أب يقتل طفلته
تعرضت الطفلة منال ذات السنة وتسعة شهور قبل الآن لاعتداء وحشي من قبل الأب المجرم الذي حاول حرقها وتشويه جسدها ومن ثم وأدها وهي على قيد الحياة. وقبلها تكسيره للعظام الغضة.
يُقال دائماً المكتوب يظهر من عنوانه، أجل فما أن تلقى الأب البائس /م . ب 35 عاماً/ نبأ وضع زوجته /ج.م 25 عاماً/ لمولودتها الجديدة حتى اكفهرّ وجهه وهو كظيم فلم يبد هذا النبأ ساراً له رغم أنه كان آنذاك في بلاد الغربة (السعودية)، وحينما قفل راجعاً إلى بلدته سرمين في إجازة قصيرة لم يكن للقاء مع العائلة والوالدة على وجه الخصوص أي مودة أو سعادة، ولم يحمل اللقاء مع المولودة منال حميمية على الإطلاق، ظهر ذلك جلياً وواضحاً في عدم شعوره باللهفة تجاهها، ثم تطورت هذه الأمور إلى قسوة وغلظة في المعاملة تجلى في كثرة ضربها بعنف في كل مرة كانت تبكي فيها ولم تبلغ من العمر الشهر أو الاثنين، قضى / م . ب/ الأب إجازته القصيرة قافلاً إلى السعودية، وحينما حلّت إجازة الصيف لم يكن يخطر على بال أحد في المنزل أو العائلة أن هذه الإجازة ستكون وبالاً على الطفلة البريئة، ولم يكن يخطر في بال إنسان على وجه هذه الأرض أن يقدم هذا الأب الطائش على قتل طفلته.
في أول كلمة خاطب بها /م/ ابنته لدى وصوله إلى البيت /أما زلت على قيد الحياة؟!/ دون أن ترف في جوانحه حمائم الإنسانية والأبوة والشوق، وحملت الأيام في طياتها للطفلة المعاناة والقهر والألم وهي التي لا تستطيع أن تتكلم أو تحتج أو ترفض ما تتعرض له هذه الفتاة من شخص كان من الطبيعي أن يكون موئلاً للحنان ومنبعاً للرأفة المرجوة، في أحد هذه الأيام وضعها لمدة خمس ساعات في أتون الشمس الحارقة في ساحة الدار على مدار يومين ثم قام بما هو أدهى وأمر حيث غافل أمها وحاول وأدها في التراب لكن إخوتها الصغار شاهدوا العملية المروعة فأيقظوا أمهم التي تمكنت من تخليصها مما أقدم عليه ذلك الأب رغم الضربات القاسية التي تعرضت لها، وفي إحدى الليالي استغل الأب نوم الجميع ليحضر الطفلة ويحرقها بالشاي على وجهها وعينيها ثم جاء بسكين ليضرب أنفها وقص طرف أذنها، ثم تطور الأمر لضربها بعصى غليظة على الرأس والقدمين في محاولة منه لقتلها والتخلص منها، فقدت على إثرها الوعي، سمعت الأم صوت البكاء بغريزة الأمومة وصلت متأخرة لكنها تمكنت من تخليصها من براثنه الآثمة فحملتها وهربت إلى منزل ذويه الأقرب بالنسب لها فلم تجد أية استجابة من قبل أمه مما جعلها تتجه إلى منزل أهلها الذين أوصلوها إلى المشفى الوطني بإدلب لتدخل غرفة العناية المركزة، وبذل الأطباء مشكورين جهوداً كبيرة في إجراء عمليات الكسور والإسعاف وألقي القبض على الوالد وسيق إلى قسم التحقيق حيث اعترف بالتهم الموجهة إليه، مشيراً إلى أنه لا يحب البنات «لأن همهم للممات» على حد زعمه، فسجن /4/ أشهر وأطلق سراحه بعدها.
بعد الخروج من السجن لم يتعظ هذا البائس من درس السجن ويثوب إلى رشده فواصل محاولاته في الوصول إليها وتعذيبها، ففي يوم 10/5/2011 أقدم المدعو محمود البيات على قتل الطفلة منال بدمٍ بارد وفي صباح الأربعاء 11/5/2011 في السادسة صباحاً حيث قام بأخذ الجثة إلى المقبرة ودفنها مهدداً الزوجة بقتلها إن هي أخبرت أي أحد من الأقرباء ومضت الأيام قاسية رهيبة على الزوجة المفجوعة دون أن تتمكن من إخبار أحد، لكن أخبار الجريمة النكراء انتشرت في الحارة انتشار النار في الهشيم حيث وصلت الأخبار إلى السيد عمر ماهر خال الطفلة الذي سارع إلى ناحية سرمين وأخبر مدير الناحية فأرسل معه 6 من عناصر المخفر وتم إلقاء القبض عليه في داره واعترف بمكان الجثة وإقدامه على عملية القتل ووضع في السجن ريثما تنتهي عملية التحقيق.
وقد أكد السيد مدير الناحية والطبيب الشرعي الذي قام بفحص الجثة صباح الأربعاء 18/5 أي بعد أسبوع من ارتكاب هذه الجريمة النكراء وتبين للطبيب الشرعي، حسب كلام السيد مدير ناحية سرمين، وجود آثار كدمات ورضوض وحروق حديثة بوجهها ورأسها، مما يؤكد إصراره على ارتكاب هذه الجريمة القذرة. أمام هذه الوقائع لا يسعنا إلا أن نضع هذه القضية في ذمة القضاء العادل النزيه الذي ينبغي أن يقول كلمته العادلة في حقه دون التماس المبررات والأعذار.. فهل من سامع؟!..
محمود النمر
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد