«خرافات الطاقة»: بدائل السياسة والدين في الإعلام
يقابلنا يوميًا، في الواقعين المادي والافتراضي، كم كبير من النصائح التي تكفل إنقاذنا من دوامات الاكتئاب واليأس والعثرات والحساسية والسمنة! نصائح تدعي أهمية مطلقة وتأثيرًا شاملاً، بما لا يتوافق مع سذاجتها أو أسسها العلمية، وإن اكتظت الجمل بكلمة العلم ومشتقاتها. فهل تنصلح حياتنا الأسرية برش الملح في المنزل؟ وهل تتحقق السعادة بتغيير وضع المكتب أو لون الحائط؟ وهل نقهر السمنة دون خفض عدد السعرات الحرارية المكتسبة، بل مع زيادتها بأي درجة نشاء؟
دائمًا ما يعقب الصدمات النفسية الكبرى تغير في حياة الفرد، بما فيها درجة التدين والمسلك الروحاني. هذا أمر ملموس أيضًا على مستوى المجتمعات، بعد الكوارث الطبيعية والحروب الكبرى والإحباطات الجماعية. لذا، ليس من العجيب أن نشهد تحول البوصلة الروحانية في العالم العربي خلال السنوات الماضية نحو ميراث «حركة العصر الجديد»؛ مثل قانون الجذب، والطاقة، والتنجيم، واليوجا، والأبراج، والتاروت، والأحجار الكريمة، والبرمجة اللغوية العصبية وغيرها.
صحيح أن ممارسات حركة العصر الجديد لم تكن البديل الوحيد الذي لاذ به العرب المحبطون، فالتدين الصوفي في انتشار ملحوظ، كما اتجه بعض شباب جماعات الإسلام الوسطي نحو السلفية الجهادية بمختلف حركاتها. إلا أن ممارسات «العصر الجديد» على وجه الخصوص، أخذت تنتشر في السنوات القليلة الماضية بشكل ملحوظ في الإعلام المؤيد للأنظمة القائمة بشتى قنواته، خاصة الفضائيات والمحطات الإذاعية، حيث يستضاف «علماء» الفلك والطاقة والأبراج – مثلاً – دون أي انتقاد أو اعتراض يذكر؛ فلا تكاد تجد اهتمامًا ببيان حقيقة هذه العلوم الزائفة، إلا من ذوي المنطلقات الدينية. كأن الجهد التنويري لا يبذل إلا لذود الأفكار الدينية عن المجال السياسي، أما الخرافات والشعوذة فلا ضرر منها ما دامت خارج هذه المساحة.
في الواقع، كان لمحدودية تأثير هذه المعتقدات والممارسات على المجال العام، وتوافقها مع قيم ونمط العيش في المجتمعات الحداثية، دور كبير في التسامح معها، عالميًا وعربيًا. بل رأى فيها عالم الاجتماع والإنسان البريطاني «بول هيلاس» – صاحب كتاب «حركة العصر الجديد» – أكثر من مجرد التوافق، مثلما يدل العنوان الثانوي لكتابه المذكور، الذي جعله «الاحتفاء بالذات وتقديس الحداثة». لكن ما القصة؟
حركة العصر الجديد
بداية، تنبغي الإشارة إلى أن ظهور حركة العصر الجديد لم يكن مفاجئًا، فهي حلقة في سلسلة من الحركات الروحانية الغربية المتتالية والمتقاطعة، نشطت قبل عدة قرون، كما سنبين الآن، أما جذورها فيمتد بعضها في الماضي آلاف السنين.
النشاط الروحاني في الغرب
كردة فعل تجاه عصر التنوير والمنهج العلمي الذي اجتاح شتى المجالات البحثية، شهد الغرب نشاطًا للحركات الروحانية الباطنية التي حاول أكثرها اكتساب صبغة علمية. مثل «فرانز أنطون ميزمر» (1734-1815)، الطبيب والمنجم السويسري الذي ادعى وجود قوة طبيعية خفية أسماها بــ«المغناطيسية الحيوانية»، تسري في جميع الكائنات الحية، يمكن إثباتها علميًا وتوظيفها لأغراض عدة، ورغم فشله في ذلك، فقد أثرت أفكاره في الكثيرين. وكذلك «هيلينا بلافاتسكي» (1831-1891)، المنجمة الروسية التي ادعت لقاءها بجماعة من الحكماء، اصطفتها وأرسلتها إلى التبت حيث تلقت تدريبًا روحانيًا كشف لها عن جوهر الأديان.
وخلال القرن التاسع عشر، ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية مدارس «الفكر الجديد»، التي تؤمن بقداسة الإنسان، إذ أن المطلق/المتعالي/ الإله لا يقبع داخل الكنيسة، ولا في السماء منفصلاً عن العالم، بل هو روح مبثوثة في كل الطبيعة، بما فيها الإنسان. كذلك لعبت «جمعية البحث والتنوير» – ومؤسسها «إدجار كايس» (1877-1945) المنجم والعراف الأمريكي الشهير – دورًا هامًا في تهيئة الجماهير لاستقبال حركة العصر الجديد.
في انتظار العصر الجديد
إلى جانب هذه السلسلة من النشاط الروحاني السابق، لا يمكن التغاضي عن دور الحربين العالميتين في دفع الشباب إلى التنقيب عن مسالك روحانية جديدة، أكثر مرونة، يمكن تطويعها وفق الحاجات الشخصية بعيدًا عما ألفوه. بل إن الحرب العالمية الأولى وحدها كانت كافية لإشعال هذه الرغبة. مثلما يظهر في مقدمة «روم لاندو»، المستشرق والكاتب الإنجليزي، لكتابه «الإله هو مغامرتي»، حيث يقول:
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، كان غالبًا ما تتحول دفة الحوار، أيًا كان، إلى الحديث عن خوارق الطبيعة، هكذا كان الأمر أينما ذهبت، سواء إلى إنجلترا أو القارة الأوروبية أو أمريكا أو الشرق الأقصى. بدا أن كثيرًا من الناس يشعرون كما لو كانت حياتهم اليومية مجرد وهم، وأنه في مكان ما، بطريقة ما، لا بد من وجود حقيقة أعظم شأنًا.
في هذه الأجواء، بدأ التبشير بعصر جديد، عصر ثورة روحانية تختفي فيه الحروب والأمراض والفقر والعنصرية، ويسود الإخاء والمحبة. ويحتاج هذا إلى معتقدات وممارسات روحانية موحدة، يمكن للجميع ممارستها. فعمد هؤلاء المبشرون إلى خلط التراث الروحاني الغربي والغنوصية المسيحية بتراث الأديان والفلسفات الشرقية القديمة، التي كانت تلقى آنذاك اهتمامًا واسع النطاق.
أما التأسيس الحقيقي لحركة العصر الجديد، وتميزها عن الحركات الروحانية السابقة، فقد تم بإنجلترا، في أوائل السبعينيات، على يد الأمريكي «ديفيد سبانجلر». إذ أعلن عن قرب مجيء العصر الجديد بعدما أدت مجموعة من الأحداث الفلكية إلى صدور موجات جديدة من الطاقة الروحانية. لكن يتوجب على أنصار الحركة استخدام هذه الطاقة لتحقيق النبوءة. ثم عاد سبانجلر إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ونشر عددًا من الكتب التي حققت مبيعات ضخمة.
أخذ أنصار الحركة في الازدياد، وانضم إليها عدد من الشخصيات العامة والنجوم. كان من أشهرهم في الثمانينيات «شيرلي ماكلين»، الممثلة الأمريكية المولودة عام 1934، الحائزة على جائزة أوسكار أفضل ممثلة، التي وقفت على أحد الشواطئ مرة وصاحت في نشوة روحانية: «أنا الإله». وفي مذكراتها، تحدثت ماكلين عن قصصها مع الكائنات الفضائية والإسقاط النجمي.
كانت الحركة أشبه بمظلة كبيرة، شديدة المرونة، أخذت تضم تحتها مزيدًا من الممارسات والمعتقدات والتعاليم المختلفة. اتضح هذا في وقت مبكر، واستخدم الكثيرون رياضاتها الروحانية تحت أسماء مختلفة، وانتشرت المتاجر المتخصصة في بيع البرامج التدريبية والكتيبات وأشرطة الفيديو الخاصة بالحركة في أرجاء العالم الغربي، حتى ظهرت لها موسيقى خاصة تحمل اسمها: موسيقى العصر الجديد.
ولعل هذه المرونة والالتباس واستقلالية البعض عن الكل، هي ما كفلت للممارسات والرياضات الروحانية الاستمرار – حتى بين نخبة المجتمع – بعد انطفاء الحركة وذبولها مع نهاية الثمانينيات. مثل الوساطة الروحانية، التي ما يزال أربابها يحققون مكاسب كبيرة. من أشهرهم اليوم «جودي زيبرا نايت»، التي تدعي التواصل مع كائن روحاني يدعى «رامزا»، تقوم تعاليمه على مبادئ أربعة، منها «أنت الإله»، و«الوعي والطاقة هما المكونان الحقيقيان للعالم».
أما الاسم نفسه – حركة العصر الجديد – فقد توارى بدرجة كبيرة أمام بدائل محايدة، لا تدل على عصر مثالي منتظر – عدل بالفعل بعض رموزها عن الإيمان بقدومه – بقدر ما هي تصنيف يضم مجموعة متنوعة من الممارسات والفلسفات الروحانية.
العالم العربي والعصر الجديد
لا شك أن العالم العربي، كسائر أرجاء العالم، قد شهد انتشارًا لثقافة العصر الجديد، خلال الربع الأخير من القرن العشرين. لكنه ظل انتشارًا محدودًا وخافتًا فترة طويلة، ولعل سبب ذلك كان تزامنه مع «الصحوة الإسلامية»، ذات الطابع السلفي، التي هيمنت على الشارع العربي. ليزداد الحرص على ابتكار تأصيلات وتوفيقات دينية لهذه المفاهيم والممارسات. من زاوية أخرى، أظهر كل من التدين الشعبي والممارسات الباطنية هوسًا مبكرًا باكتساب الشرعية العلمية، وهو نزوع أصيل لدى حركة العصر الجديد. لكنه سيعزز القابلية لتصديق وتبني أشد أساطير الخيال العلمي سذاجة.
أما عن التوفيقات الدينية لحركة العصر الجديد، فلا حاجة إلى التدليل على نجاحها بعد تسرب هذه المفاهيم إلى قصص التدين الشعبي ذاتها. مثل حكاية مختلقة، اشتهرت في التسعينيات، بطلها الشيخ أحمد ديدات، الداعية الهندي الشهير بمناظراته الشيقة مع المبشرين المسيحيين. في هذه القصة، سيخضع ديدات لفحوصات أحد أجهزة قياس الطاقة الروحانية عدة مرات، على غير طهارة في المرة الأولى، ثم بعد الوضوء، والأخيرة عقب أدائه إحدى الصلوات. ليسجل الجهاز «علميًا»، تسامي طاقتة الروحانية بقفزات مذهلة، عقب الوضوء مرة، وأخرى عقب الصلاة.
وعبر قصص وسرديات مشابهة، سينشأ نوع من الألفة مع مفهوم الطاقة الغامض هذا. فهي طاقة تنقسم عادة إلى إيجابية وسلبية، تنتقل بين البشر وتؤثر على الروح والحالة النفسية وجودة الحياة. تنتج تارة عن ترتيب إضاءة المطبخ ولون حوائطه، وتارة عن الأحجار الكريمة، وتارة عن وضعية الجلوس، وتارة عن الصلاة، وتارة عن الصيام، وفق درجة تدين الخطاب المستخدم. لكنها ليست بالطاقة الفيزيائية القابلة للقياس، والمعرّفة بالقدرة على القيام بالشغل. إنه مفهوم غامض شبيه بالمغناطيسية الحيوانية المذكورة، وما يقابلها في فلسفات وحدة الوجود القديمة.
أما بداية العصر الذهبي لهذه الثقافة عربيًا، فستحين في بداية الألفية الجديدة مع بلوغ الراحل إبراهيم الفقي ذروة مجده. إبراهيم الفقي رائد كثير من المجالات، كما جاء في كتبه، منها التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، كما أنه مؤسس «علم» ديناميكية التكيف العصبي، و«علم» قوة الطاقة البشرية، وخبير عالمي في التنويم بالإيحاء و«الريكي»، حاصل على دكتوراه في «علم» الميتافيزيقا! في مقدمة «الطاقة البشرية والطريق إلى القمة»، آخر كتب الراحل، الصادر عام 2009، نقرأ:
لقد أسست منذ سنوات علمًا هامًا ألا وهو علم «قوة الطاقة البشرية» والذي صار له ماركة مسجلة وصار معترفًا به على مدار العالم كله، والذي يلبي رغبة أساسية لدى الإنسان تتمثل في سعيه الدائم أن يرتقي بنفسه وأن يتحول باستمرار إلى ما هو أفضل.
ودون التطرق إلى تعريفه للعلم، أو السؤال عن موضع هذا العلم «الهام» و«المعترف به على مدار العالم كله» من مناهج جامعات العالم، ننتقل إلى الفصل المخصص لأنواع الطاقة في الكتاب. يبدأ الكاتب الراحل الفصل بالطاقة الحركية، لكنها ليست بالطاقة الحركية التي سيتطرق إليها ذهن طالب الصف الإعدادي، المقاسة بوحدة الجول، المقابلة لطاقة الوضع، فما هي إلا «الحركة». ثم ينتقل إلى «الطاقة الجسمانية»، المقسمة إلى طعام وشراب وتـنفس. ثم «الطاقة الفكرية»، حيث كتب في صندوق كارتوني: «إذا أردت أن تغير مصير حياتك غيّر إدراكك». ثم «الطاقة العاطفية». ليختتم الفصل بـ«الطاقة الروحانية»، حيث شدد على أهمية العلاقة بالله سبحانه وتعالى.
بشكل عام، يحمل المحتوى الذي قدمه الراحل كمًا كبيرًا من الادعاءات العلمية المرسلة، والتمسح الفج بالعلم، إلى جانب الدور الكبير الذي يلعبه مفهوم الطاقة المبهم. لكن الحضور القوي للرقائق الدينية الفضفاضة يسمح بتأويل ديني لمعظم المفاهيم والرسائل المتضمنة ذات الأصول الباطنية. لكن ميزان القوة الذي اضطر فلسفات العصر الجديد للرضوخ أمام الدين في البداية، ستنقلب كفته خلال سنوات قليلة.
إلا أن القدر لن يمهل الراحل فرصة لرؤية ذلك، إذ توفي في حريق مأساوي عام 2012 سيتناوله خبراء علوم الطاقة بالتحليل، مثل «علم طاقة المكان»، وهو «علم شامل بمعنى أنه يعلم أسباب كل شيء فى حياة الإنسان، لذلك هو علم يساعد كل العلوم على اكتشاف حقائق جديدة لم تكتشفها هذه العلوم، عندما يعجز علم النفس أو الاجتماع أو الطب أو الرياضة أو الزراعة عن تفسير ظاهرة ما يأتي علم الطاقة ليجيب على هذه التساؤلات التي تحير أصحاب هذه العلوم».
في هذه الفترة تقريبًا، كان النجاح العالمي الذي حققه كتاب «السر»، للأسترالية «روندا بيرن»، ما تزال شعلته متقدة، وقد ترجم إلى عشرات اللغات، من بينها العربية. يقوم الكتاب على فكرة «قانون الجذب» – مع الانتباه إلى الطابع العلمي الصارم لمصطلح «قانون» (law) – الذي ينص على قدرة الإنسان على جذب ما يشغل تفكيره، أيما كان. فإن شغل المال تفكيرك، ستجذبه إلى حياتك. وإن شغل الخوف من المرض تفكيرك، فستمرض لا محالة.
أو كما جاء في رواية «الخيميائي» للكاتب البرازيلي «باولو كويلو» – التي عادت لتتصدر مبيعات هذه الفترة – بصيغة أقل جرأة: «إذا أردت شيئًا ما، فسيتآمر الكون بأكمله كي تنال مبتغاك». أما دعم قانون الجذب ببعض النصوص الدينية فكان أمرًا يسيرًا، سارع إليه عدد من الدعاة، قبل أن يلتفت البقية إلى عقيدة وحدة الوجود التي تملأ الكتاب، والمزاعم العلمية الكاذبة، ومخالفة طبيعة القانون الحتمية لكم أكبر من النصوص وسيرة الرسل والصالحين.
وقانون الجذب، سواء بصيغة كتاب «السر» أو رواية «الخيميائي»، يتطابق بوضوح مع تعاليم حركة الفكر الجديد المذكورة سلفًا، التي تؤمن بقدرة الذهن المطلقة على تشكيل الواقع. فجميع الأمراض والأحزان والاضطرابات مصدرها التفكير الخاطئ، بينما التأمل المستمر والإيمان بالفكرة قادر على تحقيق الشفاء وجلب الثروة، أو تجسيد الفكرة أيًا كانت، حتى أنك إذا آمنت بأن الطعام – بأي كمية وأي دسامة – لا يؤثر في وزن الإنسان، فلن تسمن أبدًا.
بعد اندلاع الثورة عام 2011، وما تلتها من أحداث غيبت جزءًا كبيرًا من التيار الديني عن المجال العام والإعلام، اتسعت المساحة المخصصة لأرباب ممارسات العصر الجديد، الذين واصلوا التمسح بالعلوم؛ مثل إحجام المشتغلين بالأبراج والإسقاط النجمي عن استخدام لفظة «التنجيم»، واستبدالها بـ«علم الفلك»، في حين أن المقابل الإنجليزي للأولى – Astrology – هو ما يستخدم في الغرب اسمًا لهذه الممارسات، بينما المقابل الإنجليزي لعلم الفلك المختص بدراسة الأجرام السماوية وحركتها هو Astronomy.
كما استمرت أسلمة ثقافة العصر الجديد على طريقة الإعجاز العلمي، مثل الادعاء بأن حركات الصلاة، أو السجود تجاه الكعبة (الواقعة في مركز الطاقة الإيجابية للكرة الأرضية أحيانًا، والكون أحيانًا أخرى) تخلص الجسم من مخزون الطاقة السلبية.
إلا أن الفترة الأخيرة تشهد ميلاً متزايدًا إلى تأويل الدين لصالح فلسفات وممارسات العصر الجديد، حتى غدت الطاقة تفسيرًا «علميًا» للفرائض الدينية، والرخص الشرعية، والحضور الإلهي وطبيعته ذاتها. بينما لم ينجُ من هذا الفخ، من بين المشتغلين بالتنمية البشرية، بمن فيهم أصحاب التوجهات الدينية، إلا قلة.
إضاءات
إضافة تعليق جديد