4600 إصابة في حماة وعائلات كاملة مصابة باللاشمانيا

عدة قرى في ريف مصياف الشرقي والجنوبي في محافظة حماة بؤرة لانتشار مرض اللايشمانيا وحسب رأي سكان تلك القرى فإن هذه الآفة منتشرة منذ أكثر من عشر سنوات وتصيب عدداً ليس بالقليل, ولاسيما الأطفال, لا بل يصاب بها أفراد الأسرة بالكامل.مشكلة بيئية تتمثل في افتقار تلك القرى إلى خطوط ومصبات للصرف الصحي, كما أن انتشار ظاهرة تربية الحيوانات في المنازل وعدم التقيد بأسس ومعايير فنية وعلمية صحيحة ما يشكل بيئة حاضنة لانتقال المرض, إضافة إلى تراكم روث الحيوانات وأكوام القمامة قرب التجمعات السكنية, كلها عوامل تزيد من انتشار اللايشمانيا وأمراض أخرى.

تسرب إلى مياه الآبار
يقول أحمد درويش من سكان قرية خان جلميدون: تصل نسبة الإصابات بداء اللايشمانيا إلى حوالى 60% من سكان القرية وتوجد عائلات مصابة بشكل كلي به ولم تعد تفيد أي طريقة لحل هذه المشكلة إلا بتنفيذ شبكات للصرف الصحي, ويقول صالح العبد من قرية دير الصليب: إن هذا الداء ازداد انتشاره في السنوات القليلة الماضية ليصل عدد الإصابات إلى حوالي 300 إصابة, كما تؤكد السيدة فاطمة وهي من سكان قرية الهزانة أن الجور الفنية الموجودة في القرية باتت مشكلة لدى الأهالي, لكونها تحتاج إلى شفط كل شهرين أو ثلاثة وهي مكلفة بالنسبة لنا ناهيك بالروائح الكريهة التي تفوح منها من حين لآخر, وأصبح من الضروري إيصال شبكة الصرف الصحي إلى القرية.رؤساء البلديات في تلك القرى بعضهم يقول إن مشاريع الصرف الصحي دخلت في خطة الموازنة العامة والبعض الآخر يقول إن شبكات الصرف الصحي لا يمكن تنفيذها لعدم وجود مخطط تنظيمي للقرية وكل له مبرراته.
حلول مؤقتة 
مدير المنطقة الصحية في مصياف الدكتور معد الشوباصي تحدث لنا عن انتشار مرض اللايشمانيا في منطقة مصياف وقال: مرض اللايشمانيا مرض مزمن بامتياز ويجب أن تتضافر جهود عدة وزارات لمكافحة انتشار المرض بدءاً من وزارة الإدارة المحلية والبيئة -وزارة الصحة -الزراعة– البلديات.. والمشكلة الأساسية هي في البنية التحتية لعدد من القرى التي تفتقر لوجود شبكات الصرف الصحي واعتمادها على الجور الفنية ناهيك بوجود مكبات القمامة وتراكم الروث وتنتشر أكثر في قرى دير الصليب- كفر عقيد -المحروسة -سيغاتا -ناحية جب رملة – أصيلة.. وهذه تعد بؤراً لوجود المرض.وقال د. الشوباصي: سيتم توزيع ناموسيات للمصابين وقمنا بتحضير 3000 ناموسية لتوزيعها وتوجد خطة لرش المبيدات بالتعاون بين مديرية الصحة والإدارة المحلية ومجلس مدينة مصياف.
761 إصابة في مصياف
وأضاف: أما بالنسبة للعلاج فهو مجاني وفي معظم المراكز التي توجد فيها إصابات وفي مركز المنطقة يوجد علاج بالآزوت السائل وعلاج موضعي وحقن عضلي من 15- 20 يوماً وذلك حسب الحالة. وكشف مدير المنطقة الصحية عن وجود 761 إصابة في منطقة مصياف موزعة على عدة قرى منها: مصياف 409 إصابات – المحروسة 108 – كفر عقيد 102 – أصيلة 48 – دير الصليب 39 وإصابات متفرقة في قرى بلين وربعو.. مبيناً أن عدد الإصابات للعام الحالي لم يشهد زيادة كبيرة على العام الماضي.رئيس مركز اللايشمانيا في حماة باسل إبراهيم في تصريح سابق له كشف عن وجود 4600 إصابة في حماه خلال العام الحالي, وعزا تزايد هذه الإصابات إلى الأسباب ذاتها التي تم ذكرها إضافة إلى توافد عدد كبير من المواطنين إلى محافظة حماه من المحافظات الأخرى, كما يوجد 46 مركزاً لمعالجة اللايشمانيا و23 مركزاً تشخيصياً والعلاج مجاني ومتوافر في كل المراكز.
مشاريع قيد التنفيذ 
المهندس وحيد اليوسف مدير الشركة العامة للصرف الصحي في حماة أكد لتشرين أن مشاريع كثيرة يتم تنفيذها في المحافظة منها مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي في مصياف بتكلفة 2,5 مليار ل.س ومشروع الصرف الصحي في دير الصليب بتكلفة 200 مليون ل.س وتم البدء به في الشهر الرابع من العام الحالي, ومشروع معرين الصليب بتكلفة أيضاً 200 مليون ل.س وتم البدء بتنفيذه منذ عشرة أيام ومشاريع أخرى في كل من بلدة الحريف وبيت الوادي وشيحة مصياف – الزاملية –وتنفذ على محور حرمل كاف الحبش –محور إقليمي حرمل بيت عتق. وفي منطقة الغاب هناك أربعة مشاريع بتكلفة 550 مليون ل.س ومحطة معالجة في نهر البارد -عين الكروم, وفي منطقة سلمية أيضاً محطة معالجة في تلدرة –تل التوت.وأضاف مدير الشركة أن وتيرة العمل بهذه المشاريع المذكورة تسير بشكل جيد وتتم متابعتها بشكل يومي حتى يتم الانتهاء من تنفيذها.أخيراً.. نأمل أن تكون تلك المشاريع بداية الحل لكل المشكلات الصحية والتلوث البيئي والتي عانت منها تلك المناطق على مستوى المحافظة وعلى مدى سنوات طويلة, وألا تتوقف تلك المشاريع لما لها من أهمية كبيرة في خلق بيئة نظيفة إضافة إلى أثرها الكبير في الصحة العامة.

تشرين