المخالفات المرورية موضة صارخة وعقدة المواطن في دمشق
لكل امرئ أو شيء من اسمه نصيب، ولا تخرج عن هذه القاعدة مديرية أو فرع المرور، وإن كان حديثنا هنا يتصل بفرع المرور بدمشق فكأن كل سكان العاصمة يمرون من خلاله، فنوافذ دفع المخالفات قصة تُحكى، وأساليب تسجيل المخالفات أساطير تسجل، وعلى حد قول أحد المواطنين: «لم يتبق نمرة إلا ودخلت في اختصاص المرور باستثناء نمرة البنطلون».
حكايات كثيرة يحكيها المواطنون من أمام فرع المرور بدمشق عن مسيرة المخالفة من الدفتر إلى الصندوق وكيف ابتلوا بها في قصص تكاد تكون موروثاً شعبياً عن سيرة مرورية قراقوشة عن دفتر استنفد لأن التوجيهات كانت كذلك.
تصل أمام فرع مرور دمشق فتفاجأ بزحمة استثنائية غير مألوفة كما لو كان الأمر افتتاح محل مأكولات يوزع مجاناً، فالعراك والصراخ والنداءات جراء الازدحام على كوات دفع المخالفات التي لا تتجاوز أربع كوات، وبحسب المواطنين فإن هذا الازدحام يرجع إلى أسباب عدة.
رمضان أو الديناري كما يناديه صحبه وزملاؤه من سائقي العمومي يقول: أصبحت مسألة المخالفات التي يحررها شرطة المرور غير مقبولة بتاتاً، حيث يصطاد الشرطي وبكل براعة سيارة الأجرة ليحرر لها مخالفة قصداً وعن عمد، وما يؤكد قولي ليس فقط بقية سائقي الأجرة بل سلوك الشرطي ذاته وبإمكان أي كان مراقبة هذا السلوك، حيث يشير للسيارة فتقف جانباً ويكون السؤال الأول عن الأوراق وإجازة السوق لتفقد صلاحيتها ونفاذها ومن ثم تبدأ اللعبة الكلامية فمن إطلاق الدخان إلى حزام الأمان إلى اللباس والمظهر غير اللائق وصولاً إلى التدخين ضمن السيارة وسواها من الحجج أي إن الشرطي لم يوقف السيارة لعلة معينة أو ملاحظة مباشرة لاحظها، بل يوقف السيارة ويخالفها بما تجود به قريحته من مخالفات، فلماذا لا يُصار إلى فراغ نصف أو ثلث سيارة الأجرة لفرع المرور بدلاً من البهدلة التي تقع على عاتق السائق؟
أبو العبد «سائق ميكروباص» يقول: جئت لأدفع مخالفة حزام أمان، والغريب أن شرطة المرور لم تطبق من القانون الجديد سوى ارتداء حزام الأمان، وتجاهلت ما يتعلق بالمشاة من أصول وقواعد ناظمة لمرورهم وعبورهم، أي إن شرطة المرور تقرأ وتطبق من قانون السير ما يحلو لها، مع الأخذ بالحسبان أنه ليس كل الشرطة كذلك بل بعضهم يتعامل بإنسانية ورحمة.
أحد المواطنين من أصحاب السيارات الخاصة فضل عدم ذكر اسمه مكتفياً بلقب أبو الحسن قال: رغم شكي في أن تنشروا ما سأقوله ولكنني سأتحدث: في فترة سابقة وأثناء مروري باتجاه ساحة الأمويين فوجئت بقطع الطريق وتحويله باتجاه النفق، ومشاهدتي لبعض السيارات المستثناة دفعني للسؤال عن السبب وتبلي شرطة المرور واتهامهم زوراً، وحتى اليوم لا يمضي 10 أيام دون مخالفة غيابية باعتبار أن رقم سيارتي أصبح مدوناً لدى الشرطي المحترم الذي عاملني كما يتمنى أن يعامله الناس.
نزار جاء يدفع المخالفة عن أخيه فقال: أعتقد أن مسألة مخالفات المرور باتت موضة، ولكن السائقين ليسوا ملائكة، بل هم يشطحون قليلاً وشرطة المرور يشطحون كثيراً، والأمر يقتصر على احترام الطرفين ليس لبعضهم البعض بل للقانون الذي ينظم العلاقة بينها مع الأخذ بالحسبان أن الشرطي يقف في الشارع في الحر وتحت المطر والهواء والغبار لمدة لا تقل عن 6-8 ساعات يومياً وفي ذلك عامل مخفق لما قد يبدر منه من هفوات، وأعني هفوات وليس خراب بيوت.
فعندما يتجاوز سائق ما إشارة حمراء يحق لضابط المرور تحرير مخالفة ولكن لا يحق له التطاول على سائق السيارة والصراخ فذلك شأن لا يحق إلا للوالدين.
غريبة هي القصص المرورية ويبقى الحكم للقارئ على مصداقية الكلام من خلال مشاهداته التي نعتقد أنها لا تبتعد كثيراً عما روي على لسان من تحدثوا في هذه المادة.
مازن خير بك
المصدر: الوطن السورية
التعليقات
..................... This
استمراراً في حملة مكافحة الفساد
إضافة تعليق جديد