«الثورة المضادة» تطل من باب الفتنة الطائفية:244 قتيلاً وجريحاً في مواجهات في إمبابة

09-05-2011

«الثورة المضادة» تطل من باب الفتنة الطائفية:244 قتيلاً وجريحاً في مواجهات في إمبابة

أطلت «الثورة المضادة» في مصر، يوم أمس، برأسها من باب الفتنة الطائفية، حيث قتل وأصيب العشرات في مواجهات دامية بين أقباط ومسلمين في القاهرة، عندما دفعت شائعة عدداً من المسلمين للتوجه إلى كنيسة للأقباط في ضاحية امبابة بحثاً عن فتاة قيل إنها اعتنقت الإسلام واحتجزت هناك.مصريون يتجمعون أمام كنيسة اشتعلت فيها النيران في امبابة فجر أمس (أ ب)
وذكر التلفزيون المصري، نقلاً عن مسؤولين في وزارة الصحة، أن 12 شخصا قتلوا وأصيب 232 آخرون بجروح في المواجهات، موضحاً أن القتل هم أربعة مسيحيين وستة مسلمين فيما لم يتم التعرف على جثتين.
ووقعت المواجهات الرئيسية، ليل أمس الأول، في محيط كنيسة مار مينا في حي امبابة، التي هاجمها مسلمون سلفيون بعد تردد شائعة عن احتجاز شابة قبطية تدعى «عبير»، اعتنقت الإسلام، وكان قد سبقها ظهور الشابة القبطية كاميليا شحاتة، التي أثار اختفاؤها خلال السنة الماضية جدلاً بين الإسلاميين المتشددين والأقباط، على قناة فضائية لتنفي شائعة اعتناقها الإسلام.
واستخدم الطرفان في المواجهات الأسلحة النارية وقنابل المولوتوف والحجارة، فيما قام مجهولون بإشعال النيران في كنيسة العذراء في الحي ذاته، ثم لاذوا بالفرار، ما أدى إلى احتراق كل محتوياتها.
وسعت قوات الجيش والشرطة إلى احتواء الموقف بإطلاق النار في الهواء، واستخدام الغاز المسيل للدموع للفصل بين الجانبين، لكن التراشق بالحجارة استمر حتى الليل في الشوارع الواقعة قرب الكنيسة. وأدى انقطاع الكهرباء إلى غرق المنطقة في الظلام ما جعل من الصعب على قوات الأمن إخماد أعمال العنف. وبحلول أرسل الجيش دبابات إلى الشوارع المحيطة، متخذاً إجراءات أمنية مشددة. وحدث إطلاق للنار لفترة قصيرة، أمس، في امبابة، الذي فرضت عليه السلطات حظراً للتجوال حتى الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم.
ويعد هذا الاشتباك الطائفي الأسوأ منذ مقتل 13 شخصا في أعمال عنف في التاسع من مارس آذار الماضي، في القاهرة بسبب حرق كنيسة في قرية اطفيح، إلى الجنوب من العاصمة، كما يمثل تحديا جديدا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ إطاحة الرئيس حسني مبارك.
وفي وقت شهدت شوارع القاهرة حالاً من القلق والترقب، وقعت مواجهات بين عشرات الشبان المسيحيين والمسلمين، بعد ظهر أمس، في ميدان عبد المنعم رياض في وسط القاهرة. وقال شهود عيان إن عشرات المسيحيين تجمعوا أمام مكتب النائب العام في وسط العاصمة المصرية، ثم قاموا بمسيرة في اتجاه مبنى التلفزيون الواقع في قلب العاصمة أيضا، إلا أن العشرات من الشباب المسلمين المقيمين في حي بولاق أبو العلا الشعبي المجاور اعترضوا المسيرة ووقع تراشق بالحجارة بين الطرفين.
واستغرق هذا التراشق نصف ساعة ثم تفرق الشبان المسلمون، فيما توجه المتظاهرون المسيحيون ناحية مبنى التلفزيون حيث انضموا إلى مئات آخرين من المعتصمين هناك احتجاجا على ما حدث في امبابة. وقام الأقباط بإغلاق الطريق أمام مبنى ماسبيرو في الاتجاهين ما تسبب بوقف حركة المرور بشكل كامل.
وطالب المتعصمون بإلقاء القبض على من سموهم بالمتهمين الحقيقيين لأحداث أمبابة وتطهير الاعلام المصري من فلول النظام السابق. وأثناء تجمعهم دخلت مجموعة كبيرة من المسلمين وهتفت «مسلم ومسيحي إيد واحدة».
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية شارك مئات المسلمين والمسيحيين في تظاهرة تدعو للتهدئة. وردد المتظاهرون هتافات تقول «مسلم ومسيحي إيد واحدة» و«لا لا للإرهاب» و«مسلمين مسيحيين.. كلنا واحد مصريين». ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات «الشعب يريد إخماد الفتنة» و«لا للتعصب الأعمى» و«لا للفتنة الطائفية».
وحذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية من خطورة ما يتعرض له الأمن والاستقرار في مصر. وأكد المجلس، في رسالة نشرها في صفحته على موقع «فيسبوك»، انه «لن يسمح لأي شخص أو تيار أو فئة بالمساس بأمن ومستقبل مصر، مشدداً على أنه لا بد أن يعود الاستقرار للبلاد مهما كان الثمن».
وأشار المجلس العسكري إلى أن «مصر تشهد ظرفا استثنائيا بمثابة المصير والحسم لمستقبل الوطن»، مؤكداً أنه «لن يسمح للعابثين بمستقبل البلاد على إذكاء الفتنة الطائفية أو الوقيعة بين قوات الجيش والشعب المصري العظيم»، وأنه «سيتم التصدي لأية مخططات خارجية تهدف إلى الوقيعة والفتنة». كما أكد المجلس أن «القانون سيأخذ مجراه وبكل حسم تجاه الخارجين عن القانون في أحداث امبابة، لأن ما يحدث يمس وحدة وسلامة الوطن واستقراره».
وأعلن الجيش المصري أنه قرر «إحالة جميع من تم إلقاء القبض عليهم في أحداث أمس وعددهم 190 فردا إلى المحكمة العسكرية العليا لتوقيع العقوبات الرادعة».
وأكدت الحكومة المصرية، برئاسة عصام شرف، أنها ستطبق إجراءات صارمة لمواجهة العنف الطائفي. وقال وزير العدل محمد عبد العزيز، إثر اجتماع طارئ لمجلس الوزراء، إن الحكومة قررت تفعيل المواد الخاصة بمكافحة الإرهاب في القانون المصري، مضيفاً أنها ستنفذ «بكل حزم قانون البلطجة»، الذي تصل العقوبة القصوى فيه إلى الإعدام، وستنشر قوات الأمن المركزي في مناطق البلاد المهددة.
وأضاف وزير العدل أن الحكومة قررت تنفيذ القوانين ذات الصلة «بما يضمن الضرب بيد من حديد على كل من يعبث بأمن الوطن»، مشيراً على أن مجلس الوزراء سيبقى في حال انعقاد دائم «لمتابعة تداعيات الأحداث المؤسفة التي وقعت في امبابة».
وقرر شرف تأجيل زيارته إلى البحرين والإمارات، التي كانت مقررة أمس، لمتابعة الموقف واتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرار أي مواجهات طائفية.
من جهته، طالب مفتي الجمهورية المصرية علي جمعة بعقد مؤتمر عاجل وفوري يجمع كافة التيارات والأطياف الدينية والثقافية لحل ملابسات الخلاف وإزالة سوء الفهم بينها، محذراً من مغبة الانزلاق إلى غياهب الفتنة الطائفية الذميمة، وقيام حرب أهلية على اثر محاولات بعض المغرضين الخارجين عن الشرعية بالتعدي علي سيادة القانون وهيبة الدولة.
ورحبت جماعة «الإخوان المسلمين» بتحويل المتهمين في أحداث إمبابة إلى محاكمات عسكرية عاجلة، محذرة من أن «هناك قوى خارجية وفئات داخلية أطاحت ثورة الشعب المصري المباركة مصالحها، أو لا تزال تهدد هذه المصالح، وهي تبذل كل جهودها لإجهاض الثورة».
وطالب رجال دين مسلمون ومسيحيون، خلال اجتماع عقدوه برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، بسرعة القبض على الجناة المسؤولين عن حادث كنيسة مار مينا، كما قرروا تشكيل لجنة لتقصى الحقائق من الأزهر والكنيسة الكاثوليكية والأرثوذوكسية في ما حدث في امبابة وما تبعها من تطورات.
وأعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الحداد ثلاثة أيام على ضحايا المواجهات، فيما ترأس أسقف عام الجيزة الأنبا ثيودوسيوس وسكرتير البابا شنودة الأنبا يوانس الجنازة على أرواح ثلاثة من ضحايا الحادث في مقر مطرانية الجيزة.
واستنكرت جماعة «الدعوة السلفية» الأحداث الدامية التي وقعت في إمبابة. وحذرت الجماعة مِن دفع البلاد إلى هاوية الفتنة، مشددة على أهمية التعايش السلمي بين المسلمين والأقباط»، كما استنكرت زج السلفيين في مشاكل ليست مِن صنعهم»، مشددة على خطوة «الاستقواء بالخارج»، في إشارة إلى ما تردد عن توجه عدد من الأقباط للاعتصام أمام السفارة الأميركية طلباً للحماية الدولية.
من جهته، طالب ائتلاف شباب الثورة «المعتدلين والمتنوريين مسلمين وأقباطا بأن يجتمعوا ويقوموا بدور قوي وفعال في هذه اللحظات لترسيخ القيم الدينية العليا الصحيحة والحفاظ على ثورتنا العظيمة».
وفي التأثيرات الاقتصادية للحادث، أنهى مؤشر البورصة المصرية الرئيسي تعاملات جلسة أمس على انخفاض قدره 1,19 في المئة، ليغلق عند مستوى 4878,41 نقطة وهو أدنى مستوى للمؤشر منذ 24 كانون الثاني الماضي.

المصدر: وكالات

التعليقات

اعتقد انه آن الأوان على المثقفين ان يواجهوا بعض الحقائق كما هي وأن يطرحو بعض الاسئلة الخطيرة دون مواربة أو تجميل .. هل ان هناك امكانية لحرية حقيقية وديمقراطية في بلداننا العربية ؟؟ ، إذا كانت ديمقراطية فرنسا ومثقفوها يشكون مر الشكوى من الاختراق الاعلامي الامريكي لحضارتهم وديمقراطيتهم ومبادئهم التي ناضلوا من اجلها لقرون .. هل يمكن ان نصدق ان هناك في مصر أو اليمن أو ليبنا أو سوريا من يفهم فعلا الديمقراطية ، انظر حولك الى ديمقراطية الحريري الذي بكبسة زر يستطيع اخراج الملايين الضالة من الطائفة السنية الكريمة ،وانا انتمي الى هذه الطائفة ...... ما هي الحرية التي ينادي بها الشعب السوري مثلا ، وهل نصدق ان الشعب المصري قد حقق حريته فعلا ، هل نعرف احدا من قادة الثورة في مصر هل نعرف اي بيان لثورتها ، اين اختفت الملايين فجأة وحلت محلها ملايين من العنصريين والطائفيين والمنادين بقطع الآذان والاطراف الا يحق لنا أن نسأل ؟؟ وهل نصدق فعلا ان الثورة في تونس حققت اهدافها وان من خرجوا حققوا حريتهم ، انظر الى العاصمة وحظر التجول ودعس المتظاهرين وسحلهم في الشوارع .. هذه المرة لا تركز عليهم وسائل الاعلام بل ان بعضها لا يكلف خاطره بخبر صغير على الشريط اسفل الشاشات .. انظر الى اليمن كيف خرج الملايين في اول اسبوعين من الثورة وكيف تداعى النظام وسقط او كاد وكيف انقلب عليه الجيش وبدت الامور وكأنها مسألة ساعات .. ثم فجأة فإذا نحن امام مشهد مختلف ومفاجئ ، الملايين المنظمة تخرج بحلل ابهى لتأييد الرئيس صالح ، هكذا وبكبسة زر .. من يخرج الناس على الفيس بوك ، جماهير مصر التي اختصرت زمنها في العقود الاخيرة على ايقاع توقيت مباريات كرة القدم ( الماتش .. والماتش الذي يليه ) فجأة تخرج بكل هذا الوعي والتصميم والارادة لاسقاط النظام . صاحب المليارات الثمانين بالمناسبة لم نعد نسمع بها الآن على الفضائيات .. ثم لا يجرؤ احد على حرق ولو خرقة تمثل العلم الاسرائيلي أو حتى الامريكي يا سيدي والشعب المصري كان يعرف جيدا ان من صنع نظامه ودعمه هم الامريكان والصهاينة .. ثم يفجر انبوب الغاز ويعاد ضخ الغاز من جديد وتصدر التصريحات اننا مع كامب ديفيد ويقال لنا لا تستعجلو يا جماعة فكل شئ بأوان ،، الملايين الثائرة على قلب رجل واحد عاقلة كلها ولا تريد فتح ابواب هي بغنى عنها .. هل هكذا تتم الثورات ،، الجزيرة التي تعرض مشاهد لمظاهرات في سورية هي اشبه بالتمثيليات العربية سيئة الإخراج أضحت هي وسيلتنا الوحيدة للتعرف على حقائق الأمور .. الشعب العربي مرتهن للجزيرة ( حصان طروادة ) فما تقوله حق لا يناقش وما تنفيه باطل لا مراء فيه .. والجماهير العربية (الواعية يخزي ...العين ) والتي لا تنجر وراء الاشاعات والغرائز (لا سمح الله) هي التي تخرج وتسقط الانظمة وتطالب بالحرية والديمقراطية وإذا لم يجدي التظاهر السلمي مثلا ولا يستطيع الفيس بوك إلا جمع بضع عشرات او مئات .. نرى هذه الجماهير ترجع الى البيوت لتظهر مسلحة في اليوم التالي وتحرق وتغتال وتقتل وتهدم .. العتب ليس على الناس العاديين وإنما على المثقفين ، الذين انجر بعضهم الى التهليل لكل هذا الواقع الافتراضي على الشاشات ( الواقع المفرط كما سماه بودريارد) .. واسجل عتبي اليوم على الكاتب في صحيفة الاخبار اللبنانية ابراهيم الأمين الذي يتناول موضوع المطالب الشعبية وكأنه موضوع يحرك الشارع في سوريا مع اقراره بالمؤامرة الكبرى .. اللعبة ان شاء الله ستنكشف والتعويل على الجيش السوري والرئيس بشار .. وانا بالمناسبة لست علويا ولا مسيحيا ولست حتى من سوريا .. انا عربي من الاردن اعشق المقاومة والسيد حسن واحدد اتجاهي على مؤشر بوصلتها .. بعد ان ضاعت البوصلات وتم التلاعب بها وقلبت الاقطاب وحضر للفتنة التي تلوح اعلامها .. تلك الفتنة التي وصفها رسول الله بأنها كقطع الليل المظلم يمسي الحليم فيها حيرانا ..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...