عمل الفتيات في العيادات الخاصة
يأتي عمل الفتيات في العيادات الطبية الخاصة ضمن إطار العمل في القطاع الخاص ،الذي يثير العديد من التساؤلات والاختلاف في الآراء حول طبيعة وحقيقة هذا العمل وإن كان له خصوصية معينة ربما تختلف عن غيره من القطاعات .
فالفتاة العاملة في عيادة طبيب لها ظروفها الخاصة التي دفعتها للعمل ، وهناك شبه إجماع على أن الدافع الأساسي وراء هذا العمل هو الظروف المادية الصعبة وعدم الحصول على فرص عمل مناسبة في القطاع العام ، وإن كانت هناك استثناءات ودوافع أخرى للعمل لا تقل أهمية عن الوضع المادي .
وقبل عرض نماذج من هذه الشريحة لابد من التأكيد على أنها فئة أساسية في المجتمع تمثل فتيات من المفترض أن تتواجد غالبيتهن على مقاعد الدراسة وليس في مكان آخر .
وأثناء جولتي على عدد من العيادات الخاصة في مدينة طرطوس وجدت نماذج مختلفة من الفتيات، تعملن لأسباب خاصة وبظروف قد تكون متشابهة بعض الشيء، وفيما يلي عرض لتلك النماذج :
الآنسة / ع / : من مواليد عام /1980/ حاصلة على شهادة الدراسة الإعدادية وتعمل منذ خمس
سنوات بفترتي دوام صباحي ومسائي ، وبراتب قدره / 3000/ ل.س وهي مسجلة
بالتأمين تتحدث عن عملها قائلة : لجأت للعمل في هذه العيادة لأنني لم أجد فرصة ً في
القطاع العام وأنا مرتاحة في عملي هذا، لأنني أحصل على مردود مادي يكفيني شخصياً
على الأقل ويلبي احتياجاتي وفي نفس الوقت لا أبقى جالسة في المنزل .
وتعترف /ع / بأنها تعيل اثنتين من أخواتها بشراء الملابس لهما بالتقسيط ولا تستطيع
أن تفعل أكثر من ذلك لأن راتبها لا يسمح لها بتقديم المزيد .
الآنسة / ر / : لها وضع خاص ربما يختلف عن زميلاتها في العمل ، والتي تحدثت عن ظروف
عملها قائلة: أنا من مواليد عام/1970/ حصلت على شهادة الدراسة الإعدادية ولم أكمل
دراستي بسبب ظروف خاصة ، وكغيري لم أجد فرصة لي في الدوائر الحكومية وفضّلتُ
العمل في عيادة طبيب دون غيره من قطاعات العمل الخاص ، أسرتي مؤلفة من أب وأمي
وأخوتي الإحدى عشر، ولا يوجد سوى ثلاثة منهم فقط يعملون في القطاع العام.
وتكمل / ر/ : أعمل هنا منذ حوالي سنة ونصف وبدوام صباحي فقط وراتبي لا يتجاوز
/2000/ل.س وغير مسجلة بالتأمين , ومعظم أجري أساهم به مع اخوتي لتأمين أدوية
والدتي المريضة والتي تحتاج لعلاجها شهرياً ما يقارب /7000/ ل.س وتوقفت عن الكلام
تاركة المجال لدموعها علّها تفصح عن وضع والدتها التي تعاني من مرض ألزمها
الفراش من دون حراك ، وتختم / ر/ بأمنية لا تفارقها وهي رؤية والدتها تمشي على قدميها
من جديد.
ونجد الآنسة / س/ : تحصل على مزايا كثيرة ربما تفتقدها معظم زميلاتها ورغم ذلك غير راضية
عن عملها ، وتقول في بداية كلامها : الممرضة أو السكرتيرة العاملة في عيادة طبيب غير
محترمة من قبل المراجعين ولولا المعاملة الحسنة من قبل الدكتور الذي أعمل عنده لتركت
عملي . و/ س / البالغة من العمر /33عاماً/ حاصلة على شهادة الدراسة الثانوية وتعمل في
هذه العيادة منذ /15عاماً/ وهي الآن طالبة في التعليم المفتوح- قسم تربية ورياض أطفال-
سنة ثالثة ، تعمل على فترتين صباحية ومسائية بأجر يصل إلى /5000/ ل.س ومسجلة
بالتأمين ولا تجد هذا الراتب متوافقاً مع الجهد الذي تبذله في العمل ، رغم أنها من القليلات
اللواتي يتقاضين هكذا راتب ، ولا تعتبر نفسها معيلة لأسرتها فكل فرد من أخوتها يعيل نفسه.
وأكدت /س/ خلال حواري معها على العلاقة الممتازة مع الطبيب وعائلته وهو السبب
الرئيسي في استمرارها بالعمل .
على الرغم من ذلك كله ، وتأكيد الطبيب لها أنها سيدة في مكان عملها فهي تعترف وتقول
لو أعاد الزمن دورته معي لما عملت في القطاع الخاص !!! .
والآنسة / ف/ : الخجولة جداً رغم تعاملها اللطيف مع المراجعات – باعتبارها تعمل في عيادة نسائية –
والتي قد تتفق أو تختلف مع قريناتها في العمل تقول : شهادتي الإعدادية لم تمكنني من
العمل في القطاع العام ،فاخترت عملي هذا لأنه الأفضل ضمن قطاعات العمل الخاص ،وأنا
أعمل منذ خمس سنوات براتب بدأ ب /2000/ ل.س حتى وصل إلى /5000/ل.س ، بفترة
صباحية وأخرى مسائية . وغير مسجلة بالتأمين .
و/ ف/ التي تركت العمل في الزراعة بقريتها مع أهلها الذين لجؤوا للعمل في المدينة بما
يتيسر لكل منهم تقول : أن الدافع الأول والأخير للعمل هو الحاجة المادية وأي أمر آخر يأتي
بعد ذلك ، وترى أن الزيادة في أجور العاملين في القطاع العام والذي تتبعه زيادة في أسعار
بعض السلع، يؤثر سلباً على العاملين في القطاع الخاص الذين تزداد مصاريفهم بدون زيادة
تطرأ على رواتبهم مما يشكل أعباء إضافية لا حمل لهم عليها ، وتعتبر /ف/ نفسها معيلة
لأختها الأرملة التي تسكن معهم في المنزل مع ابنتها الوحيدة لظروف خاصة ، وتتمنى
الحصول على عمل في القطاع العام لأنه الأفضل والأضمن لها .
بينما نجد/ ف/ : الراضية القنوعة والبالغة من العمر /29 عام/ تعمل براتب /2500/ل.س و فترتي
عمل وغير مسجلة بالتأمين ، وهي حاصلة على شهادة الدراسة الإعدادية ، تعمل لتمضية
الوقت وقتل الفراغ الناجم عن الجلوس في المنزل إضافة إلى تأمين مصروفها الخاص ، ولم
تُخفِ رغبتها كسابقاتها بالحصول على عمل في القطاع العام .
الآنسة / ر/ :تعمل منذ ثمانية أشهر براتب /3000/ ل.س وغير مسجلة بالتأمين ، بفترتي عمل ماعدا
يوم الخميس فترة صباحية، وسبق لها أن عملت في عيادة طبيب لفترة تسع سنوات تقاضت
خلالها راتب بدأ ب/1000/ ل.س ووصل إلى /2500/ ل.س ،وسبب ترك العمل مشروع
خطوبة لم يتم في حينه، ورشحت خلال تلك الفترة زميلتها للعمل مكانها ولم ترغب بقطع
مورد رزق صديقتها فاختارت البحث عن من جديد ووجدت العيادة التي تعمل بها حالياً .
و/ر/ من مواليد /1977/ حاصلة على شهادة الدراسة الإعدادية تأسف على عدم إكمال
دراستها وتتمنى الحصول على عمل بشهادتها هذه في أروقة القطاع العام .
الآنسة/ ن/ :كانت الأشد حرصاً على عدم ذكر اسمها الذي لم تبح به إلاّ في نهاية الحديث .
وهي حاصلة على شهادة الدراسة من معهد الفنون النسوية تبلغ من العمر /28عام/ ، وتعمل
منذ أربعة شهور فقط براتب/2500/ل.س وفترتي عمل، وكمعظم زميلاتها غير مسجلة
بالتأمين ، سبق لها أن عملت في مخبر أسنان حوالي أربع سنوات سبقتها سنتي عمل في عيادة
طبيب، تقول :أعمل لمجرد التسلية وتمضية الوقت وكنت أتمنى لو حصلت على عمل في
مجال دراستي، رغم أنني تقدمت لكثير من المسابقات التي جرت لانتقاء مدرسات فنون نسوية
، ولم تخفِ حلمها بالسفر لتكوين عمل خاص بها يحقق طموحاتها وأمانيها.
وربما تتفق /ن/ مع سابقتها /ن/ في مجال الدراسة ولكن شهادتها اقتصرت على الثانوية النسوية، وكذلك
في أنهما تعملان لمجرد التسلية وتمضية الوقت،وترى أن راتبها البالغ /4000/ل.س يتوافق
مع ظروف عملها التي لا تجدها صعبة رغم أنها تعمل على فترتين صباحية ومسائية ، وغير
مسجلة بالتأمين. وتبلغ /ن/ من العمر /22 عام/ وهي تعمل منذ سنتين ونصف مع اثنتين من
زميلاتها في نفس العيادة ، و تقول: نعيش هنا وكأننا أسرة واحدة يسودها جوًّ من التفاهم والود،
ومعاملة الطبيب ممتازة ويعتبرنا كأولاده، ولا يضيّع لنا أي مجهود إضافي نقوم به .
ولم تخفِ/ن/ رغبتها في تأسيس دار للأزياء وقد تسعى لتحقيق هذا الحلم مستقبلاً .
أما صديقتها في العيادة / ر/ فتؤكد ما قالته/ ن/، ولكن لها ظروفها الخاصة، فهي حاصلة على شهادة
الدراسة الثانوية التجارية وتبلغ من العمر /26عام/ تعمل بدوام صباحي فقط منذ ثلاث سنوات
براتب /5000/ ل.س وغير مسجلة بالتأمين، وهي الآن طالبة جامعية في السنة الأولى ـــ قسم
إدارة الأعمال /تعليم مفتوح / .تعتبر نفسها معيلة لأسرتها بقدر ما تستطيع، وترى أن الأجر الذي
تحصل عليه متوافق مع جهدها في العمل .
الآنسة/ع/ : فهي حالة خاصة ومختلفة عن سابقاتها، حصلت على الشهادة الابتدائية وتعمل منذ حوالي
ستة أشهر وراتب/2800/ ل.س وفترتي عمل ومسجلة بالتأمين ،تعترف أن وضعهم المادي في
المنزل سيئ جداً وينعكس هذا على المعاملة- لن نقول السيئة- بل الصعبة من قبل الأهل .
فالراتب الذي تحصل عليه في بداية كل شهر تسلّمه لوالدتها التي تتولى إدارة هذا الراتب بحسب
الأولويات في المنزل مع عدم حرمان /ع/ من مصروفها الخاص بحسب الضروري فقط، وتبرر
/ع/ عمل والدتها هذا قائلة: قمنا مؤخراً بالانتقال من منزل مستأجر والمباشرة ببناء منزل خاص
بنا مما خلق مصروفات إضافية تتطلب إدارة عاقلة للأموال القليلة الداخلة على المنزل، خصوصاً
أن والدي يعمل بائعاً للقهوة وأوراق اليانصيب التي سببت لنا الكثير من الديون التي أدت إلى
الوصول إلى ما نحن فيه الآن ، وتكمل حديثها قائلة :لدي سبعة أخوة ،ولي أخت تعمل في عيادة
طبيب أيضاً بنفس الراتب و أوقات العمل، وبقية الأخوة في الأعمال الحرة كلما توفر لهم ذلك،
وتؤكد أن والدتها تعامل باقي أخواتها اللذين يحصلون على أجرٍ مقابل عمل معين المعاملة ذاتها.
وعلى الرغم من أن /ع/ حاولت قدر الإمكان إظهار شيء من الرضا والقبول لوضعها، وخلق
الأعذار لوالدتها، فإن نبرة صوتها أبدت عكس ذلك، وكشفت عن الكثير من الحزن والخوف من
هذا الواقع وعدم البوح به صراحةً .
الآنسة /و/: أبدت كل ترحيب وتجاوب، وهي من مواليد /1975/ حاصلة على شهادة الدراسة الثانوية
الفرع العلمي، مضى على عملها في هذه العيادة حوالي ست سنوات عملت بكل صدق وإخلاص
لأنها تعبر العيادة بيتها الثاني، عائلتها المكونة من أخوتها الثمانية ووالدتهم يعتمد كل فرد منهم
على نفسه، ولا يتوانى أحدهم عن تقديم كل الدعم والمساندة لتلبية احتياجات المنزل، بعد أن فقدت
الأسرة الأب المعيل الأول والأخير لهم .
وترى /و/ أن راتبها البالغ /3500/ ل.س - وهي مسجلة بالتأمين- يكفيها ويمكنها من إعانة
أسرتها .
الآنسة /أ/ : مرتاحة جداً في عملها الذي بدأته منذ تسع سنوات بعد حصولها على شهادة الدراسة
الإعدادية، وكغيرها لم تجد مكان لها في القطاع العام، وتبلغ من العمر /28عام/ تعمل براتب
/3500/ل.س وفترتي عمل- مسجلة بالتأمين- ولا تجد نفسها عبئاً على أهلها ولا معيلة لهم إلا
بحدود وتسعى من خلال هذا الراتب لتأمين احتياجاتها الخاصة، إضافةً إلى تمضية الوقت وعدم
الجلوس في المنزل .
أما الآنسة/ ر/ التي تعمل منذ سبعة أشهر وبأجر /2000/ل.س وفترتي عمل - غير مسجلة بالتأمين –
هي من مواليد /1987/ ولم تنل تعليمياً سوى الشهادة الابتدائية، و رغم أنها وحيدة لأهلها فإن
الغنج والدلال لم يعرفا الطريق إليها، بل على العكس تماماً،فدافعها الأساسي للعمل هو الهروب
من الواقع الذي تعيشه مع والديها اللذين يتشاجران دائماً بسبب المال، فالوالد كبير السن لا عمل
له والأم موظفة- وهي الزوجة الثانية- تسعى مع ابنتها الوحيدة لتأمين لقمة العيش تجنباً للمشاكل.
و/ ر/ التي تحدثت بخوف وحرص شديدين كانت تردد جملة واحدة منذ بداية الحديث حتى نهايته
- أرجو عدم ذكر اسمي- .
/ ر/التي أخفت أكثر بكثير مما صرّحت به نادمة على ترك المدرسة وتتمنى أن تكمل دراستها،
بل أكدت أنها سوف تسعى إلى هذا الأمر ولن تتخلى عنه إذا ما استطاعت ذلك .
ومن الملاحظ أن هذه الفئة من الفتيات العاملات تعمل بمعدل تسع ساعات يومياً، مقابل أجر يتراوح بين/2000- 5000/ل.س شهرياً أي بمعدل من/70-150/ ل.س لليوم الواحد، ونجد أن هذه الأجور لا تتناسب -على الأقل- مع الوقت الذي تمضيه الفتيات في العمل، فيومهن مقتول ولا تستطعن القيام بكثير من المهام والواجبات الملقاة على عاتقهن خارج نطاق العمل، وهو ما أكدته معظم الفتيات .إضافة إلى تأكيد نقطة أخرى وهي عدم ترك العمل مقابل عمل آخر في القطاع الخاص ولو كان الأجر أكبر، ففي هذه الحالة لابد أن يكون البديل إما عمل في المؤسسات الحكومية أو الحصول على الزوج المناسب.ولابد من التأكيد أن هناك عدداً من الفتيات رفضن التجاوب معي خوفاً من تعرضهن للسين والجيم – على حد قولهن- .
ربما يكون ما تقدم هو الجانب الإيجابي الذي حرصت معظم الفتيات على إظهاره خوفاً على لقمة العيش، ولكن الشيء المؤكد أن هناك استغلال للكثير من العاملات في العيادات الخاصة وإن لم يعترفن بذلك صراحةً، فكثيراً ما نسمع عن فتاة مجبرة على العمل في منزل الطبيب أو القيام بدور المربية لأطفاله،وليس هناك شعور بأن هذا يقع خارج نطاق عملها المفروض أن يكون داخل العيادة، وبالمقابل فهي لا تجد التعويض المادي المناسب لقاء الأعمال الجديدة التي كلفت بها .
وسمعنا أيضاً عن استغلال من نوع آخر لا يمكن تغييبه أو تجاهله وهو التحرشات الكلامية التي تتعرض لها الفتيات في العيادات الخاصة من قِبل بعض الأطباء والتي قد تتطور أحياناً إلى تحرشات جنسية، هذه الظاهرة خطيرة لا يمكن السكوت عنها وإن كانت قليلة الحدوث، وعلى الرغم من حساسية هذا الموضوع وعدم الجرأة في الحديث عنه صراحةً، فهذا لا ينفي وقوعه ويفرض على المجتمع التعامل معه بجدية، وعدم تجاهله أو تركه طي الكتمان، وبالتأكيد ليس الغرض من إثارته تشويه سمعة الأطباء أو الفتيات العاملات لديهم، بل على العكس تماماً، فالهدف الأول والأخير حفظ كرامة وحقوق كل فرد من أفراد المجتمع .
ووجدت جانباً آخر مكملاً لهذا الموضوع لا يقل أهمية عن ظروف العمل ودوافعه،وهو الوضع التأميني لهذه الفئة العاملة والمزايا التي تقدم لهم في حال وجودها .وخصوصاً أن عدد الأطباء في تزايد مستمر وحاجة كل طبيب إلى سكرتيرة تهتم بشؤون عيادته وتنظم مواعيد المرضى .
وإذا علمنا أن عدد الأطباء في محافظة طرطوس /1500/ طبيب، فبالتالي عدد الفتيات العاملات في العيادات يصل إلى هذا الرقم في حال وجود فتاة واحدة على الأقل في كل عيادة، في حين لا يتعدى عدد المسجلات بالتأمين ضمن مدينة طرطوس فقط /200/فتاة . ولا يجوز تجاهل أكثر من /ألف/ فتاة عاملة في هذا القطاع ومن الضروري أن يحصلن على كافة حقوقهن في العمل .
توجهت بهذا السؤال إلى الأستاذ إسماعيل علي أحمد- مدير فرع التأمينات الاجتماعية بطرطوس الذي أجاب قائلاً:
إن كافة العاملات اللواتي يعملن لدى الأطباء –باستثناء المشافي الخاصة- هنَّ ضمن المرحلة التأمينية /الرابعة/ التي تعني التأمين على العمال بإصابات العمل فقط عندما يتواجد لدى صاحب العمل من عامل إلى أربعة عمال، وهذه المرحلة تعني فقط التأمين على إصابة العمل التي قد تحصل للعامل أثناء عمله أو عند ذهابه أو إيابه إلى مكان العمل. وهذه الحالة التأمينية لا تعطي العامل الحق بالحصول على تعويض أو معاش نتيجة خدمته لدى صاحب العمل من قِبل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ، ويبقى حقه في التعويض من صاحب العمل ، وعند حصول أي خلاف بين العامل وصاحب العمل يمكن الاحتكام إلى المحكمة العمالية بمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل .
أمام هذا الواقع لعمل الفتيات في العيادات الخاصة والواضح أنه لا يتمتع بأية ميزة من مزايا العمل بالقطاع الخاص ، لابد من تشميلهن –مع جميع فئات القطاع الخاص الأخرى- بالتأمين الشامل / نهاية الخدمة-الشيخوخة- العجز- الوفاة/ وعدم اقتصار التأمين على إصابات العمل فقط ، خصوصاً أن العديد من الفتيات قد مضى على عملهن أكثر من ثماني سنوات ، ولابد من حصول جميع العاملين في القطاع الخاص على تعويض نهاية الخدمة/ إما تعويض لمرة واحدة أو راتب شهري دائم / وإن كان بعد مضي فترة معينة على العمل تقوم بتحديدها مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل .
وفي النهاية نقول:
هؤلاء الفتيات يمثلن شريحة مجتمعية واسعة لا يستهان بها، تعمل بكد وتعب في ظروف أقل ما يقال عنها أنها غير لائقة – وإن أنكر البعض ذلك أو جمّل تلك الصورة- وهنَّ فئة عاملة أصرّت ألاّ تشكل عبئاً على المجتمع، بل على العكس حقها مهدور في هذا المجتمع الذي أنتجهن، وتحاولن بدورهن إنتاج أسباب استمرارهن فيه .
فاطمة عبد الرحمن حسين
التعليقات
ابحث عن وظيفة في عيادة خاصة…
ابحث عن وظيفة في عيادة خاصة بمراكش
إضافة تعليق جديد