أدوية منتهية الصلاحية في مشفى القلب

11-06-2006

أدوية منتهية الصلاحية في مشفى القلب

أرسل رئيس الصيدلية راكان الواكد بتاريخ 3/5/2006 كتاباً (لدينا نسخة منه) الى المدير العام لمركز الباسل لأمراض وجراحة القلب بدمشق جاء فيه:«اثناء جرد الصيدليات الاحتياطية وجد لصاقات قلبية 5ملغ عدد24 لصاقة منتهية الفعالية - لصاقات قلبية10ملغ عدد6 لصاقة منتهية الفعالية.. يرجى الموافقة على اتلافها» فكتب المدير الدكتور ماجد عثمان بخط يده: تعطى لقسم الاسعاف لاستخدامها.

وفي وقت لاحق حين التقينا المدير العام وسألناه ان كان المشفى يستخدم ادوية منتهية الصلاحية أجابنا بحزم وفي حديث مسجل:غير صحيح.. واضاف من عنده: في كل ربع «اي ثلاثة اشهر» من السنة ترفع لي الصيدلية كتابا تذكر فيه مالديها من ادوية انتهت صلاحيتها، فأمر بإرجاعها الى فارمكس. ‏

وبالرجوع الى فارمكس التي هي احد اقسام مؤسسة التجارة الخارجية والمختصة باستيراد الادوية نفاجأ ان المؤسسة التي ذكر مدير مركز الباسل انه يرسل لها الادوية منتهية الصلاحية كل ثلاثة اشهر، لم تستقبل اية علبة دواء لا من مشفى الباسل ولا من غيره منذ ثلاث سنوات لأنها ببساطة اصدرت قرارا منذ دمج مؤسساتها عام 2003 وبناء على السياسات الجديدة للشركات العالمية المصنعة للأدوية وبدأت على اساسه تخلي مسؤوليتها من استرجاع او اتلاف الادوية التي انتهت تواريخ صلاحيتها. ‏


 لصاقات القلب التي ذكرها رئيس الصيدلية في كتابه هي من نوع (ديسكورتين) مصنع قسم منها في الشهر التاسع 2002 وتنتهي صلاحيتها في التاسع عام 2005 وقسم اخر منها تاريخ تصنيعه في الشهر العاشر 2002 وينتهي في العاشر 2005، وقد اشتراها المركز من صيدلية - مؤسسة التجارة الخارجية من مركز الجلاء بتاريخ 27/9/2003 ثم دعمها بثلاثة الاف لصاقة اشتراها العام 2005 وتنتهي فعاليتها في الشهر الخامس 2007. ‏

ومايهمنا ان تعرفوه عن هذه اللصاقات انها تستخدم في قسم الاسعاف في المشفى كموسع وعائي في حالات خطيرة كما حدثنا بعض الاطباء المختصين. ‏

وقد ابلغنا عن حالات ألصقت فيها هذه اللصاقات المنتهية الفعالية. ‏

- بحسب كتاب رئيس الصيدلية - لمرضى في حالات اسعافية كالجلطة ونحوها فلم تستطع هذه اللصاقة المنتهية صلاحيتها قبل عام من الآن ان تنقذ المريض لولا انتباه الطبيب الى تاريخ الصلاحية ومسارعته لطلب واحدة جديدة. ‏

لمزيد من التأكد قمت أنا محدثكم بمراجعة المشفى كمريض واشتريت (وفقا لايصال رسمي) بعضا من هذه اللصاقات المنتهية الفعالية، كما اننا ندعم هذه النقطة بإيصالات رسمية اخرى (لدينا صورها) اشترى فيها مرضى اخرون بعض هذه اللصاقات القلبية المنتهية في وقت سابق من هذا العام. ‏

ايضا، فقد كان علينا التأكد من شك بدأ يطرح نفسه: فيما اذا كانت سياسة استعمال الادوية بعد انتهاء صلاحيتها تتضمن انواعا اخرى من الادوية، فكانت مهمتي الاخرى مراجعة صيدلية المشفى لشراء انواع اخرى من الادوية بحجة ان لدي مريضا في مشفى اخر ولاتوجد لديه هذه الادوية فاشتريت فعلا وبإيصالات رسمية عددا من الادوية ظهر لي منها اثنان صلاحيتهما منتهية، الاول بيكربونات الصوديوم وفعاليته منتهية قبل تاريخ شرائي للعبة بثمانية ايام والثاني ديكستروز50% وصلاحيته منتهية قبل نحو نصف شهر. ‏

واوضح لنا بعض الاطباء المختصين لدى سؤالهم فيما بعد ان الدواء الاول بيكربونات الصوديوم يستخدم في حالات الانعاش القلبي الرئوي وحالات اخرى كلها حالات تزداد مخاطرها مع دواء (لن ينفع) ان لم نقل (قد يضر). ‏

وسنذكر لكم حين نتحدث بعد قليل عن جولتنا الميدانية في المشفى اننا وجدنا هذا الدواء في احدى غرف العناية المشددة حيث صورها زميلنا المصور طارق بوضوح. ‏

اما الدواء الثاني ديسكتروز فيستخدم -وبحسب ماقاله لنا الاطباء - في حالات الهبوط الشديد للسكر.. ‏

ولكي لانستهين بفارق الايام المعدودة بين انتهاء الصلاحية وشرائي لهذين الدوائين احب ان ألفت الانتباه الى ان هذا الدواء الذي لم نتمكن من تحديد كميته في المشفى قد يستمر بيعه الى عام او اكثر وبالتالي تصبح المدة اطول واخطر. ‏

 

والأمر الأهم ربما يوضحه ماسأقوله لكم الان: دواء بيكربونات الصوديوم الذي ذكرته لكم قبل قليل استورد عام 2003 من المملكة العربية السعودية كما اوضحت لنا ناديا الاطرش مسؤولة استيراد الادوية في مؤسسة التجارة الخارجية. والان لكي اوضح اكثر كيف يتعاملون مع فعالية ادويتهم في السعودية فقد استطعنا الاطلاع على ماتذكره القوانين الصحية في المملكة فوجدنا انها تنص ان الدواء يعتبر منتهي الصلاحية قبل فترة الانتهاء الاساسية المكتوبة على علبة الدواء بـ3 اشهر ومعنى ذلك ان هذا الدواء الذي ينتهي بحسب ماهو مدون على العلبة في 4/5/2006 يعتبر وفقا للقوانين السعودية منتهيا في 4/2/2006. ‏

اكثر من ذلك فقد قادت الصحافة السعودية حملة ضد احدى المستشفيات الحكومية التي تصرف ادوية منتهية الصلاحية وذكرت صحيفتا الوطن والرياض حالات كادت تودي بحياة عدد من الاطفال المرضى وحالات من التسمم الخطير واجهها مرضى اخرون.
 

لذلك فقد كان خبر «مواطن يتسلم مضادا حيويا تنتهي صلاحيته بعد12 يوما هو عنوان بارز في كبريات الصحف السعودية وضع وزارة الصحة في حالة لاتحسد عليها امام الرأي العام. ‏

وهكذا من لصاقات القلب الى الشك الذي اثبت نفسه عبر دواءين اخرين فقد اصبحنا امام مؤشر الى قصة اكبر لبيع وصرف وا ستخدام الادوية منتهية الصلاحية في مركز القلب هذا. ‏

وقد كان علينا العمل على إثبات ذلك بشكل اوسع حيث استطعنا ومن خلال الاحتكاك مع العديدمن مرافقي المرضى الاطلاع على ايصالات الدفع لبعض الادوية وكذلك الاطلاع على فواتير تخريج المرضى (لدينا صور من بعضها) الحصول على اسماء الادوية المصروفة لمرضاهم، وبمقارنتها لاحقا مع قوائم مبيعات الادوية من فارمكس - التجارة الخارجية تم التوصل الى ان العديد من الادوية الخطيرة والحرجة مازالت تستخدم وتصرف رغم انتهاء مدة صلاحيتها منذ عدة اشهر او سنة. واليكم بعض الأمثلة: ‏

- دواء ليبرسور أو ميتوبرولول وهو حقنة وريدية تستخدم في حالات حرجة للمرضى الذين يعانون اضطرابات في النظم (تسرع القلب) كما شرح لنا بعض الاطباء الذين سألناهم دون ان نذكر لهم الهدف من السؤال عن هذا الدواء وغيره. ‏

هذا الدواء الذي مازال مستخدما حتى تاريخه تظهر عبوته ان صلاحيته منتهية منذ شهر تشرين الاول العام 2005. ‏

ولمزيد من التأكيد الميداني فقد شملت جولتنا التي أعقبت اللقاء بمدير المركز قسم الاسعاف والعنايات المشددة حيث كانت هذه العبوة موجودة بكثرة في كل الاقسام ومن خلال سؤال الاطباء في تلك الاقسام في احاديثنا المسجلة معهم والصور التي التقطها زميلنا المصور اثناء إمساكي للدواء الذي كان الاطباء يشرحون مواصفاته واستخداماته بينما كانت الكاميرا تلتقط تاريخ انتهاء الصلاحية. ‏

الطبيب المقيم في قسم الاسعاف (د.ح) سألناه ان كان استمرار استخدام بعض الادوية التي قلنا له واشرنا باصبعنا الى انتهاء صلاحيتها ومنها هذا الليبرسور فأجاب بأن الاعتقاد الطبي هو ان الادوية تحافظ على صلاحيتها حتى بعد انتهاء التاريخ المدون عليها بـ6 أشهر، واضاف ان هذا الدواء تحديدا والذي هو امريكي الصنع قد يحافظ على الفعالية سنة كاملة بعد انتهاء الصلاحية.
 

وطبعا، هذه الفكرة التي قد تسمعونها من بعض الاطباء والصيادلة هي خاطئة كما اوضح الدكتور جوفين برمانيند من قسم الادوية في منظمة الصحة العالمية في تصريح له قبل عامين. ‏

وفي تصريح لمسؤول في وزارة الصحة السعودية صدر عقب الحادثة التي سبق ان ذكرناها في احد المشافي الحكومية هناك: فقد ذكر ان جميع شركات الادوية في العالم تعتبر نفسها غير مسؤولة عن الدواء بعد انتهاء صلاحيته موضحا ان بعض شركات الادوية تتحدث عن مدة ستة اشهر بعد انتهاء الصلاحية «لاحتمالية شرب الدواء بالخطأ دون ملاحظة انتهاء المدة». ‏

وعلى كل حال فإن الدكتورة سمر عرفات فرع دمشق لفارمكس تؤكد لنا ان الشركات لعالمية المصنعة للأدوية لم تعد تقبل حتى تعويض اتلاف الادوية التي تنتهي صلاحيتها. ‏

لذلك فإن العديد من دول العالم ومنها دول عربية اصدرت قرارات قدمت فيها مواعيد سحب الادوية بل والاغذية ايضا من الاسواق قبل انتهاء مدة الصلاحية المدونة عليها بمدد محددة. ‏

ورغم ان القانون عندنا في سورية يحدد تاريخ انتهاء الصلاحية بانتهاء مدة استخدامها فإنه لايسمح اطلاقا باستخدامها ولو ليوم واحد عقب انتهاء المدة. وهو أمر محل إجماع عالمي لا خلاف عليه كما افادتنا مصادر وزارة الصحة. الا ان الطريف ان الرقابة الدوائية في وزارة الصحة - كما علمنا- تستطيع مراقبة الادوية في المعامل والمستودعات ولايحق لها مراقبتها في المشافي.. اما من يراقبها في المشافي.. فهي المشافي نفسها (رقابة ذاتية). ‏

ومن الادوية الاخرى التي تابعنا خيوطها عبر الايصالات الرسمية التي اطلعنا عليها لدى بعض المرضى ومرافقيهم (الذين لم يكونوا يعلمون انهم يحملون ايصالات تثبت انهم تلقوا ادوية منتهية الصلاحية بل ودفعوا ثمنها، ومنها ايضا:
 
‏ - أميدات وهو - كما شرح لنا لاحقا طبيب في العناية الاكليلية (د.ع.ب) يستخدم كصادم ومهدىء قصير الأمد (حالات تخدير معينة) وهو لايزال مستخدما - حيث اضفنا الى كل مالدينا صورا التقطناها في قسم العناية المشددة لهذا الدواء في صيدلية الاستخدام وربما ترون بوضوح تاريخ انتهاء الصلاحية شهر نيسان 2006. ‏

- بفلاسين وهو بحسب الطبيب ذاته مضاد حيوي وقد كانت العبوات التي امسكنا بها اثناء شرح الطبيب تظهر انتهاء فعاليتها في الشهر التاسع من العام الماضي 2005 وللتوضيح فإن المضاد الحيوي المنتهي الفعالية منذ 10 أشهر ولايزال قيد الاستخدام في هذا المشفى لايختلف كثيرا عن المضاد الحيوي الذي ضجت الصحافة السعودية كما ذكرنا عندما اكتشف ان مواطنا تسلمه من المشفى رغم بقاء 12 يوما في صلاحيته. ‏

- فيتامين K قيد الاستخدام رغم انتهاء صلاحيته منذ آذار 2006 وهو دواء اسعافي كما شرح لنا الطبيب المقيم المذكور آنفا في الاسعاف حين طلبت منه ان يشرح لنا عن هذه العبوة التي كنت امسكلها بيدي واوضح انها تستخدم في حالات تتعلق بالاحتشاءات القلبية والتميع الزائد في الدم (تصور انك او أنا أو احد من اهلنا - لاسمح الله - راجعنا هذا المركز في حالة اسعافية وا عطونا دواء من هذا القبيل). ‏

- انتي غربين وهو دواء منتهي الصلاحية منذ اذار 2006 ويستخدم كحقن وريدي بعد زرع الشبكات.. وهنا يطرح سؤال حول حالات الاحتشاء والانسداد التي حصلت لبعض المرضى بعد زرع الشبكات وهو دواء حساس ولايعطى الا بوصفة طبية -كما تظهر تعليمات الشركة المصنعة والمدونة على العبوة - و كان احد الادوية التي اثبتناها اثناء جولتنا الميدانية. ‏

- زيناسيف: وهو صاد حيوي بحسب الاطباء وتحتوي تعليمات الشركات المصنعة بحسب ماقرأنا تحذيرات من استخدامه خارج التعليمات المحددة علميا. ومع ذلك لايزال هذا المشفى يستخدمه رغم انتهاء صلاحيته في الشهر الاول من هذا العام اي منذ نحو ستة اشهر، وهي كمية كبيرة اشتراها المركز عام 2004 من فتحة النصر لبيع الادوية في مؤسسة التجارة الخارجية بحسب ماتوضح الوثائق التي بين ايدينا. ‏

هذا الدواء اضافة الى ادوية قلبية اخرى هي: 1 - موستجمن (صلاحيته منتهية منذ الشهر الاول 2006) 2 - ميدازولم صلاحيته منتهية منذ التاريخ نفسه) 3 - فيمزيغن صلاحيته منتهية منذ الشهر الخامس 2006. 4 - ايتافيلن ينتهي في شباط2006. ‏

جميع هذه الادوية شوهدت وصورت من قبلنا في الاسعاف والعنايات بحضور الاطباء المعنيين كما ان تعقب مسار حركة جمع النفايات الطبية من ادوية وغيرها الى الحاويات خلف المشفى سمح لنا باكتشاف عبوات مستخدمة منها، وهي لايمكن الا ان تكون حديثة الاستخدام لأن مدير المشفى اجابنا في حديثه المسجل ردا عن سؤالنا حول حركة النفايات وترحيلها بأنها ترحل من الحاويات الى معمل النفايات الصلبة كل يوم بيومه. ‏


كل ماسبق ذكره من الادوية القلبية يمكن اعتباره مجرد عينات استطعنا الحصول على أدلة إثبات متكاملة على وجودها واستمرار استخدامها في مركز الباسل لأمراض وجراحة القلب. ‏

وفي احاديث أجريناها مع بعض الاطباء فقد اوضحوا لنا ان استخدام ادوية منتهية الصلاحية لمرضى القلب خاصة له مخاطر مضاعفة، فبغض النظر عن احتمالية تحول الدواء الى مادة سامة بعد انتهاء صلاحيته - يقول احد الاطباء المختصين- فإن استعمال ادوية غير فعالة او ذات نسبة فعالية منخفضة لحالات قلبية هي غالبا من قبيل (ضغط الدم، الاحتشاء..) فإنها تصبح من دون شك مسببا لوفاة المريض بدلا من علاجه. ‏

اضافة الى ذلك فإن استخدام بعض الادوية التي هي مضادات حيوية منتهية الصلاحية وقد ذكرنا بعض اسمائها فيما سبق يطرح استفهاما حول علاقة هذه الدوية غير الفعالة في التصدي لانتانات المشافي التي تنمو عادة وتصبح اكثر خطورة مع توافر عاملين: الاول خلل نظام التعقيم والثاني ضعف فعالية الادوية المستخدمة كمضادات حيوية ومضادات للانتانات. ‏

وفي هذه الحالة يجدر بنا طرح تساؤل حول بعض الوفيات الغامضة التي حدثت خلال الشهر الفائت في المشفى (ملاحظة: هذه الوفيات التي نذكرها هي خارج النسبة الشهرية المعتادة للمشفى جراء العمليات الجراحية ونحوها). ‏

والحالات التي نذكرها هي اربع حالات تم وضعها في غرف العزل التابعة للعنايات المشددة توفي منها ثلاثة هم: (ف.ز) و(و.ع) و(أ.ع) بينما تستمر (ف.أ) في غرفة العزل في العناية الاكليلية وقد ثبت لدينا بما نستطيع اثباته اصابتها بجرثومة «كليبسيلا» المعدية والتي هي بحسب دراسة اطلعنا عليها وسبق ان اجرتها عدة مراكز طبية امريكية واوربية شملت جميع انحاء العالم (كما ذكرت الدراسة) اشارت الى ان هذه الجرثومة وخاصة البولية منها والتي اصيبت بها مريضتنا التي مازالت قيد العزل فقدورد في الدراسة ان هذا النوع هو خاص بالمشافي على الاغلب.
 

ولدراسة احتمال دور التعقيم في انتشار هذه الانتانات فقد التقينا وكيل متعهد التعقيم في المشفى وزودنا بعينات من مواد التعقيم اضافة الى برنامج التعقيم، حيث عرضناها على مختصين، فأكدوا ان مواد التعقيم جيدة غير انهم أبدوا ملاحظات على البرنامج باعتباره يركز على استخدام نوع محدد للتعقيم في اماكن محددة وخاصة في تعقيم بلاليع غرف العمليات مع ملاحظة ان مركز الباسل ربما يكون المشفى الوحيد في سورية فضلا عن العالم التي توجد في غرف عملياته بلاليع للصرف الصحي).. على كل حال وفقا للبرنامج فإن تعقيمها يتم بمادة الكلور والتي ذكر لنا المختصون ان استمرار استخدامها في مكان محدد يؤدي الى تعود الجراثيم عليها ومقاومتها ورغم ان وكيل المتعهد اكد لنا ان التحاليل التي تجرى على هذه البلاليع تؤكد خلوها من اية جراثيم الا اننا لم نحصل على مايوثق هذا الكلام. ‏

واذا اخذنا بالاعتبار استخدام ادوية منتهية رغم انها مضادات حيوية، واذا اضفنا اليه استمرار استخدام دواء سلوكورتيف وهو المضاد للانتانات رغم ان فعاليته تنتهي نهاية الشهر الحالي (ولنتذكر ان دولا تسحب الادوية قبل انتهاء فعاليتها بثلاثة اشهر) كل ذلك يجعل الباب مفتوحا امام دور لهذه الادوية في عدم الحد من انتشار الانتانات الموجودة اصلا في كل مشفى وإن بنسب قليلة. ‏

اما السؤال الذي يخطر على بال اغلب الفقراء.. مامصلحة مشفى عام يبيع ادوية منتهية الصلاحية؟ فيمكنني تقديم بعض المعطيات في هذا المجال منها: مركز الباسل مأجور مثله مثل اي مشفى في القطاع الخاص وادويته يدفع ثمنها نقدا من المرضى.. وهناك نسبة من عائدات المشفى للعاملين فيه كحوافز.. الامر الاخر والذي لم نستطع التأكد منه ما وضع هذه الادوية المنتهية في السجلات الرسمية للمركز؟ هل ذكروا انها مستخدمة ام متلفة ام معادة أم...؟) والامر الاخير والمؤكد هو ان حالات سرقة للادوية ظهرت في اوقات مختلفة وبكميات كبيرة في هذا المركز ادت لتركيب كاميرات للمراقبة من قبل وزارة الصحة بشكل سري.. لكنها - وللغرابة - لم تستطع كشف الحرامي. ‏

 

 

حمود المحمود

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...