40 ألف ليرة حاجة الأسرة السورية بالعيد

16-07-2015

40 ألف ليرة حاجة الأسرة السورية بالعيد

مع حلول عيد الفطر المبارك يستمر المواطن السوري بسياسة شد الحزام، مع اختلاف درجات التقشف على مدى الأعياد السابقة خلال سنوات الأزمة التي ساهمت بتغير النمط الاستهلاكي للأسرة السورية بشكل عام، ليصبح قائماً على شراء الضروريات بعد صرف المدخرات والتعامل مع الرواتب والأجور بحذر شديد.
 استطلعنا أحوال الناس في الأسواق للتعرف على متوسط إنفاق الأسرة خلال أيام العيد الثلاثة، حيث تبين أن إنفاق أسرة سورية تتألف من خمسة أفراد يقدر بحوالي 40 ألف ل.س وسطياً، مع وجود حالات أدنى وأعلى ولكن الحديث هنا عن مؤشر وسطي، حيث يتركز إنفاق الأسرة على شراء الألبسة للأطفال بشكل رئيس والحلويات للضيافة.
التباين في الإنفاق يعود لاختلاف الأسواق التي تشتري منها الأسرة، فقسم من الأسر أشارت إلى أنها لجأت لشراء الألبسة من أسواق البالة، وشراء المكونات الرئيسية لصناعة الحلويات المنزلية، وذلك بهدف تخفيف مصاريف العيد، لكون ألبسة البالة أرخص نوعاً ما من الألبسة الجديدة، والحلويات المنزلية أوفر من شراء الحلويات الجاهزة التي ارتفعت أسعارها بنسبة 25%، في حين حاولت أسر أخرى الشراء من أسواق الألبسة الجديدة والحلويات الجاهزة ولكن ضمن حدود تتناسب مع الإمكانات، فشراء بنطال جديد وقميص لطفل يكلف بين 5 الآلاف ل.س إلى 10 الآلاف ل.س، وأي كيلو غرام من الحلويات لا يقل سعره عن ألفي ل.س.
كما أجمعت أغلبية الأسر التي استطلعت أراؤها بأن مصاريف شهر رمضان الكريم كانت مرتفعة وأثرت فيما يمكن إنفاقه خلال عيد الفطر، إضافة إلى أن القسم الأكبر من العائلات السورية تنتظر عيد الأضحى للإنفاق خلاله بشكل أكبر والاستمتاع بعطلته لكونها أطول.
وبين الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية أن الظرف الذي مر به القطر للعام الخامس له انعكاسه على الواقع المعيشي للمواطن، فمن حصار اقتصادي جائر فرض على القطر إلى انخفاض للقيمة الشرائية لدخل الفرد، وصولاً إلى الارتفاع الكبير لأسعار السلع، وخاصة أن عيد الفطر يأتي بعد شهر من المعروف أنه يرتفع إنفاق الأسرة خلاله، إضافة إلى أنه هذا العام يتصادف مرور العيد مع انقضاء نصف الشهر وكما هو معروف يرافقه انخفاض في المبلغ المتبقي لدى الأسرة من الراتب.
وأشار فضلية إلى أن هذه الظروف ينعكس أثرها على جميع المجالات، ويعمل المواطن على مواءمة أموره وفق حالته المادية، حتى إنه يمكن أن تتجلى في أبسط مثال على الانخفاض في حجم وكم رسائل المعايدة التي يتم تبادلها بين الموطنين مقارنة بالماضي، وبرأيه أن العيد لدى البالغين وبسبب الأزمة التي يمر بها القطر لا يتجاوز كونه يوم عطلة عادياً، يمكن أن يتخلله زيارات معايدة للمقربين جداً، في حين أنه من الممكن أن يمر ببعض مظاهره على الأطفال.
وبينّت نتائج جولتنا أن قسماً من الأسر السورية تعتمد على أكثر من مصدر للدخل مع وجود أكثر من عامل ضمنها، بالإضافة إلى اعتماد عديد من الأسر على الحوالات المالية الخارجية التي ترد إليها من أبناء لها أو أقارب في دول الجوار أو دول أوروبية، حيث تسعى العائلات إلى استلامها قبل فترة العيد لتسد بها النقص في الإنفاق لتحضيرات العيد، وأصبح من المتعارف عليه ازدياد الازدحام على مكاتب الحوالات الخارجية قبل فترة العيد بأسبوع تقريباً.
وللأسف الشديد أظهرت نتائج الجولة أن العيد لا يمر على العديد من الأسر السورية التي تعيش حالة تقشف شديد، وتعتبر العيد خسارة إضافية لها كون رب الأسرة يتوقف عن العمل خلال العيد، خصوصاً من يعمل في المهن الحرة أو الفعالة والبائعين الجوالين أو على البسطات وغيرها من المهن التي تتوقف خلال العيد، وفي المقلب الأخر هناك الأسر التي تنتفخ جيوبها قبل العيد بأيام ومنهم أصحاب المحلات التجارية والحلويات وغيرها من السلع المطلوبة خلال العيد.

علي محمود سليمان- محمد راكان مصطفى

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...