من الرئيس السنيورة والنائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط والسفير السعودي عبد العزيز خوجة الذين تمنوا عليه التدخل لرفع ما سمّوه “الحصار” لأنه لا ينسجم مع الشعارات السلمية لتحرك المعارضة، وقيل إن بعض أركان الاكثرية لوّح باللجوء الى تحرك مضاد احتجاجاً على هذا الحصار. وعلى الاثر اتصل بري بقيادة الجيش وببعض أركان المعارضة واللجان المكلفة تنظيم التحرك الشعبي ورُفعت الخيم من الطرق المؤدية الى السرايا الحكومية. وكان بري قد تلقى أيضاً رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك الذي “تمنى بذل أقصى الجهود لاحتواء الأزمة السياسية القائمة”.
وبرغم كل الكلام عن تواصل وخلافه، فإن المصادر المتابعة نفت علمها بحل قريب، وقالت إن التوسط المصري والسعودي يركز على سحب المتظاهرين من الشارع ووقف التحرك الشعبي والعودة الى طاولة الحوار مع وعد بإقناع فريق السلطة بالتنازل في ما خص تركيبة الحكومة، بينما ردت المعارضة بأنها لم تعد تنتظر حلولاً من هذا النوع وأنها تحمّل السلطة ومن يدعمها من الخارج مسؤولية ما يجري في لبنان.
 وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف فقال إن بلاده تراقب بقلق الوضع المتوتر في لبنان. ودافع إيفانوف عن موقف روسيا بشأن عدم مشاركتها في قوات حفظ السلام الموجودة على الأراضي اللبنانية.
 من ناحية أخرى أدى مفتي لبنان صلاة الجمعة في السراي الحكومي تأكيدا لدعمه حكومة السنيورة.
وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قد أكد تحديه للمعارضة، وقال إنها لن تنجح في تحقيق هدفها من خلال اللجوء إلى الشارع, وشدد على أن تهديدات المعارضة "لن تردع حكومته ولن ترهبها المناورات والإنذارات".
وحذر السنيورة مما سماها محاولات الانقلاب على النظام الديمقراطي في لبنان وحكومته الشرعية، وأكد أن "لبنان لن يقبل أي صورة من صور الإخلال بالأمن العام وبالنظام أو أن تتعرض المرافق الخاصة والعامة للانتهاك". كما رفض السنيورة ما أسماه تحويل لبنان إلى منطق الدويلات ضمن الدولة.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وجه خطابا الخميس دعا فيه إلى بدء احتجاجات سلمية لإسقاط حكومة فؤاد السنيورة التي وصفها بالعاجزة.

 


المصدر: الأخبار+ الجزيرة +وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...