أسعار غير طبيعية للتفاح الشتوي والبرتقال
انعكس انخفاض أسعار النفط إلى ما دون الـ 90 دولار للبرميل الواحد إيجاباً على أسعار المواد الأولية فتراجع أسعار النفط عالمياً أسهم بدوره في تراجع أسعار المواد الأولية عالمياً وقد أدى ذلك أيضاً إلى تخفيف الأعباء المالية عن المستهلكين.. كما أن سورية ظلت بمنأى عن الآثار الكارثية لأزمة المصارف الأميركية التي تحولت إلى تسونامي يضرب شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وعدم تأثر الاقتصاد السوري والمصارف السورية بهذه الأزمة ليس لغزاً أو سحراً بل يعود إلى أن معظم مصارفنا ليس لها جذور وارتباطات وتوظيفات في المصارف الأميركية أما فيما يتعلق بأسعار المواد والسلع وحركة الأسواق فإن انخفاض المواد الأساسية هو السمة الأبرز فالأعلاف التي هي في غالبها مستوردة فقد استمرت أسعارها بالتراجع التدريجي منذ شهرين ولو كان ذلك التراجع بطيئاً لكن حصيلة التراجع باتت تتراوح بين 15و و 40% فأسعار الشعير الحالية 15 ل.س للكغ وكانت قبل ثلاثة أشهر 23 ل.س والذرة التي وصلت أسعارها إلى 21 ل.س تباع حالياً بـ 15 ل.س والصويا التي لامست أسعارها الـ 30 ل.س أصبحت الآن بـ 24.5 ل.س والقمح تراجع إلى 18.5 ل.س والطحين إلى 25.5 ل.س والتبن على حاله بين 11 ـ 23 ل.س وينظر مربو الدواجن والمواشي إلى تراجع أسعار الأعلاف بكثير من الأمل والارتياح آملين التعويض عن خسائرهم الكبيرة التي لحقت بهم في ذروة الأزمة العالمية لارتفاع الأسعار.. لكن ما حدث في تلك الآونة وفي بداية الصيف الماضي اضطر المربون إلى الاستغناء قسراً عن جزء كبير من القطيع بهدف تخفيف الخسائر.. فبالنسبة للأغنام تم عرض إناث العواس للبيع والذبح كما أن مربي الدواجن اضطروا إلى بيع جزء كبير من الدجاج البياض لمعامل المرتديلا.. أي أن سورية خسرت جزءاً مهماً من قطعان المواشي والدواجن فأحد مربي الدجاج البياض أكد أنه خفض قطيعه من 300 ألف دجاجة إلى 12 ألف دجاجة وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار البيض في السوق المحلية إلى 155 للصحن الواحد ولا علاقة للتصدير برفع الأسعار لأن الكميات المصدرة يومياً لا تتجاوز ربع الكمية المسموح بها من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة ونفس السبب يعد كافياً لتفسير الارتفاع الكبير بأسعار الفروج الذي يباع حالياً بين 125 ـ 135 ل.س.
أما الارتفاع المفاجئ في أسعار أغنام العواس فسببه يعود إلى أن السعودية سمحت باستيراد الأغنام السورية عن طريق البر عبر الأردن وكانت قد أوقفت ذلك لمدة زادت عن ستة أشهر فحالياً يباع كغ غنم العواس الحي بين 175 ـ 180 ل.س ويتوقع أن يتجاوز سعر الكغ الـ 200 ل.س مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وأمام ما تعرضت له الثروة الحيوانية وقطيع الدواجن من خسائر وذبح بات من الضروري جداً إنجاز تعداد عام للمواشي والدواجن وتبعاً لنتائج التعداد يمكن أن نبني سياسة جديدة تحدد الاحتياجات المحلية وفوائض التصدير وتشجيع المربين على الاستمرار في عملهم.
وبالانتقال إلى المواد الأساسية نجد أن أسعار الرز تراجعت من 110 ل.س إلى 85 ل.س والسكر بقي على حاله بين 28 ـ 35 ل.س أما الحديد المستورد والمعد لتسليح الأبنية فتراجع من 65 ألف ليرة للطن إلى 39 ألف ليرة أما أسعار الاسمنت فتعد مؤشراً على تدني وتائر حركة البناء والتشييد فالطن يباع بـ 8500 ل.س كما أن الجمود لا زال سيد الموقف بالنسبة لتجارة المنازل أما تجارة الأراضي والمحلات التجارية فتشهد انتعاشاً متزايداً في جميع المناطق ويقدم عليها البعض كنوع من الاستثمار وخلق فرص عمل.. وبالوصول إلى أسعار الخضر والفواكه فإن بعضها يعد معقولاً جداً كالكوسا والباذنجان والخيار والبندورة والبطاطا إذ إن الأسعار تتراوح لهذه المواد بين 15 ـ 35 ل.س وكذلك العنب يباع بين 40 ـ 60 ل.س لكن غير الطبيعي هو الارتفاع الكبير بأسعار التفاح الشتوي 60 ل.س والبرتقال بـ 60 ل.س كما أن الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان فقد باتت أسعارها مرهقة للأسرة لأن استهلاكها يومي فكغ الحليب يباع بـ 37 ل.س واللبن المصفى بـ 100 ل.س والأجبان البلدية بين 150 ـ 225 ل.س.
ويتوقع البعض أن أسعار الألبسة مرشحة للتراجع بشكل كبير بسبب قلة المبيعات التي ميزت الفترة السابقة لما قبل عيد الفطر والتي مردها ضعف القوة الشرائية للمستهلكين وما يميز الأسواق حالياً أن جميع العاملين في الدولة استلموا رواتبهم قبل حلول عيد الفطر وتزامن شهر رمضان مع افتتاح المدارس وشهر «المونة» أي إنفاق الأسرة خلال شهر تشرين الأول الحالي سيكون في أدنى معدلاته فالسيولة المالية لذوي الدخل المحدود تقترب من النضوب ومعظم الأسر تتدبر شؤون حياتها من خلال الاستدانة ليحل شهر جديد وليتم استلام راتب جديد يتم من خلاله تسديد ما يمكن سداده من ديون..
أخيراً بيع غرام الذهب في السوق السورية يوم أمس بـ 1130 وصرف الدولار بـ 46 واليورو بـ 63 ل.س.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد