أزمة الرئاسة والعلمانية في تركيا
تستعد عشرات المنظمات غير الحكومية في تركيا لتنظيم تظاهرة في إسطنبول اليوم لإظهار دعمها للعلمانية، بعد نحو أسبوعين من تظاهرة مماثلة في أنقرة شارك فيها نحو 1.5 مليون شخص.
يأتي ذلك في وقت تتجه فيه المواجهة بين الحكومة المنبثقة من التيار الإسلامي والقوات المسلحة القوية النفوذ وحامية النظام العلماني نحو المزيد من التصعيد على خلفية أزمة ترشيح وزير الخارجية عبد الله غل للرئاسة.
فقد ردت الحكومة التركية بحزم أمس على الجيش الذي اتهمها بتهديد العلمانية المطبقة في البلاد، مذكرة بأن هيئة الأركان تبقى تحت أمرة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وإثر اجتماع دام أكثر من ساعتين بين أردوغان وعدد من وزرائه، اتهم المتحدث باسم الحكومة جميل جيجيك قيادة الأركان بمحاولة التأثير على مجرى العدالة بإصدار بيانها في الوقت الذي تبحث فيه المحكمة الدستورية طعنا من المعارضة لإلغاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة.
وأكد جيجيك تمسك حكومة حزب العدالة والتنمية بالمبادئ العلمانية للجمهورية، مشددا على أنه لا يمكن مجرد التفكير في أن تسعى تركيا إلى تسوية مشاكلها خارج إطار المنظومة الديمقراطية.
وقبل ذلك أكد أردوغان أن الشعب التركي سيتصدى لأي محاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد، وقال في خطاب أمام اجتماع للهلال الأحمر التركي في أنقرة إن الأمة لن تسكت أبدا عن الانتهازيين الذين ينتظرون ويفتحون الطريق أمام الكارثة.
وفي بروكسل، دعا المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع أولي رين الجيش التركي إلى البقاء خارج العملية الانتخابية في تركيا.
وقال رين للصحفيين إنه يدرس بدقة البيان شديد اللهجة على نحو غير معتاد الذي أصدره قادة الجيش، مذكرا بأن احترام الديمقراطية شرط أساسي لترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وبدورها طالبت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي بإجراء الانتخابات الرئاسية في تركيا "طبقا للقواعد الديمقراطية" وبعيدا عن "الضغوط الخارجية".
وفي واشنطن دعا دان فريد مساعد وزيرة الخارجية إلى احترام الدستور التركي، معربا عن قلقه على مصير انتخابات الرئاسة في هذا البلد الحليف للولايات المتحدة.
وكانت هيئة الأركان التركية أصدرت بيانها بعد ساعات من جولة أولى غير حاسمة للتصويت على الرئيس في البرلمان التركي.
وفشل مرشح حزب العدالة والتنمية عبد الله غل في الحصول على أصوات كافية في الجولة الأولى من التصويت، وقدمت المعارضة العلمانية طعنا للمحكمة الدستورية لإبطال التصويت.
ورغم أن أردوغان يؤكدان أنهما باتا من مؤيدي المبادئ الجمهورية، إلا أن أنصار العلمانية يرون أنهما يريدان أسلمة البلاد سرا. ويعارض هؤلاء خصوصا وصول غل الذي ترتدي زوجته الحجاب، إلى الرئاسة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد