ثورة في الحفرة
أنا الثورجي، أتحالف مع أعداء الوطن محبة بالبلد، أقتل عسكرنا رغبة بالسلام، أكذب من أجل الحرية وأصفّي أعدائي باسم الديمقراطية، أتهم الآخرين لأنفي التهمة عني، أنزل إلى الشوارع أشتم وأصرخ حتى لا يُسمع أنين مواطناتي المغتصبات بأحضان حلفائي الأتراك!؟
أنا الثورجي، الإمام المعصوم عن الأخطاء السياسية وسيد الفضيلة الإلكترونية، واضع قوائم العار ولوائح الشرف.. أنا الوطني الصحيح وغيري شبيح، أنا الباطن في التنسيقيات والظاهر في المؤتمرات، أنا الرسول بلا رسالة، الفيسبوك كتابي والجزيرة منبري وروبرت فورد وليّي وبن كيمون نصيري والبيانوني حليفي ومن ليس معي فهو كافر.. أقسم بالأرض والبلد ووالدٍ وما ولد والسواطير في العقد، أنا أو لا أحد..
***
في العُشر الثاني من القرن الواحد والعشرين، وكما في العُشر الثاني من القرن العشرين، قرر الغرب الإستعماري الذي تقوده عقول النخبة، استثمار طموحات الشرقيين، فقراء ومظلومين، عبر إشعال رؤوس عيدان الكبريت، وحرق دكاكين الكبريت من تونس حتى الصين، ومن ثم فتح السوق واسعاً أمام بائعي القداحات الغربية، تماماً كما فعلوا بنا قبل قرن من الزمان، عندما أشعلو ثورتنا العربية ضد الخلافة العثمانية، والبقية تعرفونها من كتب المدارس .. هكذا استغنى الغرب عن تحريك الجيوش النظامية واستبدلها بخبراء الإعلام والجواسيس وعلماء النفس ومكاتب الأمم المتحدة التي تشكل الغطاء القانوني الذي ينقضون فيه على الشرق المدمى بأيدي أولاده الغاضبين على أهلهم.
***
من كتاب تمرد الجماهير (بتصرف):
تمرد الجماهير إذا لم تتوفر له قيادة حكيمة قد يكون كارثة على حياتهم ومصير بلدهم. والقطيع بلا "مريَع" يقوده يشكل خطراً على نفسه قبل غيره، فهو يحمل في جموحه وجنوحه نسيجاً من ثقافة بالية تعوق تقدمه.. فالقائد في الجماهير هو الذي يحول طاقتها إلى قوة خلاقة ويساعدها على التعايش مع العدو في غابة الوطن.. فأفكار الإنسان العادي ليست أفكاراً بحق وليست جزءاً من الثقافة الحقيقة، وفي الوقت الذي تعني الحرية عند فرد متمرد مهاجمة شرطي المرور في سوق الحريقة، تعني عند الآخر في حمص الخروج على نظام السير كله وإلغاء الرصيف الذي يحجز بين قطيع السيارات والمشاة ومن ثم تحطيم إشارات المرور كلها بعد قتل الشرطي وتقطيع أوصاله .. إنه استبدال لقسوة النظام العام بنظام الفوضى العام.. وهؤلاء الثوار الذين استوردوا الثورة ولم ينتجوها، يبدون كفلاحين جفاة يريدون أن يلتقطوا بأصابعهم الثخينة إبرة من فوق سطح أملس، حيث يعالجون المواضيع السياسية والاجتماعية بأداة قاصرة استُعملت في الغرب منذ مئتي سنة لمواجهة مواقف مختلفة هي في الواقع أقل صحة ودقة بمئتي مرة .. لهذا وفي الوقت الذي يعتقد فيه المتمردون أنهم يتقدمون باتجاه الأمام فإنهم بالواقع يخطون نحو الخلف.. أقصد نحو العصر العثماني..
***
تأكيد: العديد من القراء يسألوني عن توقعاتي حول حلف الأطلسي، هل سيهاجم سورية أم لا؟ وأجيب بسؤال على السؤال: لماذا سيهاجم طالما أن المتمردين بالداخل يقومون، نيابة عن الحلف، بقتل العسكر والشرطة و المواطنين المسالمين الذين لاهم على اليسار ولا اليمين !؟
سألني ابني: شو السمات العامة للمعارضة ؟ قلت : أغلبهم عوران بعين واحدة لاترى إلا حقوق الذي يقف من جهة عينهم غير المقلوعة بيد السلطة .. فهم مثلا لم يسمعوا وبالتالي لم يحتجوا على اغتصاب أربعمئة نازحة سورية في المخيمات التركية ( تم إثبات حمل 250 إمرأة منهن ) ، ولكنهم استنكروا بشدة اغتصاب إيمان العبيدي التي ادعت تناوب جنود القذافي عليها دون إثبات الحمل؟!
تنويه: لا أكتب عندما أكون غاضباً، وقد كنت كذلك في الأيام الماضية، لذلك اقتضى الاعتذار عن التأخير..
نبيل صالح
التعليقات
ماذا بعد؟؟
الشعب يريد أسقاط النظام
الأستاذ نبيل المحترماحترم
مؤذن الثورات
أفكار تراودني
أمة السفله
ثورة القطيع
صدق مَنْ قال..
الجزء الرابع من نفس المسلسل
السيكلوبات
العدة الشرعية
قال الحجاج بعد قصف الكعبة:
دخلنا بمرحلة خطيرة
العفو!!
لتعمم الاصلاحات على كل الدول العربية ؟؟هل تقبل قطر والسعودية
مبروك للشعب السوري
احجز مقعدا
الإناء بما فيه ينضح
سواطير
شو العمل؟؟؟
الصمت أهون أشكال الخيانة
بأي حال عدت ياعيد !!
في لعبة مصارعة الثيران ، هناك
بانتظارك
شكرا
ماننحرم منك ايها النبييييييييل .
مبارك
لاتغضب
Pagination
إضافة تعليق جديد