«أم من مضايا»: شبكة «ايه بي سي» الأمريكي تدعم دعايات المعارضة السورية

14-10-2016

«أم من مضايا»: شبكة «ايه بي سي» الأمريكي تدعم دعايات المعارضة السورية

بعد «سبايدر مان» و «هالك» وغيرهما من الأبطال الخارقين، اختارت استوديوهات «مارفل»، الشهيرة بإصدار قصص عن الأبطال الخارقين، سيدة من مضايا لتحولها إلى «بطلة خارقة» و «نجمة» لإحدى قصصها المصورة. تأتي الشخصية الجديدة كثمرة تعاون بين «مارفل» وشبكة «ايه بي سي» الأميركية التي قدّمت سلسلة مراسلات لها مع سيدة تعيش في بلدة مضايا الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة وتحاصرها قوات الجيش السوري.
لاقى المشروع الجديد أصداء واسعة في الصحف ووسائل الإعلام الغربية، التي رأت في هذه القصة «وسيلة لإيصال معاناة الشعب السوري» وفق «آيه بي سي». تتكون السلسلة من نحو 30 رسما لسيدة متخيلة تعيش في ظروف حصار وحرب ضروس. لوّنت معظم الصور بالأبيض والأسود «لإضفاء طابع مأساوي عليها»، ونشرت مجانا عبر موقع القناة. تولّى مهمة رسم الشخصيات الكرواتي داليبور تالاييتس، وقال الرسام في تصريحات صحافية إنه اختار تقديم ألبوم «ينطلق من وجهة نظر مدنية. عندما تكونون عاجزين (...) تنتظرون أن ينتهي كل ذلك أو أن تموتوا»، مؤكداً أنه «لم ير أي صور للمرأة أو عائلتها»، وتابع «كنت أقارب الموضوع بحذر شديد بهدف عدم استغلال معاناة أحد». جاءت هذه السلسلة، وفق الشبكة الأميركية، بعدما فشلت في إدخال طاقم صحافي إلى مضايا للاطلاع على أوضاعها، فقامت الصحافية ريم ممتاز بمراسلة السيدة في مضايا وقدمت المراسلات لـ «مارفل» التابعة لشركة «والت ديزني» المالكة لشبكة «ايه بي سي» أيضاً. الشبكة الأميركية أكدت في وثائقي خاص لهذا الحدث أنها سلّمت نسخة من الرسوم للمرأة وقد أبدت ردة فعل جيدة تجاهها، موضحةً أنه «إذا خرجت المرأة سالمة فإن هذه الرسوم ستكون ملكها».
تتضمّن «الكوميكس» سردًا ليوميات المرأة في البلدة المحاصرة بعدما خسرت والدها وشقيقين لها. تحاول الأم أن تؤمن الطعام لأطفالها الخمسة وتروي أنها امتنعت عن الأكل لتبقي أولادها على قيد الحياة. تسرد مجموعة الصور تفاصيل المعاناة من ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية وإقفال الصيدليات والمدارس. تختتم مجموعة الرسوم مع جملة تقولها الأم: «يمكن تسمية مضايا مدينة الموت.. كثيرون ماتوا.. ومن لم يمت يمكن أن ترى الموت في عينيه».
وصول قضية مضايا إلى هذه المرتبة العالمية من الاهتمام جاء نتيجة عمل إعلامي متواصل تقوم عليه شبكات متخصصة داعمة للمعارضة في سوريا، تمكنت من إخفاء حقائق عدة حول ماهية الحصار المفروض على المدينة وأسبابه، وماهية الفصائل المسلحة التي تسيطر عليها وحقيقة المساعدات الإنسانية التي تتاجر بها تلك الفصائل. كما نجحت في إبعاد مناطق عديدة من دائرة اهتمام وسائل الإعلام، كدير الزور التي يحاصرها تنظيم «داعش» أو كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل الفصائل المسلحة ذاتها التي تسيطر على مضايا. ما يجعل حكاية «مضايا مام» جزءا من نشاط إعلامي عالمي متواصل «بعين واحدة» وإن اختار الجانب الإنساني فقط، وتجنب الخوض في زواريب السياسة، وفق ما أعلنت «ايه بي سي». فهل تنتج «مارفل» سلسلة لأبطال خارقين من مناطق سورية أخرى محاصرة ليست «معارضة الهوى»؟

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...