آثار شنشراح غرب المعرة.. تدمير وسرقة وملاجئ ومقرّات للإرهابيين

22-03-2020

آثار شنشراح غرب المعرة.. تدمير وسرقة وملاجئ ومقرّات للإرهابيين

Image
 شنشراح غرب المعرة.. تدمير وسرقة وملاجئ ومقرّات للإرهابيين

على بعد 13 كم غرب مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، يتربع موقع شنشراح الأثري، وهو أحد المواقع الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي منذ عام 2011 ويعود إلى العصرين الروماني والبيزنطي.

الموقع صمد طوال قرون في وجه الزمن، لكنه لم يستطع مواجهة التكفير الإرهابي، ولصوصية مرتزقة النظام التركي، فكان بين مطرقة تخريب وتدمير التنظيمات الإرهابية، وسندان لصوصيتهم.

وتحدثت قناة «العالم» في تقرير لها نشرته في موقعها الإلكتروني عن حجم الدمار الذي أصاب الموقع على أيدي التنظيمات الإرهابية التي سيطرت على المنطقة لوقت طويل.

وأشارت إلى أن أول ما يلفت الانتباه مع دخول الموقع حقل التدريب الدائري في وسط المدينة الأثرية، وحلقات النار وساحة التدريب الفردي على فنون القتال، مشيرة إلى أنه في هذا المكان قبل أيام مضت كان تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والمئات من المسلحين الأجانب الذين حولوا الآثار إلى معسكر تدريب ومقرات للمسلحين ومستودعات ذخيرة، في حين تم نقل الحجارة من المباني الأثرية لتحويلها إلى غرف، بالإضافة إلى أبنية من البيتون المسلح أضيفت للمكان، ووجود حفر للتنقيب غير الشرعي عن الآثار والتي كانت واضحة في كل مكان، في حين بدا على بعد مئات الأمتار مقر قيادة وقد حُفر في الصخر.

وأوضح التقرير أنه في محيط الموقع الأثري، والذي كان مقصداً للسياحة والباحثين الأثريين، قبل دخول الإرهابيين من «الأوزبك والطاجيك والقوقازيين والإيغور» وباقي صنوف الإرهابيين التابعين لما يسمى «فيلق الشام» ومن بعده «جبهة النصرة» عابثين بموقع أثري يعتبر أحد مدن الكتلة الكلسية التي تمتد من النبي هوري (قورش) شمالاً وحتى أفاميا جنوباً ويرجع تاريخ بداية الوجود الإنساني فيها إلى القرن الرابع الميلادي، وقد بلغت أوج ازدهارها في القرنين الخامس والسادس الميلادي، وتدريجياً بدأ دورها بالاضمحلال من القرن السابع الميلادي بفعل عدة عوامل منها تغير الطقس وشح المياه وانتشار الأوبئة.

ولفت إلى أنه من أهمية هذا المكان أن مبانيه وأوابده مازالت قائمة حتى الوقت الحالي ومشادة من مداميك حجرية منقولة ومنحوتة من مقاطع حجرية قريبة من الموقع.


وذكر التقرير أن جميع الخبراء في الآثار أكدوا أن هذه البلدة الأثرية كان لها اعتبارات خاصة، ونقل عن غازي علولو مدير الآثار في حماة، تأكيده أن البلدة الأثرية « تشكل جزءاً من التراث الإنساني والموروث الحضاري للبشرية».وأوضح علولو أن هذا المواقع تعرض والمواقع الأخرى للتخريب والأذى وطالتها اليد الآثمة ونالت منها وأتت على زخارفها ورموزها سيما المسبحية منها حيث تم تحطيم الزخارف والنقوش التي تزين السواكف والابواب وواجهات المباني والمدافن ويظهر عليها رمز الصليب وأحرف (أ…. و…. ي) ألفا وأوميغا التي تشير إلى السيد المسيح كريستوس وبداية الخلق ونهايته.

وأشار إلى أنه تم حفر الكثير من الانفاق والمقرات لاستخدامها كمقرات للاحتماء بها وملاذات للمسلحين وعائلاتهم سيما المدافن التي تم تعزيلها وتأهيلها وتوظيفها كملاجئ لهم».

وفي سياق الحديث أوضح علولو أن هناك «خطة إسعافية انقاذية سريعة لأماكن الضرر التي تعرضت لها هذه المواقع ومن ثم البدء بإعداد الدراسات الهندسية لترميم ما تخرب وتصدع ووضع خطة التأهيل والتوظيف السياحي لهذه المدن ».

 

 


الوطن 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...