«لو» التي تفتح باب الوطن والعمل
الجمل- ميساء آق بيق: لو كنت أستطيع أن أعطي أفراد شرطة المرور إجازة إجبارية طويلة وأن أنشر عناصر الشرطة في الشوارع للقبض على كل من يخالف القوانين المرورية في البلد وإيداعهم السجون!!..
لو كنت أستطيع أن أفصل كل مهندسي البلدية بسبب الطريقة المريعة التي تم تعبيد الشوارع بها حتى أصبحت كالتلال المتواصلة التي تكسر وتعطب كل السيارات في البلد..
لو كنت أستطيع أن أجمع كل "ميكروباصات السيرفيس" وأرميها في ساحات الخردة لكي أريح البشر من التلوث الذي يتنفسونه وأقلل من احتمالات السرطانات بين سكان المدن، وأوفر على الناس المناظر المؤذية والحوادث المرورية وإزعاجات سائقيها.. ثم أنشر حافلات جديدة نظيفة تتسع لأعداد أكبر من الركاب وتستخدم وقودا أقل تلوثا..
لو كنت أستطيع أن أجمع كل الشاحنات الصغيرة التي تملأ البيئة دخانا أسود يقتل البشر والحجر والأخضر واليابس وأحطمها وأعوض أصحابها بقروض طويلة الأمد لكي يتخذوا مصدر رزق بديل..
لو كنت أستطيع أن أنقل كل وزارات ودوائر ومؤسسات الدولة خصوصا منها التي يحج إليها المراجعون إلى خارج المدن لكي أخفف الازدحام عن الشوارع ومواقف السيارات..
لو كنت أستطيع أن أباشر فورا ودون أي تأخير في مشروع قطار الأنفاق الذي يربط أطراف مدينة دمشق بعضها ببعض لتخفيف العبء المادي عن الفقير وتوفير المواصلات التي لا تتوقف فلا يتعطل أي موظف أو طالب أو مدرس أو ممرض أو.. أو.. عن الوصول إلى عمله والعودة إلى منزله، وتوفير أثمان الوقود الذي تستهلكه السيارات وإراحة الطرقات من التكدس الدائم لسيارات المواطنين وسيارات الأجرة..
لو كنت أستطيع أن أجمع كل مبرمجي الكمبيوتر في بلدي –وهم كثير- وأمنحهم مكافآت وأطلب منهم أن يصمموا برامج تقنية سهلة لكل دوائر ومؤسسات الدولة لكي نتخلص من الملفات التي يعلوها الغبار وننظم عملية استقبال المراجعين بشكل رقمي يوقف التكدس البشري والرشى التي تتناثر في كل مكان..
لو كنت أستطيع أن أطلب تسجيل بلدي في كتاب "غينيس" للأرقام القياسية كأكثر دولة فيها حفر في الطرقات وأغطية بالوعات للصرف الصحي مرتفعة عن الأرض تفاجئ السائقين وتخرب بيوتهم..
لو كنت أستطيع أن أنشر سيارات التظليل في الشوارع لكي تحدد أماكن المطبات الصناعية وأن أضع لافتات التنبيه قبلها رحمة بالسائقين والركاب..
لو كنت أستطيع أن أفتح المجال لكل المستثمرين دون شروط أو قيود لبناء مراكز ترفيه ورياضة صحية للأطفال والشباب الذين باتوا يقضون أوقاتهم في التسكع وتدخين الشيشة والكلام الفارغ لأحميهم من الانجراف إلى غياهب أخرى أخطر قد تكون المخدرات أو الاغتصاب..
لو كنت أستطيع أن أزيد مساحات الحدائق الخضراء التي تتنفس من خلالها المدينة وتشكل متنفسا لكبار السن الذين حكم عليهم غالبية أفراد المجتمع بالسجن في منازلهم لعدم وجود مكان آخر لديهم ليتحركوا فيه..
لو كنت أستطيع أن أبني مستشفيات على أسس حديثة ومتطورة وأن أستقطب كل الأطباء السوريين الكثيرين المنتشرين في بلاد المهجر والمبدعين في مجالات عملهم في الخارج على الأقل كأطباء زائرين لأساعد هؤلاء المرضى الذين لا تسمح لهم إمكانياتهم بالسفر والعلاج في الخارج ولكي لا أحكم عليهم بالإعدام المباشر وانتظار الموت..
لو كنت أستطيع أن أرفع رواتب معلمي المدارس لكي يتعلم التلاميذ حقا مبادئ اللغات والعلوم بشكل أفضل..
لو كنت أستطيع أن أرفع رواتب القضاة وأضع رقابة على حساباتهم لكي لا تسول لهم أنفسهم أن يقتلوا العدالة بتقاضيهم الأموال التي يمنعهم القانون من تعبئة جيوبهم بها..
ولكني لا أستطيع... وحدي لن أستطيع..
أتمنى أن يتخذ القرار من بيده القرار ومعا سنستطيع...
ألن يكون شكل البلد أجمل هكذا؟؟ ومن منا لا يحلم بالنظام والراحة والرفاهية للجميع..
الجمل
إضافة تعليق جديد