أفغانستان: مقتل 7 جنود للاحتلال خلال يومين
في خضم السجال الدائر بين العواصم الغربية حول زيادة عديد قوات الاحتلال في افغانستان، وخاصة الاميركية، تلقى حلف شمال الأطلسي ضربة ميدانية جديدة، بعد مقتل 7 من جنوده في يومين، في وقت برزت مؤشرات اضافية على عمليات تزوير واسعة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، بينما تواصل الجدل حيال الغارة الأطلسية التي استهدفت عشرات الأفغان في شمال البلاد، وأكدت تقارير مقتل بين 60 و70 مدنيا فيها.
واعلن الحلف الاطلسي ان جنديين أميركيين قتلا، الاول في انفجار قنبلة في جنوب البلاد، والثاني في اشتباك مع مسلحين في الشرق. وأعلن ايضا مقتل جنديين كنديين، في انفجار عبوة لدى مرور آليتهما في قندهار. وقتل جندي فرنسي متأثرا بجراح أصيب بها خلال تبادل لإطلاق النار مع مسلحين في جنوب البلاد كذلك. وقتل جندي آخر في القوة الدولية متأثرا بجروحه ايضا. كما قتل جندي هولندي يوم السبت في اشتباك. وسقط اكثر من 325 جنديا للاحتلال منذ بداية العام الحالي 2009، بينهم 187 أميركيا.
ميدانيا ايضا، قتل ثلاثة من افراد عائلة واحدة في كابول لدى سقوط صاروخ على منزلهم. وادى هجوم صاروخي امس الاول الى مقتل زوجين وإصابة ثلاث من بناتهما في منطقة سير كاناي في ولاية كونار في شرق البلاد.
في هذا الوقت، تواصل السجال حيال الغارة الاميركية التي طلبت القوة الالمانية تنفيذها ضد عشرات الأفغان الذين كانوا يتزودون بالوقود يوم الجمعة الماضي في قندز في شمال البلاد. وذكرت جماعة «افغانستان رايتس مونيتور» وهي جماعة غير حكومية يمولها ناشطون محليون، في تقرير استند الى أكثر من 12 لقاء مع سكان محليين، ان ما بين 60 و70 مدنيا قتلوا في الهجوم، بينما قدر مسؤولون محليون عدد القتلى بأكثر من 130.
وقبل عشرين يوما من الانتخابات التشريعية الالمانية، حل موضوع الانتشار العسكري في افغانستان الذي لا يحظى بشعبية، بشكل صاخب في الحملة الانتخابية بعد الغارة الجوية الدامية. وأعلنت المستشارة انجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، مبادرة مشتركة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لعقد مؤتمر دولي حول افغانستان قبل نهاية العالم الحالي. والهدف هو دفع الأفغان الى تحمل المسؤولية بسرعة والعمل من اجل «تقليص المشاركة الدولية»، بحسب ميركل. ورفض متحدث باسمها اي رابط بين الجدل بخصوص الغارة والإعلان المفاجئ عن المؤتمر.
على الصعيد الانتخابي، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان انصار الرئيس الحالي حميد قرضاي قاموا قبل الانتخابات الرئاسية في 20 آب الماضي، بتسجيل مئات مراكز التصويت الوهمية احتسبت فيها لاحقا مئات الى آلاف الأصوات لصالح مرشحهم. ونقلت عن موظفين أفغان قولهم انه تم إحصاء ما لا يقل عن 800 من مراكز التصويت الزائفة التي لم تكن موجودة سوى على الورق.
وفيما طالبت واشنطن بالتحقيق في حصول تزوير، قال دبلوماسي غربي للصحيفة «نعتقد ان حوالى 15 في المئة من مكاتب التصويت لم تفتح أبوابها إطلاقا يوم الانتخابات لكنه اعلن عن آلاف الأصوات فيها لصالح قرضاي». والنتيجة بحسب الصحيفة، ان الأصوات المؤيدة لقرضاي في بعض المناطق قد تفوق عدد الأصوات الفعلية التي فاز بها بنسبة تصل الى عشرة أضعاف.
وكانت اللجنة الانتخابية المستقلة اعلنت امس الاول تقدم قرضاي (48,6 في المئة من الأصوات) على منافسه الرئيسي عبد الله عبد الله (31 في المئة) بعد عمليات الفرز في 74,2 في المئة من مكاتب التصويت. كما اعلنت انه «تم إلغاء نتائج 447 مكتب تصويت، من اصل 25450 مكتبا في مختلف أنحاء البلاد بسبب حصول تزوير». واضاف ان ذلك «قد يمثل نحو 200 الف صوت».
في هذا الوقت، اعلن قرضاي عزمه إجراء «حوار مصالحة وطنية» مع حركة طالبان اذا أعيد انتخابه، في «الأيام المئة الاولى» من ولايته الرئاسية الجديدة. واوضح «انها ليست مسألة حوار مع طالبان الذين لن يتخلوا عن علاقاتهم مع القاعدة او يرفضون الاعتراف بالدستور الأفغاني. انه أمر يجب ان تعرفه السعودية»، مشيرا بذلك الى دور وساطة تؤديه المملكة ضمنا لدى طالبان. وتابع انه مستعد ليمنح «اعتبارا من غد» (اليوم) تصاريح لعناصر طالبان ليتمكنوا من التوجه الى كابول للتفاوض.
وفيما أدان قرضاي الغارة الأطلسية في قندز، ورأى فيها «خطأ فادحا»، اتهم الولايات المتحدة بتشويه سمعة أصدقائه وعائلته في محاولة لتقويض موقعه وجعله اكثر عرضة للانتقاد. واوضح لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، ان «الاميركيين يهاجمون قرضاي بطريقة ضمنية لجعله اكثر عرضة للانتقاد.. هم مخطئون في ذلك، لان مصلحتهم تقتضي ان يحترم الأفغان رئيسهم». وتابع «ليس من مصلحة احد ان يصبح رئيس افغانستان دمية في أيدي الاميركيين».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد