61 سورياً يحكمون مجلس الذهب العالمي
عقّب أحد الصاغة على الارتفاع الكبير لسعر الذهب بالقول: كنت أريد ان اتزوج مرة ثانية، فأصبحت الان اريد بيع نصف زوجتي... فنصف الزوجة كما يرى هو ما تملك من ذهب!! وهذا ما يؤكده بطريقة اخرى رئيس جمعية الصاغة بدمشق الذي اوضح ان 90% من الموجودات الذهبية في سورية هي باعناق النساء وفي المنازل والباقي وقدره 10% موجود لدى الصاغة..
كثيرون يرون ان ارتفاع سعر الذهب سيكون فال حسن للصاغة وبعبارة اكثر صراحة هم من يستفيد من الارتفاع انما الواقع يشير الى غير ذلك ولعدة اسباب فالوضع القائم حاليا في سوق الذهب بدمشق يشير الى اقبال واسع على بيع المصوغات الذهبية للصاغة ويقدر جورجي صارجي رئيس الجمعية هذا الاقبال بنحو 90% من عمليات السوق فيما لا تتعدى عمليات بيع الصاغة على 10% وهي تنحصر في الظروف الطارئة فقط، معتبرا ان حالة الركود هذه ستتعمق اكثر مع استمرار الذهب بالارتفاع عالميا وهناك العديد من الورش توقفت عن العمل جراء هذا الظرف.
ويجمع الصاغة على ان الوضع الحالي للذهب عالمياً واوضاعه داخليا سيجعل من صناعة الذهب تتراجع تدريجياً لتخسر زبائنها من الدول العربية فليس هناك عاقل سيستمر في التصنيع فيما السوق تعاني من حالة ركود ويعتبر صارجي ان الحل الضروري والعاجل هو السماح بالتصدير فهناك اسواق خارجية تأثرت بارتفاع اسعار الذهب انما تملك سيولة مالية كبيرة وبالتالي فهي مستمرة في اقتناء الذهب لا سيما ذلك المصنوع بعناية وابداع كالذهب السوري الذي يمكن ان يتحول فعلا الى داعم اساسي للاقتصاد الوطني ومصدر دخل للمواطن السوري.
وذكر صارجي ان معظم الاسواق الناشطة في المنطقة يقودها حرفيون من سورية، لا بل أن مجلس الذهب العالمي يضم في قائمته التي تضم 100 عضو نحو 61 عضواً سورياً يعملون خارج القطر منهم في دول الخليج والولايات المتحدة والباقي في الدول الاوروبية، اي ان منح الصاغة الحرية في العمل مع مراعاة المصلحة العامة يعني مزيدا من الازدهار لهذه الصناعة والمحافظة عليها داخل الوطن.
وفي سياق الحديث عن مجلس الذهب العالمي فقد وجهت الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق كتاباً الى السيد رئيس مجلس الوزراء تطلب فيه الموافقة على تشكيل مجلس الذهب العربي السوري واقامة نقابة الصياغ بدلا من الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق اذ ان عدد المنتسبين للجمعية وغير المنتسبين يبلغ 4300 حرفي وعدد المنتسبين وغير المنتسبين في باقي الجمعيات في المحافظات هو 15 الف حرفي.
وحول اسباب ارتفاع سعر الذهب عالميا قال صارجي: ان السبب الرئيسي عائد الى المضاربات الكبيرة التي جعلت الكثير من الصاغة في بعض الدول يفلسون وهذه المضاربات كانت نتيجة الكميات الكبيرة من الذهب «المكشوفة» والتي يتعامل بها الحرفي دون ان تكون له، حيث انه يستجر كميات من الذهب من المصارف مقابل وديعة بالدولار تساوي ثمن الكمية مضافا اليها نسبة 20% ويتم طلب التغطية كلما ارتفع سعر الذهب حتى اذا ما ارتفع فوق 20% طلب من الصائغ شراء الذهب وتسديد ثمنه..
والعملية مستمرة طالما الصائغ يسدد فائدة استخدام الذهب البالغة1.5% فيما المصرف يمنحه نحو 4% فائدة على حساب الدولار الذي اودعه الصائغ مقابل استجرار كمية من الذهب وتوقع ان يستمر ارتفاع الذهب خلال الفترة القريبة القادمة مذكرا بما حدث اواخر السبعينيات عندما ارتفع الذهب ليصل الى 850 دولاراً للاونصة ثم انخفض فيما بعد الى نحو 270 دولاراً.
وقال صارجي انه تلقى تجاوبا مهما مؤخرا حيال مطالبهم المتضمنة السماح بالتصدير الحر وحل مشكلة المعارض عبر الموافقة للصاغة الاشترك بالمعارض والسماح لهم ايضا باستيراد الذهب غير السوري للاضطلاع على الموديلات الخارجية مع مرور هذه البضائع الى مقر الجمعية لاخذ العيار ودمغها واخذ ضريبة الجمارك وضريبة الرسم الاستهلاكي الكمالي والموافقة على صك المسكوكات الذهبية بدلا من تهريبها.
زياد غصن
المصدر : تشرين
إضافة تعليق جديد