«داعش» يباغت الأكراد في عين عيسى
في تطور جديد على صعيد الحرب التي تخوضها «قوات حماية الشعب» الكردية، تمكن تنظيم «داعش» من اختراق مدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي، وذلك بعد هجوم عنيف استعمل خلاله السيارات المفخخة.
في هذا الوقت، وسع التنظيم دائرة معاركه لتشمل المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية في الشرق والشمال الشرقي من سوريا (المنطقة الممتدة من جنوب عالية في أطراف محافظة الحسكة، وصولاً إلى محيط منطقة صرين في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة عين العرب مروراً بمحافظة الرقة، وحتى رأس العين)، في محاولة منه لكسر انتصارات الوحدات الكردية وزيادة تحصين الرقة التي فقد آخر نقاط الدفاع عنها بعد سقوط عين عيسى بيد الوحدات الكردية.
وأوضح مصدر «جهادي»، أن التنظيم قام قبل مدة بتغيير «ولاته» في كل من الرقة والحسكة ودير الزور، وبدأ يحشد قواته لمواجهة «الخطر الكردي»، مشيراً إلى أن التنظيم «يهدف من فتح عدة جبهات الى تشتيت القوات الكردية، ما يمكنه من تحقيق اختراقات لكسر انتصارات الأخيرة».
وقال مصدر كردي في الحسكة، إن التنظيم «استقدم تعزيزات من تركيا عبر مدينة جرابلس الحدودية والتي يسيطر عليها قبل بدء الهجوم»، متهماً «الحكومة التركية بدعم التنظيم في حربه ضد الوحدات الكردية».
وقال المتحدث باسم الوحدات الكردية ريدور خليل إن «التنظيم شن فجر اليوم (أمس) هجوماً واسع النطاق، بدءاً من قرية بديع عالية على الطريق الدولي مروراً بقرية شركراك والكنطري وانتهاء بعين عيسى»، موضحاً أن «التنظيم لم يتقدم في أي جبهة سوى جبهة عين عيسى»، مشيراً إلى أن «اشتباكات تدور الآن داخل عين عيسى»، الأمر الذي يؤكد أن مسلحي التنظيم تمكنوا من اختراق المدينة برغم نفي القيادات الكردية ذلك.
وتشكل المدينة نقطة دفاع متقدمة عن مدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في سوريا، وكانت الوحدات الكردية سيطرت عليها بعد انسحاب مسلحي التنظيم من المدينة قبل نحو أسبوعين، وذلك بعد سيطرتهم على مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا.
وفي السياق ذاته، قال مصدر ميداني أن مسلحي «داعش» قاموا بتفجير سيارة في نقطة تمركز للوحدات الكردية في منطقة المبروكة في ريف رأس العين، نفذها انتحاري لا يتجاوز عمره الـ 15 عاماً، وفق ما بثت صفحات موالية لـ «داعش». وكثف مسلحو التنظيم هجماتهم على مفرق غسان بين تلحميس واليعربية شرق الحسكة، في حين تمكنت الوحدات الكردية من السيطرة على منطقة جسر ابيض على طريق الحسكة ـ الرقة غرب الحسكة.
وبالتزامن مع تكثيف التنظيم هجماته على مواقع الوحدات الكردية، رفع «داعش» من وتيرة الهجمات الانتحارية داخل مدينة الحسكة، حيث فجر انتحاري سيارة قرب محطة الكهرباء جنوب المدينة، في حين فجر الجيش السوري سيارة أخرى يقودها انتحاري في المنطقة ذاتها، قبل أن يعود التنظيم ويرسل انتحارياً بسيارة إلى نقطة دوار البانوراما على طريق تل ابيض، تمكن الجيش السوري من رصدها وتفجيرها قبل وصولها إلى هدفها.
وعزا مصدر ميداني لجوء التنظيم إلى تكثيف هجماته الانتحارية إلى محاولة تعويض النقص في قواته التي قام بسحب بعضها من معارك مدينة الحسكة نحو المعارك المشتعلة مع الوحدات الكردية على عدة محاور، حيث أبقى على قوة تتمركز في كل من النشوة الغربية، النشوة فيلات، النشوة شريعة، ومنطقة الدوائر جنوب المدينة، في وقت تقوم فيه قوات الجيش السوري بتمشيط حي النشوة الشرقية الذي استعادته قبل يومين.
وفي مدينة الحسكة أيضاً، تمكن مسلحون من «داعش» من التسلل إلى عدد من الأحياء التي تسيطر عليها القوات الكردية إضافة إلى قرى المعروف، الحمر، تل ابو عمشة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة تبعتها عمليات تمشيط قامت بها الوحدات الكردية بحثا عن مسلحي التنظيم الذين انسحبوا أمام الغزارة النارية التي استعملها الأكراد، وبتغطية من سلاح الجو السوري، وفق تأكيد مصدر ميداني.
وعلى الرغم من تعدد الجبهات التي فتحها التنظيم والاستخدام المكثف للانتحاريين والمفخخات، قلل مصدر كردي من «خطر تمدد التنظيم»، موضحاً أن «الخرق الذي حدث في عين عيسى لن يؤثر بشكل كبير على مجريات الأحداث»، معتبراً أن «الوحدات الكردية ستستعيد المدينة في أقرب وقت»، مشدداً على أن «الهجمات الأخيرة هي محاولة تركية لقلب الموازين وخلط الأوراق في المنطقة وسيتم استيعابها».
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد