«مـاسـبـيــرو» يـقـيــس جـــوارب المـذيـعــات

في التلفزيون المصري، كما في «الجزيرة»، أو «سي. أن. أن.»، لا يظهر عادة من مذيعة نشرة الأخبار، إلا الجزء العلوي من جسدها. لكن ذلك لم يمنع إدارة «ماسبيرو» من إصدار قرارٍ الجديد، بإلزام جميع مقدمات نشرة الأخبار، بارتداء... جوارب طويلة! من المدهش دوماً مراقبة الطريقة التي يتحوّل بها المقموع إلى قامع. فبعد طول إقصاء مارسه تلفزيون مبارك الرسمي ضدّ المذيعات المحجبات، استطعن أخيراً بفضل الثورة، الإطلالة عبر الشاشة الرسمية في برامج متنوّعة. وجاء الظهور الأول إخبارياً لنرمين خليل عبر شاشة «النيل للأخبار»، ثم أطلت فاطمة نبيل في أوّل نشرة رسمية تقدّمها محجبة على القناة الفضائية المصرية، لتشكل الإطلالة الأبرز حتى الآن. ما زالت المحجبات في ماسبيرو أقلية صغيرة، لكنّ اللجنة المشكلة لوضع قواعد ظهور المزيد منهنّ، امتد تأثيرها فجأة ليطول غير المحجبات كذلك.اللجنة التي ترأستها الإعلامية حنان منصور، اشترطت «الحفاظ على حسن المظهر والأداء والوزن»، ومنعت «لبس غطاء الرأس الذي يحتوي على أكثر من لونين، ومنعت ارتداء الملابس «المشجّرة أو المقلمة»، وأقرت «الاتفاق على ربطة واحدة لغطاء الرأس ليصبح الشكل موحداً، مع منع ارتداء اللون الأبيض في الحجاب»، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة «المصري اليوم». وأضافت إنه بالنسبة للماكياج، فإنّ اللجنة اشترطت التبرّج الهادئ في الألوان، وحذرت من استخدام الألوان الصارخة، خصوصاً في أحمر الشفاه. ومنعت اللجنة ارتداء السلاسل البراقة والأساور اللافتة للنظر، وكذلك المصاحف الكبيرة الحجم والخواتم البراقة».وعلى الرغم من أنّ اللجنة لم تبتكر شرط «الجوارب الطويلة» ـ ربما لأنها بديهية بالنسبة للمحجبات ـ إلا أنّ رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون الرسمي، إبراهيم الصياد، قرَّر إضافة شرط الجوارب للمحجبات ولغير المحجبات أيضاً. الصيّاد ليس إخوانياً ولا حتى إسلامياً، بل هو أحد المخضرمين في «ماسبيرو» الذي كان قلعةً محرمةً على الإسلاميين خصوصاً والمعارضة عموماً، طوال عهوده السابقة. إلا أنّ القرار يبدو كأنه محاولة للتناغم مع الحالة الدينية التي أفرزها صعود مرشح الإخوان إلى مقعد الرئاسة، وكذلك تبؤّ إخواني آخر، هو الصحافي صلاح عبد المقصود، مقعد وزارة الإعلام. وهذا ما دفع بعضهم للزعم بأنّ «الجوارب» قد تكون قرار الوزير، الذي لم يشأ أن يبدو في الصورة، وهو سلوك إخواني معهود.

علي المحروس

المصدر: السفير