«أطفال لا جنود»: حملة لايقاف تجنيد الأطفال في معسكرات «القاعدة»
«أطفال لا جنود» عبارة انتشرت على جدران عشرات القرى والمدن في ريفي ادلب وحماة ضمن حملة دعا فيها ناشطون «مركز دعاة الجهاد»، الذي يديره السعودي عبدالله المحيسني، للتوقف عن تجنيد الأطفال وعدم ارسالهم إلى جبهات القتال.
الدعوة لاقت تجاوباً كبيراً من قبل الأهالي الذين يعانون من تأثير التنظيمات المسلحة على أطفالهم في المدارس وفي المخيمات التي دعا من خلالها «قاضي جيش الفتح» المحيسني إلى الانضمام إلى «حملة انفر» التي استقطبت عشرات الأطفال دون الـ15 عاماً للتعويض عن الخسائر البشرية الكبيرة التي لحقت بـ«جيش الفتح» في المعارك الأخيرة.
وجاءت الحملة التي أطلقتها مجموعة من الناشطين في ريف ادلب لتطلب من الأسر التي ذهب أولادها الى معسكرات التجنيد العمل على ابعادهم عنها وإعادتهم إلى المدارس «كي لا يلقوا مصير من سبقهم». الأمر الذي لم تتقبله التنظيمات المسلحة، ومن بينها «جبهة النصرة» التي وجهت مسلحيها بإزالة المناشير الموضوعة على الجدران وملاحقة موزعيها. وتضمنت المناشير التي حملت شعار «أطفال لا جنود» عبارات متعددة منها «الأطفال مكانهم المدارس لا المتارس»، «سلاح الطفل علمه»، «معا لنقضي على تجنيد الأطفال»، «انقذوا أطفالكم من معسكرات القاعدة». وبرغم الضغوط والملاحقات تمكن القائمون على الحملة من الوصول بدعوتهم لوقف تجنيد الأطفال إلى معظم مناطق ريف ادلب والمخيمات المنتشرة قرب الحدود السورية ــ التركية، وصولاً إلى ريف حماة الشمالي.
وبحسب الناشطين فإن حملتهم بدأت تقطف ثمارها حيث سُجلت عودة عدد من الأطفال إلى منازلهم في بلدة سرمدا، شمالي ادلب.
وقال أحد الأهالي في سرمدا إنّ «معظم العائلات التي التحق أطفالها بمعسكرات التدريب التابعة لتنظيم جبهة النصرة الواقعة في غابات الباسل غرب ادلب تعيش ظروفاً صعبة لعدم تمكنها من استعادة ابنائها من المعسكرات التي يمنع على أي أحد الاقتراب منها» قبل انتهاء «الدورة الشرعية» والتدريب على السلاح. وأشار إلى أنّ بعض الأطفال الذين يلتحقون بالمعسكرات يصعب على أسرهم اقناعهم بعدم حمل السلاح، ومنهم من يضطر الى أن يسافر مع أولاده إلى خارج البلاد مخاطراً بحياته لعبور الحدود التركية ليبعدهم عن خطر دعوات التجنيد. وتحدث المصدر الذي التحق اثنين من أطفال أولاد عمه بمعسكرات «النصرة» عن حالة الغليان التي يعيشها الأهالي بعد جولة المحيسني على المناطق ومساجدها خلال مواقيت الصلاة، ملقياً فيها خطابات تحريضية لارسال الأطفال إلى معسكرات التدريب. وأضاف أنّ الدورات التي جرى تخريجها خلال الأسابيع الماضية لم يسمح لمنتسبيها بالعودة إلى منازلهم، وإنما جرى ارسالهم إلى جبهات ريف حلب وقُتل الكثيرون منهم، الأمر الذي دفع بعدد من الأطفال الى الهروب من الجبهات... بينما جرى اخضاع عدد آخر لدورة شرعية أخرى «لحضهم على الجهاد»، وفق تعبير المصدر. وذكرت مواقع معارضة أنّ «حملة انفر» استقطبت ما بين 500 طفل إلى 1000، للقتال ضمن تنظيمي «النصرة» و«جند الأقصى» في الشمال السوري.
سائر اسليم
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد