«سلطة بلدي» فيلم مصري يعالج الهجرة وتغيير الدين

20-10-2007

«سلطة بلدي» فيلم مصري يعالج الهجرة وتغيير الدين

لم تجد المخرجة المصرية نادية كامل وسيلة ترد بها على رسائل الجهاد التي يسمعها إبن شقيقها في مساجد القاهرة سوى أن تكشف له في فيلم وثائقي عن حكاية أسرتها في الزواج المختلط وهي قصة تمتد إلى إيطاليا وإسرائيل.

وتقول وكالة رويترز في تقرير لها إن الفيلم ومدته 105 دقائق يكشف عن التنوع والتسامح الذي استمر حتى القرن الـ21 عندما بدأ الحديث عن الصدام بين الاسلام والغرب.

ويتناول هذا الفيلم الوثائقي الذي يحمل إسم "سلطة بلدي" قضايا حساسة للغاية تتعلق بالهجرة وتغيير الدين.

وتحكي نادية كامل في فيلمها عن جدتها ماري التي ولدت نصف يهودية مصرية نصف مسيحية إيطالية وتزوجت مسلما.

وكانت ماري شيوعية ومؤيدة قوية لحقوق الشعب الفلسطيني لذلك قطعت صلاتها بأقاربها اليهود الذين انتقلوا عام 1946 إلى فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني.

ويسير الفيلم مع ماري في محطات حياتها إلى أن اتخذت قرارا لم يحظ بموافقة بعض أقاربها المسلمين في مصر عندما قررت زيارة أقاربها المسنين في إسرائيل.

وتكشف صور ماري في الثلاثينيات والأربعينيات عن مصر متنوعة الأعراق والأديان بها إيطاليون ويهود ولبنانيون.
ويظهر الفيلم كيف أن المجتمعات في الشرق الأوسط اضطرت إلى تبني حدود جديدة وواقع سياسي جديد مع قيام دولة إسرائيل عام 1948 وهو الأمر الذي مزق بعض العائلات.

وقالت المخرجة نادية كامل بعد عرض فيلمها في مهرجان أبو ظبي السينمائي "لقد صنعت هذا الفيلم حتى نتمكن من الحديث".

وتابعت قائلة "ليس لأن التطبيع جيد أو سيئ ولكن لأنه بات من المحرمات، وأنا لا أريد خطوطا حمراء".

وشكا بعض المشاهدين من أن الفيلم يذهب بعيدا في التعاطف مع الاسرائيليين. ورفضه البعض الآخر باعتبار أنه دعوة إلى "التطبيع".

وأظهر الفيلم التماثل بين الأسرة المسلمة في مصر، والمسيحية في إيطاليا، واليهودية في إسرائيل. فهم متشابهون، وبيوتهم تبدو متماثلة، ويتحدثون إلى بعضهم في مزيج من العربية والايطالية والفرنسية.

وكان شقيق ماري قد ذهب إلى إيطاليا بعد أن باتت الحياة صعبة على الأجانب في مصر، وظل والديها في مصر، وذهب إبن عمها للقتال من أجل إقامة دولة إسرائيل ولكن أقارب آخرين غادروا مصر خوفا.

وأحد أقاربها اليهود مازال يستمع إلى غناء أم كلثوم، وتتحدث زوجته عن العلاقة الحميمة التي كانت تربطها بجيرانها المسلمين في القاهرة الذين كانوا يعاملون إبنتها كابنتهم.

وأبناء هذه "الابنة" في الجيش الاسرائيلي حاليا وقد علقت صورهم في الزي العسكري في غرفة ينساب فيها صوت أم كلثوم.

وتقول المخرجة "إن الفيلم رسالة إنسانية، فجميع الأديان تحمل رسالة ضد القمع والاضطهاد".

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...