«حي المحروقات» في حماة .. سوق سوداء للغاز والمازوت بأسعار خيالية !!

09-03-2019

«حي المحروقات» في حماة .. سوق سوداء للغاز والمازوت بأسعار خيالية !!

مع استمرار الازدحامات الخانقة أمام مركز توزيع مادة الغاز المنزلي، وعدم توافر مادة المازوت المنزلي بشكل متناسب مع الاحتياجات، وبعد تخيصص مادة البنزين لحاملي البطاقة الذكية، باتت ما تسمى (السوق السوداء) جزءاً أساسياً من سوق المحروقات، ومن الكفاح اليومي للمواطنين في محافظة حماة.

وسط هذه البيئة، يتزايد الاعتقاد بين صفوف المستهلكين بأن سبب النقص في المحروقات والغاز يعود بالدرجة الأولى إلى احتكار التجار لها مستغلين زيادة الطلب عليها لرفع السعر، وليس النقص الحاد في التوريدات التي رغم تراجعها، إلا أن توافر المشتقات في السوق السوداء يؤكد بأنها ليست بالحدة التي يتم الترويج لها.

ويؤكد هؤلاء أن صعوبة حصولهم على الغاز المنزلي تضطرهم للجوء إلى السوق السوداء،

يقول أحد المواطنين : لم نحصل على أسطوانة غاز منذ أكثر من شهر بحجة عدم تمكن الموزع من الحصول على المادة من شركة المحروقات بسبب قلتها، وهذا الأمر اضطرني للجوء إلى السوق السوداء للحصول على أسطوانة غاز لكن بسعر 7 آلاف ليرة!!.. يتكرر المشهد مع (غ. سعيد) أحد الموظفين في المدينة، الذي بدأ شكواه يائساً بالقول: حصلت على مئة ليتر من مادة المازوت منذ أكثر من ٣ أشهر ولدي طفلان صغيران بحاجة إلى تدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة وهذه الكمية لا تكفيني سوى شهر ونصف الشهر، لجأت إلى عدة جهات للحصول على بقية المخصصات من المادة من دون جدوى.. وكان الجواب دائماً «لا يوجد مازوت».

يعرف سكان حماة جميعاً ذلك السوق في «حي المناخ»، ومن لم يكن يعرفه سابقاً فقد تسنى له ذلك خلال سنوات الحرب القاسية التي تعرضت لها سورية، ذلك الحي يدعى اليوم بـ «حي المحروقات» كناية عن طبيعته الجديدة، إذ تنتشر فيه عدة محال «وعلى عينك يا تاجر» تقوم ببيع البنزين والمازوت والغاز.وإن الحصول على المازوت من ذلك الحي (أهون من شربة المي).. لكن يجب أن تدفع 16000 ل. س لكل 40 ليتراً!، كما قال أحد المواطنين ، مستطرداً: تتوافر مادتا المازوت والبنزين بكثرة ويقولون لك «قد ما بدك بعطيك».

تنتقل اللقطات الشتائية مع المحروقات إلى ريف المحافظة، يروي الكثير من أهالي مدينة مصياف معاناتهم مع هذه الأزمة المتجددة منذ بداية فصل الشتاء وذلك بسبب اللجوء إلى مادة الغاز من أجل التدفئة، متسائلين: لماذا يتوافر الغاز ولكن بأسعار خيالية، وكذلك الأمر بالنسبة لمادتي البنزين والمازوت الموجودتين دائماً في السوق السوداء بينما لا نستطيع الحصول عليهما من محطات الوقود بالسعر النظامي، وطالب الأهالي الجهات المعنية بالتحقيق في هذا الموضوع وتوقيف القائمين عليه وتخليص المواطنين من تجار الأزمات الذين يحاربونهم. تواصلت مع مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حماة -زياد كوسا الذي أوضح أنه منذ بداية العام الجاري وحتى هذا الوقت تم تنظيم أكثر من 175ضبط مخالفة بحق من يتاجر بمادة الغاز والمحروقات، وصدر قرار بسحب رخص ثلاثة معتمدين لمادة الغاز بسبب الاتجار بها. و، طالب كوسا المواطنين بالتعاون مباشرة مع المديرية من خلال الإبلاغ عن أي مخالفة لتتم معالجتها على الفور لأن كبح الاحتكار والاستغلال يتطلب تضافر الجهود الحكومية والشعبية.

 

سناء هاشم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...