74 شهيداً في مدفن جماعي بصور
أقيمت في مدينة صور امس مراسم دفن 74 شهيدا سقطوا خلال العدوان الاسرائيلي ونقلوا الى مستشفى صور الحكومي، في مكان محاذ لثكنة بنوا بركات في المدينة، في مقابر جماعية حفرتها آليات تابعة للجيش. وأم مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين الصلاة على الجثامين. وبعد الصلاة، حمل ضباط وعناصر اللواء الثاني عشر الجثامين على الاكف، ووضعوها في شاحنات تابعة للجيش ساروا بها الى مكان الدفن حيث ووريت في الثرى. وكان موظفو وأطباء وممرضو مستشفى صور الحكومي وكشافة الرسالة الاسلامية والدفاع المدني، وضعوا جثامين الشهداء في نعوش خشبية على كل منها اسم موثوق للشهيد ورقمه. وبينما كان أهالي عشرة شهداء كانوا تسلموا جثامين أقاربهم من مستشفى صور الحكومي، هناك نحو عشرين جثة لشهداء مجهولي الهوية بسبب التشوه الشديد الذي لحق بها، والمستشفى سيحتفظ بهذه الجثث في براداته إضافة إلى جثث شهداء آخرين طلب ذووهم من المستشفى عدم دفنها حتى يتمكنون من أخذهم ودفنهم.
وقبل دفن الشهداء، جلست آمال بزيع (29 عاما) على الارض قرب شاحنتين كبيرتين مبردتين تكدست فيهما جثث أكثر من مئة شهيد وبين يديها مصحف تتلو من آياته على روح اخواتها الثلاث ووالديها وأبناء عمها الخمسة الذين قتلوا في الغارات الاسرائيلية. وقالت آمال الناجية الوحيدة من مجزرة حصدت 22 شخصا من عائلة واحدة في قرية
زبقين في ثاني أيام الحرب الاسرائيلية وهي تنتحب : هنا سأواري في الثرى ثمانية من أفراد عائلتي مشيرة إلى الباحة التي تحولت إلى مقبرة جماعية.
وقالت آمال :غادرت القرية الى قرية مجاورة. تركت أفراد العائلة مجتمعين في منزل عمي الذي دمره صاروخ اسرائيلي الساعة العاشرة صباحا كما روى لها الجيران.
وأجهش الاطفال بالبكاء فيما دقت نساء بأيديهن على الشاحنتين، وهز رجال رؤوسهم يأسا وهم يتمتمون بأدعية غير مسموعة.
ولفت كل جثة بكيس أبيض من النيلون علقت على طرفه ورقة تحمل اسم الشخص واسم بلدته وتاريخ استشهاده. وقالت بهية غنام (45 سنة) بصوت مرتجف :حصد صاروخ اسرائيلي واحد 18 شهيدا من أفراد عائلتي وعائلة جيراننا من آل عبد الله.
وأضافت: شقيقتي وزوجها وأولادها الثلاثة كانوا من بين ركاب سيارة بيك آب أحرقها الصاروخ وهي تحاول الهروب من قريتنا مروحين الى صور. وأسندت بهية رأسها بيديها، ونظرت الى السماء، وروت كيف أصرت على رؤية الجثث قبل وضعها في البراد. اولاد شقيقتها الذين تتراوح أعمارهم بين اربع وسبع سنوات فقدوا نصفهم الاسفل ولم تتمكن من التعرف على جثة شقيقتها الصغرى بين الجثث الاخرى المحروقة. وأضافت بغضب: ستبقى حسرة في قلبي انهم لن يدفنوا في قريتنا.
وقال كامل عبد الله (35 عاما) الذي استشهدت زوجته الحامل وأطفاله الخمسة ووالده في هجوم جوي على قرية مروحين الحدودية: دمر الله إسرائيل.
وأضاف :الأحوال لا تسمح لي بتسلمهم الآن.. لذا سأتركهم هنا. وكان ينظر إلى جثث أسرته بينما كانت توضع في قبر مؤقت.
وقالت سمر غانم (40 عاما) التي استشهد أخو زوجها وأطفاله الخمسة في مروحين: لقد ضحينا من أجل المقاومة. وافقنا على الدفن المؤقت لأنه ليس بوسعنا نقلهم إلى القرية. ليس لدينا من خيار آخر
المصدر: السفير- وكالات
إضافة تعليق جديد