وفد عربي الى نيويورك وجيش لبناني الى الجنوب
الجمل :قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن أعضاء مجلس الأمن الدولي "توصلوا على ما يبدو إلى اتفاق" بشأن مشروع قرار لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان منذ قرابة الشهر.
ولم يدل الوزير بتفاصيل أخرى عن الاتفاق، لكنه توقع في تصريحات للصحفيين قبيل مغادرته برلين في مهمة إلى الشرق الأوسط بأن يتم التصويت على القرار خلال هذا الأسبوع.
وكانت الحكومة اللبنانية قد قررت عقب انتهاء أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يوم أمس الاثنين في بيروت ، إرسال 15 ألف جندي من الجيش إلى الجنوب مع انسحاب القوات الإسرائيلية منه .ونقل مراسل الجزيرة في بيروت عن مسؤول في حزب الله موافقة الحزب على هذا القرار.
ويأمل أن يسهم القرار الذي اتخذ بالإجماع في تمهيد السبيل لادخال تعديلات على مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي لوقف فوري لإطلاق النار.
واستدعى الجيش اللبناني قوات الاحتياط قبل الانتشار المحتمل بالجنوب حيث يقاتل نحو عشرة آلاف جندي إسرائيلي مقاتلي المقاومة الإسلامية. ولم يتضح على الفور عدد افراد الاحتياط الذين تم استدعاؤهم في لبنان لكن دورهم سيتمثل في بسط سيادة الدولة في جنوب البلاد بما يتماشى مع قرار لمجلس الامن الدولي وليس محاربة إسرائيل.
وقال وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي في بيان للحكومة ، أن الحكومة تؤكد على استعدادها لإرسال قوة من الجيش اللبناني قوامها 15 ألف جندي للانتشار في جنوب لبنان مع انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق الحدودي. وأشار البيان إلى أن الجيش مستعد أيضا لطلب مساعدة قوة حفظ سلام معززة تابعة للأمم المتحدة في لبنان.ولم يصرح العريضي بما إذا كان حزب الله سينسحب من المناطق الحدودية وأضاف أنه لن يكشف عن أي خطوات مستقبلية. غير أنه قال إن الجيش سيكون وحده في الجنوب.
وفي الوقت الذي لم تعلق فيه إسرائيل رسميا على مشروع القرار قال مسؤول حكومي كبير ووسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل استقبلته بالترحاب لأسباب من بينها أنه يسمح ببقاء قواتها في جنوب لبنان لحين وصول قوة دولية لتولي السيطرة.
وأعربت الدول العربية من خلال اجتماع وزراء الخارجية في بيروت عن دعمها للمطالب اللبنانية بتعديل القرار الأممي التي رفضته لبنان وأطراف إقليمية أخرى باعتبارها متحيزا لإسرائيل ولا يعالج الأزمة القائمة من جذورها.وسافر وفد عربي رفيع المستوى الى نيويورك للمشاركة في جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء لبحث المشروع المتعلق بلبنان.وقال سفير قطر لدى الأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر -الذي تمثل بلاده حاليا المجموعة العربية في مجلس الأمن- إن الوفد العربي سيقدم بعض الأفكار والمقترحات للحصول على مشروع متوازن يلبي المطالب اللبنانية.
ويتكون الوفد العربي من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وقال رئيس الوزراء اللبناني في مؤتمر صحفي عقب انتهاء الاجتماع إن الوفد العربي سيتصل بجميع أعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لعرض موقف الدول العربية وبحث التطورات المرتبطة بذلك.وأشار السنيورة إلى أن الوفد سيوجه رسالة إلى مجلس الأمن وتحذيرا من مغبة اتخاذ قرار بحلول غير قابلة للتنفيذ وتعقد الوضع على الأرض ولا تأخذ بالاعتبار مصالح لبنان ووحدته التي عبر عنها برنامج النقاط السبع، وسينبه إلى تداعيات ذلك على دول المنطقة.وإلى جانب الدعم العربي أكدت منظمة المؤتمر الإسلامي على دعمها القوي للموقف اللبناني المطالب بتعديل المشروع المقدم لمجلس الأمن
وقال السنيورة إن اجتماع الوزراء العرب كان ناجحا ومكن لبنان من الحصول على دعم عربي. وخلال ذلك الاجتماع طالب السنيورة العرب بتحمل المسؤولية، والوقوف إلى جانب لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وقال وهو يجهش بالبكاء في كلمة عاطفية في افتتاح اجتماع بيروت، إن عروبة لبنان "عروبة الاختيار والانتماء والالتزام" غير مشروطة وليست إكراها، مؤكدا أن من واجب العرب دعم لبنان.وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أن بلده بحاجة إلى دعم عربي قوي لمؤازرته اقتصاديا لإعادة الإعمار، وسياسيا ودبلوماسيا كي لا تتكرر "الاعتداءات والتدخلات والوصايات والابتزازات".وفي هذا الإطار دعا السنيورة الوزراء العرب إلى دعم تنفيذ مبادرته المكونة من سبع نقاط لوقف إطلاق النار والتي قال إنها حازت إجماعا لبنانيا
من جانبها طلبت فرنسا من الولايات المتحدة تأجيل عرض مشروع القرار المشترك المتعلق بلبنان على مجلس الأمن الدولي حتى يتم إدخال "بعض التعديلات" عليه بعد أن رفضه لبنان وطالب بتعديله.وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إن بلاده طلبت تأجيل التصويت على المشروع التي تقدمت به إلى جانب الولايات المتحدة من أجل إنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان. وكان مقررا أن يقدم المشروع للتصويت في وقت لاحق من أمس الأثنين.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن من بين التعديلات التي يتوقع أن يتم إدخالها المطالبة بانسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني.و أعرب لبنان عن ارتياحه لهذا التحرك باعتباره خطوة ستسمح بإفساح المجال لبلورة الاتصالات الجارية من أجل التوصل إلى قرار يأخذ بعين الاعتبار المطالب اللبنانية التي يعتبرها مجلس الوزراء اللبناني منسجمة مع الشرعية والقرارات الدولية.
إلا أن الرئيس الأميركي جورج بوش قال في مؤتمر صحفي في تكساس إنه يريد صدور قرار من مجلس الأمن بشأن لبنان في أقرب وقت ممكن.لكن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أشارت في نفس المؤتمر إلى أن هناك رغبة في "الانتظار قليلا" لتجاوز الاعتراضات اللبنانية والإسرائيلية.
ويدعو مشروع القرار إلى "وقف كامل للأعمال الحربية يقوم أساسا على وقف فوري لجميع هجمات حزب الله وجميع العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل, واحترام الخط الأزرق بصرامة ودعم وقف إطلاق نار دائم وحل دائم".
ولا يدعو المشروع إسرائيل إلى الانسحاب من جنوب لبنان, كما يطالب بتسليم الجنديين الإسرائيليين بلا شروط دون ذكر للأسرى اللبنانيين, كما لا يتحدث إلا لماما عن المهجرين اللبنانيين.
الجمل ـ وكالات
إضافة تعليق جديد